أفاد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يوسف
القرضاوي، أن الله سبحانه وتعالى أفشل محاولة الانقلاب القذرة التي شهدتها
تركيا، منتصف تموز/يوليو الماضي.
جاء ذلك في كلمة ألقاها القرضاوي، الأربعاء، في اجتماع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بمدينة قونيا وسط تركيا، حيث أكد أن الأخيرة تريد استرجاع أمجادها السابقة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن هناك أشخاصا لهم أجندات سرية يعملون في الخفاء (في إشارة لمنظمة فتح الله
غولن/ الكيان الموازي).
وأعرب رئيس الاتحاد عن سعادته في اجتماعهم في قونيا من أجل مستقبل الأمة، مشيدا بشعبية المدينة وعظمتها (عاصمة السياحة الإسلامية لعام 2016)، لافتا إلى أهمية تعاضد علماء المسلمين تحت مظلة واحدة، مؤكدا ضروة وجود مؤسسة تمثل العلماء، تحفظهم من التشرذم.
وأكد القرضاوي المسؤولية التي تقع على عاتق المسلمين في نشر الإسلام، مشيرا إلى أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أسس من أجل تعليم المسلمين دينهم بشكل سليم ونشرها للعالم.
وشدد على أنه قبل كل شيء يجب تعليم المسلمين الإسلام الصحيح، فالمسلم لا يخدع أخاه المسلم ولا يضمر الشر له، كما أكد أهمية اتباع نهج الصحابة الكرام، من أجل العودة إلى حياة المسلمين الحرة والقوية.
ومضى قائلا: "اليوم أتينا إلى تركيا لنشارك أشقاءنا في مسيرات النصر على الانقلاب".
من جانبه أفاد الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي محي الدين القرة داغي، أن الشعب التركي قلب الموازين في محاولة الانقلاب وتحولت لصالح البلاد.
وأردف قائلا: "نحن مع تركيا التي مع الحق والشعب في مصر، وفلسطين، وليبيا، واليمن".
وأضاف القرة داغي، أنهم ( الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين) كانوا مع الحق، مشددا على ضرورة عدم صمت العلماء تجاه الباطل.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة اسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 تموز/ يوليو الماضي)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي)، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة اسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة نحو البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة اسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" - غولن يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1999- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.