ملفات وتقارير

وضع طبي صعب في منبج السورية مع استمرار القصف الجوي

مشفى ام المؤمنين عائشة - منبج - حلب - تنظيم الدولة - سوريا
في ظل الوضع الإنساني الصعب الذي تعيشه مدينة منبج في ريف حلب الشرقي، تتزايد معاناة الجرحى والمصابين بأمراض مزمنة، مع عدم التمكن من علاج المصابين الذين يزداد عددهم كل يوم بسبب القصف الذي تتعرض له المدينة.
 
 وحول الأوضاع الصحية داخل مدينة منبج وعن التغيرات التي طرأت بعد حصار المدينة من قبل “قوات سوريا الديمقراطية” التي تهيمن عليها الوحدات الكردية، ضمن معركة ضخمة بمساندة طيران التحالف الدولي، تحدث “عربي21” إلى الطبيب محمد الحمادة، ابن مدينة منبج، والمطلع على الكثير من التفاصيل عن أحوال الأهالي هناك.
 
 يقول الحمادة لـ”عربي21": “كان الوضع مزريا بسبب سياسة تنظيم الدولة بالتضييق على الأطباء والتدخل بشؤونهم المهنية، ومُنع الأطباء الذكور من ممارسة الطبابة للنساء في كل الاختصاصات، لذا أغلب الأطباء تركوا المدينة وهاجروا”.
 
 وأشار إلى أن عدد الأطباء انخفض العدد إلى الربع في الاشهر الاخيرة، “وهذا انعكس على المدنيين سلبا وبشكل مباشر، فأغلب الذين هاجروا هم من أهل الاختصاصات”، وفق قوله.
 
 ويضيف: “بالنسبة لأطباء النسائية الذكور تم توقيفهم عن العمل نهائيا، وكل مخالفة تستوجب السجن والجلد ومصادرة المعدات، وإغلاق العيادة والمركز، ومنع ممارسة الطب بأراضي (تنظيم) الدولة الاسلامية، كما حدث معي شخصيا”. وقال: “بالنسبة للاختصاصات الجراحية لا يتجاوز ممارسوها حاليا العشرة”.
 
 وحول باقي الخدمات الطبية، قال الطبيب الحمادة: “الطبقي المحوري مفقود في المدينة، بينما تم إيقاف عمل معظم المشافي الخاصة من قبل التنظيم، أما بالنسبة لمرضى السرطان والكبد فيتم تحويلهم للموصل ويمنع خروجهم لمناطق النظام أو تركيا أو الجيش الحر للعلاج”.
 
 وأوضح أن “المشفى العام في المدينة هو مشفى عائشة، وكان يستقبل المدنيين، لكن في فترة القصف يستقبل فقط جرحى المعارك من التنظيم، كما في الوضع الراهن”.
 
 وأشار إلى أن هنالك أيضا مشفى للأمراض النسائية والتوليد تابعا لتنظيم الدولة، لكنه مأجور وأسعاره تشابه أسعار المشافي الخاصة”.
 
 وفي الوقت الراهن، فإن “أغلب الأطباء ركنوا في منازلهم ولم يستطيعو متابعة أعمالهم بالعيادات بسبب الخوف من القصف والقنص، أما المشافي فقد توقفت عن العمل لعدم وجود أطباء وكوادر تمريضيه بسبب القصف والقنص، وما تبقى للأهالي هو مشفى المدينة الوحيد”.
 
 وقال الحمادة إن “سياسة الحصار” المطبقة على المدينة من جميع الاتجاهات؛ أدت “إلى انقطاع تام لوصول الدواء والمحروقات للمشافي والصيدليات، الأمر الذي ينذر بحدوث كارثة صحيه إنسانية فيما لو استمر الوضع هناك على حاله”.
 
 ويؤكد الطبيب محمد الحمادة أن هنالك أخطارا دائمة تحيط بمرضى السكري والقلب وغيرها من الأمراض المزمنة، كما أن المصابين من ذوي الحالات الحرجة غالباً ما يموتون.
 
 ويقول: “تعاني المدينة من شح الدواء والسيرومات ولوازم الجراحة والطوارئ، وقد بدأ احتياطها بالنفاد، بسبب كثرة الإسعافات بالآونة الاخيرة، كما تعاني من نقص حاد بعدد الأطباء وخاصة الجراحين منهم”.
 
 وقال: “ازدادت حالا الوفيات بعد الحصار لعدم وجود الأطباء أولا، وعدم توفر الدواء ثانيا، وصعوبة الوصول للمشافي ثالثا، فضلاً عن انتشار مخيف للكثير من الأمراض السارية، كالجرب والسل والدزنتاريا والتيفوئيد والانتانات الخطيرة، لعدم توفرالماء النظيف والتعقيم”، كما قال.