قال رجل الدين التركي المعارض، فتح الله
غولن، إن الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان اتخذ محاولة الانقلاب الفاشلة التي نفذتها مجموعة من الجيش، الشهر الماضي، ذريعة لتدمير حركة الخدمة التي يقودها، ونفى مجددا صلته بالمحاولة.
وقال غولن في مقابلة مع قناة الغد، وهي قناة يملكها القيادي الفلسطيني محمد دحلان، المقرب من الإمارات، الأربعاء: "ما نتعرض له اليوم لا علاقة له بالمحاولة الانقلابية، وأعتقد أن المحاولة الانقلابية اتخذها أردوغان ذريعة لإكمال ما بدأه من إجراءات لتدمير حركة الخدمة".
وأضاف عبر مترجم إلى اللغة العربية: "لا علاقة لنا بالموضوع... فقبل أن تثبت الادعاءات بالمحاكم ألصقوا بنا تهما كثيرة، منها تهمة الكيان الموازي، وتهما أخرى لا تليق برجال الدولة".
وتابع: "قبل المحاولة الانقلابية الأخيرة، أصدر مجلس الأمن القومي التركي قرارا باعتبارنا حركة إرهابية، وذلك دون الاستناد على حكم قضائي. وبدأت السلطات التركية بشن حملات من التشويه الممنهج".
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر من مساء الجمعة (15 تموز/ يوليو الماضي)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي)، بحسب الرواية الحكومية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة نحو البرلمان، ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
وقال غولن خلال المقابلة التلفزيونية: "المجتمع التركي يتعرض لأمور سيئة، مثل تقسيم المجتمع إلى معسكرات متناحرة. لا أدري كيف أعبر عن ذلك. ما يحدث حاليا قد يكون شبيها بما حدث في حقبة الحروب الصليبية".
وأضاف: "من ينظر إلى المشهد التركي بحيادية يرى أن هذا المشهد يتطور بشكل سلبي. وكنت أتمنى ألا يكون الحال في بلادي كذلك".
ويشعر أردوغان وكثير من الأتراك بخيبة أمل إزاء الانتقاد الأمريكي والأوروبي للإجراءات الصارمة التي اتخذتها الحكومة في أعقاب محاولة الانقلاب، متهمين الغرب بالقلق على حقوق المتآمرين بدرجة أكبر من قلقهم من خطورة التهديد الذي تواجهه
تركيا.
وتسعى تركيا لتسلم غولن من الولايات المتحدة؛ لمحاكمته، لكن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال إن واشنطن لن تسلمه، إلا إذا قدمت تركيا دليلا على ارتكابه مخالفات.
وارتبط غولن وحركته لسنوات طوال بصلات قوية مع حزب
العدالة والتنمية الحاكم، لكن الأمر تبدّل بعدما بدأ أردوغان يعبر عن غضبه من اتساع نفوذ أتباع غولن في الداخل والخارج.
وقال غولن، ردا على سؤال ما السبب الذي يدعو أردوغان لاستهدافه، حسب زعمه: "لا أعرف السبب الحقيقي وراء عداوة أردوغان لي".