#ولدك_في_دارك.. حملة في تونس ضدّ التوريث تنتقد السبسي ونجله

تصاعدت، الاثنين، وتيرة حملة #ولدك_في_دارك، التي أطلقها ناشطون تونسيون على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن استلهموها من مداخلة لنائب بالبرلمان انتقد فيها رئيس الجمهورية التونسي الباجي قايد السبسي بقوله: "شد ولدك علينا.. ولدك في دارك وليس في حزبك"، في إشارة إلى نجله حافظ المدير التنفيذي لحزب "نداء تونس".

وكان النائب عن الجبهة الشعبية، عمار عمروسية، قال في مداخلته بمجلس نواب الشعب في جلسة التصويت على حجب الثقة من حكومة الحبيب الصيد، السبت: "وكأنّ رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي حصلت له لخبطة بين النظام الجمهوري والنظام الملكي"، لافتا إلى أن حافظ قايد السبسي من أسباب أزمة نداء تونس.

وبسرعة، التقط ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الأكثر انتشارا بين التونسيين عبارة #ولدك_في_دارك، ليطلقوا من خلالها حملة استهجنوا فيها خاصة الصور التي نشرتها وسائل الإعلام مؤخرا، وتظهر نجل الرئيس في قصر قرطاج، حيث حضر جلسات الحوار حول حكومة الوحدة الوطنية، وقبل ذلك مراسم إمضاء وثيقة "اتفاق قرطاج".

فاتورة 

وعلّق القيادي في حركة النهضة عبد الحميد الجلاصي على حملة #ولدك_في_دارك بقوله: "من مناسب جدا، في وضع ديمقراطي ما بعد الثوري، الابتعاد عن كل الشبهات التي تتعلق بالتوريث أو التمديد أو اعتماد الاعتبارات الجهوية أو العائلية بعيدا عن الكفاءة".

وأضاف في تصريح له على إذاعة "شمس أف أم"، الاثنين أنّ الأحزاب تدفع فاتورة أي شبهة تحوم حولها عاجلا، مضيفا أنّ حركة النهضة ليس لها أيّ موقف رسمي، "فهذا الأمر يعني الرأي العام وحزب نداء تونس إذا ما لاحظوا أي شيء".

من جانبه، انتقد الإعلامي والمحلل السياسي بإذاعة موزاييك الخاصة، زياد كريشان، الاثنين، الرئيس قايد السبسي، معتبرا أنّه تصرّف على طريقة أصحاب الشركات "الذين يمنحون أبناءهم حصصا في مشاريعهم عند تأسيسها، ويضيفون أسماءهم إلى السجل التجاري لشركاتهم، معتبرا أن السبسي الأب يريد توريث منح حافظ ماض سياسي.

الانتهازيون والمتسلّقون

وأضاف أنّ فئة من السياسيين حول السبسي تحاول خلق ماض سياسي لشخص لا ماضي له، مشيرا أنّه عادة عندما يدخل نجل الرئيس عالم السياسة، "فلا يلتف حوله إلا النطيحة والعرجاء والانتهازيون والمتسلّقون، الذين يريدون خدمة مصالحهم من خلال التخفّي وراء الأخير"، وفق تعبيره.  

ونشر الناشط الحقوقي والمختص في القانون شكري بن عيسى مقالا في موقع "باب نات" تحت عنوان "حملة #ولدك_في_دارك.. هل تطيح بالسبسي الابن أم الأب؟" تساءل فيه عن سرّ "تواجد الابن في كثير من تحركات الرئيس الرسمية، منها تنقله إلى سوسة في هجوم القنطاوي الصيف المنقضي، وفي عديد التنقلات خارج الوطن في زيارات رسمية، وحتى الابن الصغير خليل دخل هو ذاته على خط مؤسسات الدولة، ما عمّق الانشغالات حول صحّة الرئيس، ولكن أيضا حول تداخل العائلي في شؤون الدولة، وهتك ناموسها وتجاوز بروتوكولاتها".

الجرح ما زال غائرا

واعتبر بن عيسى أنّ "المشهد كان ناشزا في عيون الجميع، وتكراره زاد من تقزز الكثيرين، والحالة باتت من الفظاعة بمكان"، مُذكّرا بأن "الجرح ما زال غائرا وأن التونسيين لم يتعافوا بعد من آثاره، المخلوع لما أطلق أيدي أصهاره من الطرابلسية وملحقاتهم، والماطري وتوابعه عاثوا في البلد فسادا، وهلكوا الحرث والنسل تحت حمايته، وكانوا يده التي يبطش بها، ولسانه الذي يهتك به، وأدواته التي تنهب مال الشعب وخزينة الدولة".

واستعرض بن عيسى في مقاله أبرز التعليقات على الحملة التي ضجّت بها مواقع التواصل، نذكر منها على غرار "ولدك في دارك.. ترضيه ببسكلات (دراجة).. ولدك في دارك.. ترضيه بكرهبة (سيارة).. ولدك في دارك.. كان تحب أعطيه sucette.. (حلوى مصاصة)، لكن ما لا تعطيه الدولة يصبح يصول ويجول فيها.. ولدك قلق.. نزّل له pokemon go على جواله ولا تعطيه بلدا يجعله كرة يلعب به أو تضع له مستقبل دولة بين يديه.. يمكنك أن تورث ولدك مزرعة، ولا تستطيع أن تورثه دولة".

دارك تستر عارك

كما علّق الإعلامي محمد علي السويسي في فيسبوك "#ولدك_في_دارك ودارك تستر خنّارك" (تستر عارك)، فيما كتبت صليحة عمري: "أفيقوا يا توانسة، تونس ستكون البلاد للورثة، عقار لعائلة السبسي".

وكتب عبد الكريم بوشامي: "عالم ثالث: يا أخي كيفاش تحبوا واحد كالباجي عمرو كامل في منظومة استبدادية، ثم يصبح في ليلة و نهار إنسان ديمقراطي! هذه ما يصدقه إلا البهاليل (السذج) الذين صوتوا له"، لكن محمد فتح الله قال: "تونس اليوم دولة ديمقراطية، وهناك انتخابات حرة، وهذه مسألة التوريث هراء في هراء".

وعلّق عبد المنعم الهرابي: "المملكة التونسية من الطرابلسية إلي الباجية"، فيما كتبت سامية عاشور: "جمهورية الموز"، كما كتب مصطفى حفيظ: "إذا كان الشعب المغفل والصحافة الصفراء انتخبوا عجوز التسعين، فهل بوسعك التفكير في عدم انتخاب الابن؟".

فرضه الغرب

وقال أنيس الكبير أنيس: "مادام الشعب ما زال في سبات عميق، ثرواته نهبت، وكرامته سحقت، وعزته هانت، ودينه حرف وحورب، ومقدساته دنست، وما زال ينتظر خيرا من نظام جمهوري فرضه الغرب المجرم عليه".

ويتّهم عديد الملاحظين نجل الرئيس حافظ بأنّه تسبب في حدوث انشقاقات وأزمات متتالية داخل حزب "نداء تونس"، الذي فاز في انتخابات 2014 بـ86 مقعدا في البرلمان، لكن سرعان ما شهد استقالات، وانقسم الحزب قبل أن يغادره عدد كبير من قياداته، أبرزهم محسن مرزوق، الذي أسس حركة "مشروع تونس" .