اتهم الكاتب
المصري محمد علي إبراهيم،
تركيا بأنها خططت لاغتيال رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، لدى زيارته إلى روسيا في آب/ أغسطس عام 2014، عبر استهداف طائرته في الجو بصاروخ ينطلق من أراضيها، مشيرا إلى أنه أمكن تفادي تلك المحاولة بتغيير الطائرة خط سيرها، ومرورها بأجواء أربعة دول أوروبية، لتفادي دخول الأجواء التركية، ما ضاعف من وقت الرحلة من 4 إلى 8 ساعات، وفق وصفه، الأمر الذي أثار سخرية نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي.
ووقع إبراهيم في خطأ ينسف صحة روايته كلها، إذ قال إن المحاولة التركية لاغتيال السيسي، تمت يوم 15 آب/ أغسطس عام 2014، عندما أقلعت الطائرة الرئاسية المصرية حاملة السيسي ومرافقيه في أول زيارة رسمية له لروسيا بعد توليه الرئاسة، في حين أن السيسي التقى بوتين بمقر إقامة الأخير بمدينة سوتشي الساحلية، يوم الثلاثاء 12 آب/ أغسطس 2014، واختتم زيارته لروسيا، التي استمرت يومين، متوجها للقاهرة، في اليوم التالي الأربعاء 13 آب/ أغسطس 2014.
وزعم "كاتب مبارك" أن الفضل في اكتشاف المحاولة التركية لاغتيال السيسي يعود إلى اكتشاف جهاز المخابرات الروسي "كيه جي بي (KGB)" لها، وذلك على الرغم من أنه تم إلغاء هذا الجهاز المخابراتي، أصلا، بعدما انهار الاتحاد السوفييتي، في عام 1991، واستبدل به جهاز FSK، أو "خدمات مكافحة المخابرات الفيدرالية"، الذي تغير اسمه ثانية عام 1995 إلىFSB، أو "خدمات الأمن الفيدرالي للاتحاد الروسي".
ومحمد علي إبراهيم هو رئيس التحرير الأسبق لصحيفة "الجمهورية" (الحكومية) في زمن الرئيس المخلوع حسني مبارك، وأحد أذرعه الإعلامية قبل ثورة 25 يناير؛ ولُقب بأنه "كاتب مبارك"، من كثرة ما كتب مدافعا عنه، طيلة وجوده في الحكم، وحتى بعد خلعه منه، واعتزازه بألفي يوم قضاها مع مبارك، بحسب تعبيره.
الطائرة بحماية مقاتلات روسيا.. والتحذيرات من مخابراتها
وروى إبراهيم، في مقاله بجريدة "المصري اليوم، الأربعاء، تحت عنوان "من حاول
اغتيال السيسي 5 مرات؟"، قصة فحواها أن الطائرة الرئاسية المصرية أقلعت يوم 15 آب/ أغسطس عام 2014 حاملة السيسي ومرافقيه في أول زيارة رسمية له بعد انتخابه لروسيا، حيث يلتقي الرئيس الروسي، وفق قوله.
وواصل الكاتب: "فجأة ترك السيسي مقعده، واتجه إلى كابينة القيادة، وهو تصرف لا يفعله أي رئيس عادة.. كانت الطائرة تتخذ خط السير المعتاد أو Air route الذي يستغرق نحو 4 ساعات من القاهرة للمجال الجوي الروسي.. فجأة وردت لقائد الطائرة تحذيرات من المخابرات الروسية الـ "كيه جي بي" (KGB) بتغيير خط سير الطائرة، لأن السيسي مستهدف بتفجير طائرته في الجو بتخطيط تركي.. توجه السيسي بهدوء إلى مقدمة الطائرة، وجلس بابتسامته وهدوئه المعتاد ليتابع، بصفته رجل مخابرات قبل أن يكون رئيسا، تطورات التحذير".
ووفق إبراهيم: "الخطة التركية كانت محكمة.. الرئيس لن يمر في كامل النطاق الجوي التركي لأنه لا يتوجه لموسكو، ولكنه سيقابل الرئيس بوتين في مدينة سوشي الروسية، وهي تقع على خط تماس بين جورجيا وروسيا وتركيا.. لكنها أقرب إلى جورجيا".
وزعم الكاتب أن "تركيا أرادت اصطياد عصافير عدة بحجر واحد.. ينطلق صاروخ من آخر حدود الأراضي التركية نحو طائرة السيسي فتسقط في جورجيا، فيتم اتهام أوكرانيا وثوار جورجيا وروسيا بإطلاق الصاروخ، وترتاح تركيا من السيسي عدو الإخوان الأول، ويوجه حلف الأطلنطي وأمريكا ضربة قوية لبوتين ربما تحمله على إلغاء قراره بضم أوكرانيا، وتنتصر واشنطن، وتروج لعودة الرئيس (الخائن) محمد مرسي مرة أخرى بحجة أنه المنتخب ديمقراطيا"، وفق وصفه.
واعتبر "كاتب مبارك" أن تلك المحاولة المزعومة "أخطر محاولة تعرض لها السيسي داخل وخارج البلاد"، مشيرا إلى أن "قائد الطائرة اضطر إلى تغيير خط السير بالكامل لتستغرق الطائرة 8 ساعات بدلا من أربع فقط، وذلك بالمرور فوق اليونان ثم بلغاريا ثم رومانيا ثم أوكرانيا، ودخل إلى المجال الجوي الروسي ليصل إلى سوشي مكان لقائه ببوتين".
واستطرد بأن "الطائرة الرئاسية المصرية كانت محاطة بتشكيل من 8 طائرات سوخوي مقاتلة من أحدث طراز صاحبت السيسي في أثناء عبوره 4 دول أوروبية بعد التنسيق مع سلطات هذه الدول. وقالت الصحف المصرية إن المقاتلات الروسية صاحبت الرئيس السيسي للاحتفاء به".
ومعلقا على قصته المزعومة اعتبر إبراهيم أن "السيسي بطبيعته العسكرية لا يود الإفصاح عن الأخطار التي تعرض لها حتى لا يقلق الشعب، وفي الوقت ذاته لعدم إعطاء التنظيمات الإرهابية ثقلا أو مكانة أو إحساسا بأنهم يشكلون خطرا عليه"، على حد قوله.
المحاولات الأربع الأخرى لاغتيال السيسي
أما المحاولات الأربع الأخرى لاغتيال السيسي، التي أشار إليها "كاتب مبارك" في عنوان مقاله، فقد عدَّ منها ما ذكرته صحف خليجية من أن السيسي تعرض في تشرين الأول/ أكتوبر 2014 لمحاولة اغتيال، ولم يشأ الإعلان عنها لأنها تزامنت مع جريمة كرم القواديس الإرهابية في سيناء.
وأضاف "علي" أن شهر تموز/ يوليو عام 2013، كان قد شهد محاولتين: "الأولى في 18 تموز/ يوليو 2013، إذ نصب إرهابيون كمينا لطائرة قادمة إلى العريش تردد أن القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسي عليها، وذلك لإطلاق صاروخ عليها، لكن تبين أنها طائرة نقل عادية تقل جنودا ومعدات إلى سيناء لمواجهة المد الإرهابي هناك"، بحسب تعبيره.
و"المحاولة الثانية كانت عندما كان السيسي يشغل منصب وزير الدفاع أيضا عندما كان متوجها في تموز/ يوليو 2013 لقصر الاتحادية ليبحث مع الرئيس المؤقت عدلي منصور مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة، حيث تم ضبط عناصر ترتدي زي الحرس الجمهوري، ومسلحة بأسلحة ثقيلة وخفيفة متطورة، ومعها صواريخ غراد التي تستخدمها حماس، لتفجير الموكب المتوجه لقصر الاتحادية"، وفق الكاتب.
تأكيد محاولة اغتيال السيسي بنواكشوط
ولم يذكر محمد علي إبراهيم صراحة المحاولة الخامسة لاغتيال السيسي، إلا أنه ألمح إلى أنها محاولة اغتياله (المدّعاة) في نواكشوط، التي أصرت على إيرادها الثلاثاء، صحف مصرية أبرزها "المصري اليوم"، و"اليوم السابع"، مؤكدا أنه تم إحباطها قبل توجهه للقمة العربية في موريتانيا.
ووصف الكاتب محاولة اغتيال السيسي في موريتانيا بأنها تتشابه مع محاولة اغتيال مبارك في إثيوبيا في حزيران/ يونيو 1995، قائلا إنه "كما أبلغت المخابرات المصرية الذكية السيسي باضطراب الأوضاع الأمنية، ورصد تنظيم محترف تموله دولة تدعم الإرهاب، وتخطط له يستهدف اغتياله من خلال قناصة محترفين، رصد أيضا أحمد العوادلي - رئيس مباحث أمن الدولة الراحل - خطة تصفية مبارك في إثيوبيا، وأصر، وليس عمر سليمان، على أن يصطحب سيارته المصفحة"، بحسب الكاتب.
وادعى إبراهيم أيضا أن "أصابع الاتهام في كل الأحوال - خصوصا للسيسي - تشير للإخوان" (!)، مستدركا: "لكن المحاولة الأخيرة في نواكشوط ربما وراءها قطر تمويلا، وتركيا تخطيطا واستخبارات وتأجيرا للمحترفين، حيث اتفق تحالف ثلاثي الشر (القاعدة وداعش وبوكوحرام) على تنفيذ العملية بإشراف وتوجيه فرع الإخوان المسلمين في نواكشوط المعروف باسم "تواصل" (!).
سخرية النشطاء: "كيه جي بي" يا أهبل
ولقيت المزاعم السابقة لمحمد علي إبراهيم، لا سيما قوله إن تركيا خططت لتفجير طائرة السيسي بصاروخ ينطلق من أراضيها، سخرية وانتقادات لاذعة من النشطاء.
وعلق شكيب يسري من معهد القلب القومي بالقول: "KGB يا أهبل.. ده جهاز المخابرات السوفييتي، وقد تم حله منذ أيام ميخائيل غورباتشوف، وإيه مصدر معلوماتك الميمون أن تركيا كانت حتطلق صواريخ، ثم إيه الصاروخ التركي الجامد اللي ح يضرب طيارة رئاسة على ارتفاع 48 ألف قدم، وعلى حدود جورجيا؟".
وتساءل منصور علي: "إذا كانت هذه الروايات حقيقية فلماذا لم يتم الإعلان عنها من قبل الرئاسة حتى الآن، أم إن الكاتب الهمام هو المنسق العام مع أجهزة المخابرات الحربية، وهو صاحب الحق الحصري في المعلومات؟".
وقال محمد سراج: "أعتقد أن أعداء مصر لم ولن يحاولوا اغتيال السيسي؛ لأن وجوده أكبر مكسب ليهم".
وتساءل محمد بلتاجي: "ولماذا يحاول أردوغان قتل السيسي؟ بالعكس، هو يريده حيا ليضرب به المثل لشعبه، ويبرهن لهم على فشل الانقلابات العسكرية في إحداث أي تقدم لشعوبها.. فها هو بلد عريق مثل مصر أورثه الحكم العسكري الفاقة، والذل".
وتابع بلتاجي: "انظروا إلى أهل مصر، وهم يبحثون عن الطعام في أكوام القمامة التي ملأت شوارعهم.. انظروا إلى تخلف مصر في كل شيء.. اقتصاد منهار، وانقسام، وشقاق، وتنابز، وكراهية.. هل تريدون أن تكونوا مثل مصر؟".
وأردف: "إن وجود السيسي الفاشل مهم جدا لضرب المثل والعبرة، وبيان الفارق بين الغث والسمين، وبين النجاح والفشل، وبين العدل والظلم.. فلماذا يقتلونه؟".
وتساءل حسام سعيد: "على كده.. أنت كنت في الطيارة معه أم أردوغان أباح لك بهذا السر الخطير؟ أقول لك: إنت تعرف واحد اسمه مصطفى بكري؟".
وسخر عمر دياب: "كويس أن أسامة أنور عكاشة (السيناريست المشهور) مات قبل أن يقرأ هكذا حواديت".
وقال عادل محمود: "يا سلام على قوة المخابرات.. فين الطرف التالت اللي محيرنا.. وسقوط مبارك بالضربة القاضية والمخابرات نايمة.. وشهداء 25 يناير من قتلهم.. ورابعة.. والبلوك بلاك.. وأزمة الدولار.. يا سلام على الصحيان".
وعلق يسري عبد الحميد بالقول: "برضه فاشل، وشعبيته حتبقى تحت الأرض، والدولار بيزيد، والأسعار بتزيد، والبطالة بتزيد، والتضخم بيزيد، والديون بتزيد، والبلد بتخرب، وما فيش حلول لأي حاجة، وحنلبس قريبا في الحيط، وكل الهري اللي هريته لا أساس له من الصحة، ولكنها محاولة ركيكة لرفع شعبيته المتدنية".
وأخيرا، قال سيد حمدي (جامعة القاهرة) للكاتب: "أنت وعشيرتك.. الفشلة، والقتلة".
يذكر أن هذه التعليقات من النشطاء وردت جميعها على مقال إبراهيم نفسه، بجريدة "المصري اليوم" ذاتها، بموقعها الإلكتروني.