يطالب العديد من أهالي وإعلاميي محافظة
درعا وريفها، جنوبي
سوريا، فصائل
الجبهة الجنوبية التابعة للجيش الحر، بفتح جبهات ضد قوات النظام السوري، للتخفيف عن الثوار في مدينة داريا المحاصرة بالغوطة الغربية في ريف دمشق، والفصائل بمعارك حلب، بعد جمود مستمر أصاب جبهات المحافظة منذ سنة ونصف تقريبا.
فأبو وليد المفعلاني، مدير تجمع إعلاميي حوران المستقلين، يتحدث عن ضرورة فتح معركة السيطرة على مدينة إزرع، التي حولها النظام لقطعة عسكرية ضخمة، وتعتبر خط دفاع مشيد عن أبواب العاصمة وريفها، كما تشرف على الطريق الدولي "دمشق – درعا – عمان" المتبقي وحيدا بمهمته في تغذية معاقل النظام السوري في مدينة درعا.
ووصف المفعلاني، في حديث لـ"عربي21، المدينة بـ"العمود الفقري للنظام"، كما تضم مواقع عسكرية يقوم النظام منها بقصف القرى والمناطق السكنية في ريف درعا.
ويطالب حسام طه، من أهالي بلدة خربة غزالة، بريف درعا الشرقي، والخاضعة لسيطرة النظام السوري، في حديث له مع "عربي21"، فصائل
الجيش الحر في حوران، بفتح معركة في هذه البلدة، لانتزاعها من قبضة قوات النظام التي تبسط سيطرتها عليها منذ منتصف شهر أيار/ مايو 2013.
وتبرز أهمية بلدة خربة غزالة، بحسب طه، من خلال موقعها الاستراتيجي، إذ تشرف على الطريق الدولي "دمشق – عمان"، وبالسيطرة عليها يسهل على فصائل المعارضة فتح معركة تخرج مدينة درعا من قبضة النظام السوري. كما تتحكم البلدة بعقدة مواصلات مهمة تربط بين ريفي درعا الشرقي والغربي، في ظل عدم وجود طرق أخرى تصل ما بين الريفين، سوى الطريق الحربي الواقع غربي درعا البلد، والمعرض للاستهداف من قوات النظام المتمركزة في البانوراما والملعب البلدي بمدينة درعا.
ويرى الناشط الإعلامي سامر المسالمة أن معركة السيطرة على منطقة "مثلث الموت"، الخاضعة لسيطرة النظام، هي المعركة الأهم في المحافظة، نظرا لاستراتيجية المنطقة على مستوى سوريا برمتها، بحسب وصفه.
وبيّن، في حديث لـ"عربي21"، أن الثوار تمكنوا من السيطرة على قرى وتلال تضمها منطقة المثلث، منذ أكثر من عامين ونصف، بعد معارك ضد قوات الأسد، إلا أن النظام السوري شن سلسلة من العمليات العسكرية بقيادة إيرانية مطلع شهر شباط/ فبراير 2015، تمكن خلالها من استرداد قرى الهبارية، وسلطانة، وحمريت، وتل قرين، وتل فاطمة، تحت تغطية القصف الجوي والبري المكثف.
وأوضح أن السيطرة على منطقة مثلث الموت بالكامل، الفاصلة بين أرياف العاصمة دمشق ودرعا والقنيطرة، ستصل بالثوار إلى أوتستراد السلام، مما سيهدد أمان العاصمة دمشق من الجهة الغربية، وسيؤدي لالتقاء ووصل الغوطة الغربية في ريف دمشق بريفي درعا والقنيطرة، وسيحول ضغط فصائل الثوار باتجاه دمشق، وتكريس جهودهم وقوتهم في معركة السيطرة عليها، في حال الوصول إلى معضمية الشام المحاصرة من قوات النظام، مشيرا إلى أن توحد الفصائل سيسهم في نجاح المعركة والتهديد المباشر للعاصمة السورية، بحسب المسالمة.
ودعا ناشطون ميدانيون أهالي محافظة درعا، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للتظاهر ضد قادة فصائل وتشكيلات الجبهة الجنوبية التابعة للجيش الحر.
ويتحدث النشطاء عن جمود الجبهات في الجنوب منذ سنة ونصف تقريبا، منذ أن "أحبطت" معركة عاصفة الجنوب الشهيرة التي كانت تهدف للسيطرة على مدينة درعا، وتبعها نجاح النظام السوري في كسب معركتي مدينة الشيخ مسكين وبلدة عتمان هذا العام، وضمهما لحدود سيطرته، بمساندة إيرانية وبغطاء جوي روسي.