نشرت مدونة "بي بي سي" للسفر تقريرا عن الشعوب التي تظهر مشاعرها، مشيرة إلى أن سكانا من بوليفيا، وغواتيمالا، والعراق، وكمبوديا، والفلبين، يعيشون وسط مجتمعات تنبض بالمشاعر.
وبينت في تقريرها أنه "ربما يُستخدم الناتج المحلي الإجمالي لقياس الأداء الاقتصادي لبلد ما، بيد أنه لا يدل على طبيعة الحياة في مكان بعينه، ولهذا السبب وغيره، اختارت مملكة بوتان أن تقيس السعادة لدى مواطنيها باستخدام مؤشر "السعادة المحلية الإجمالية"، على غرار الناتج المحلي الإجمالي".
ونقلت عن مؤسسة غالوب للاستطلاعات الرأي تقريرا عن
المشاعر السلبية والإيجابية في
العالم، بغية الوقوف على العوامل المعنوية التي تميز بلد ما وشعبه عن غيره من البلدان والشعوب.
وأشارت إلى أن استطلاع الرأي الذي تعده مؤسسة غالوب، والذي يغطي 148 دولة، إلى قياس المشاعر الإيجابية أو السلبية التي يظهرها السكان يوميا، للتوصل إلى بيانات بشأن الأماكن التي يضحك فيها الناس أكثر من غيرهم، والأماكن التي يتعرض فيها الناس لتجارب تثير غضبهم.
واعتماد على آخر تقرير صادر عن مؤسسة غالوب في هذا الصدد، تحتل دول أمريكا اللاتينية مركز الصدارة في قائمة الدول الأكثر إظهارا للمشاعر، كما جاءت العراق وكمبوديا والفلبين في المراتب العشر الأولى.
بوليفيا
وفقا لمؤشر غالوب، تحتل بوليفيا صدارة قائمة الشعوب الأكثر إظهارا للمشاعر؛ إذ ورد في التقرير أن نحو 60 في المئة من سكانها تنتابهم الكثير من المشاعر السلبية أو الإيجابية في يوم واحد.
وبحسب التقرير، تُعزي قلة النشاط السياحي في بوليفيا، على عكس بيرو المجاورة لها، إلى أن الشعب البوليفي لديه اعتزاز ببلاده. فعلى الرغم من أن أفراد الشعب لديهم حب استطلاع تجاه الغرباء، إلا أنهم "لا يؤثرون السائحين بالضرورة على أنفسهم"؛ ولذا تحتفظ بوليفيا بثقافتها المميزة، حيث يأتي إليها المسافرون ليمكثوا في الغالب لأسابيع أو شهور، وليس أياما معدودات.
كمبوديا
ويوضح التقرير أن معاناة الشعب الكمبودي، إبان حكم الخمير الحمر، خلفت جروحا عميقة في نفوس الشعب الكمبودي، ولا يزال السكان يتذكرون الإبادة الجماعية التي ارتكبها الخمير الحمر بزعامة بول بوت، والتي قُتل فيها ما يربو على 20 في المئة من سكان كمبوديا.
وعلى الرغم مما خلفته هذه الحقبة من ضرر نفسي على السكان، إلا أنهم لا يزالون يظهرون الود للغرباء، ويرحبون بهم إلى أقصى درجة.
الفلبين
تعد هذه الدولة -التي تتألف من مجموعة جزر- البلد الوحيد الذي حل في المراكز الخمسة الأولى من خارج أمريكا اللاتينية في مؤشر غالوب الخاص بقياس المشاعر، ولكن هذا لم يكن من قبيل المصادفة، نظرا لأوجه الشبه بينها وبين دول أمريكا اللاتينية.
تمثل الفلبين وثقافتها مزيجا فريدا بين الشرق والغرب، وعلى الرغم من أن اللغتين الرسميتين في الفلبين هما الإنجليزية والفلبينية، إلا أنك ستعتاد هناك سماع طائفة عريضة من اللكنات وبعض الكلمات الإسبانية أحيانا.
ومع أن الفلبينيين يكنون في أعماقهم الكثير من المشاعر السلبية، فإنهم لا يفصحون عنها بسهولة، ولا بطريقة مباشرة.
غواتيمالا
حلت غواتيمالا، إحدى دول أمريكا الوسطى، في مركز متقدم في تصنيف مؤشر غالوب، ولم تتفاجأ بذلك زارا كويروغا، برتغالية الأصل، وصاحبة إحدى المدونات على الإنترنت، والتي تعيش حاليا في أنتيغوا بغواتيمالا.
وقالت كويروغا: "الناس في غواتيمالا ودودون، ويفيضون بالمشاعر"، إلى درجة أنهم قد يكشفون للغرباء، الذي جاءوا إلى البلاد حديثا، عن تفاصيل شخصية للغاية.
العراق
على الرغم من أن الأحداث العالمية تؤثر بالتأكيد على التجارب المثيرة للعواطف في العراق، وتحديدا التجارب السلبية التي يقيسها مؤشر غالوب، إلا أن الشعب العراقي عُرف عنه منذ زمن طويل أنه شعب عاطفي.