تضاربت ردود فعل الهيئات السياسية وفعاليات المجتمع المدني بالمغرب بين مؤيد للمحاولة الفاشلة للانقلاب بتركيا، الجمعة، وبين رافض ومندد لها.
ورصدت "
عربي21" أهم ردود الأفعال التي عبر عنها فاعلون سياسيون مغاربة عبر صفحاتهم الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وهذه أبرزها.
المغرب متشبث باستقرار تركيا
كان
المغرب سباقا بالتنديد بمحاولة الانقلاب بتركيا، أمس الجمعة، حيث أفاد بيان لوزارة الخارجية والتعاون رفض المغرب للمحاولة الانقلابية مشددا على رفضه لأي استخدام للقوة من أجل تغيير النظام القائم بتركيا.
ودعا البيان إلى الحفاظ على النظام الدستوري في هذا البلد، معربا عن تشبث المغرب باستقرار
تركيا.
ابن كيران: الشعب التركي شعب عظيم
من جانبه أعرب رئيس الحكومة، عبد الإله بن كيران، عن سعادته بفشل الانقلاب بتركيا وقدم التهاني للرئيس التركي، رجب طيب
أردوغان والشعب التركي لتصديه للمحاولة الانقلابية الفاشلة.
وقال في مراسلته لأردوغان مشيدا بالشعب التركي الذي وصفه بـ"العظيم" إنه "قدم بكافة قواه الوطنية المخلصة (الشعب التركي) مثالا رائعا في الوحدة والمسؤولية والاستعداد للتضحية حين عبّر عن رفضه للمحاولة الانقلابية".
عزيز رباح: يجب الحذر من الانقلابيين
هاجم وزير التجهيز والنقل، عزيز رباح، المشيدين بمحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، معتبرا أنه لا ثقة فيهم.
ودعا رباح، في تدوينة له على حسابه بموقع "فيسبوك"، إلى البحث عن الذين أيدوا الانقلاب في تركيا "في ثنايا الأخبار والتعليقات والمواقع الإلكترونية للحذر منهم". وتابع: "اللهم افضحهم وأبعدهم عنا".
وفي تدوينة أخرى اعتبر "رباح" أن "الأمة انتصرت وتركيا انتصرت والديمقراطية انتصرت، وسيخيب الانقلابيون والانفصاليون مهما اختبؤوا وراء الكواليس". وأضاف: "القيادة والشعب عندما يتلاحمان يصنعان المعجزات ويضمنان الأمن والاستقرار والتقدم".
الحزب الحاكم المغربي: تركيا نجحت في الحفاظ على الديمقراطية
هنأ حزب العدالة والتنمية المغربي (الحزب الحاكم)، الشعب التركي بتصديه للانقلاب العسكري الفاشل الذي قادته مجموعات متمردة داخل الجيش التركي، ليلة أمس.
ووجهت الأمانة العامة للحزب، رسالة تهنئة لرئيس حزب العدالة والتنمية التركي، السبت، قدمت فيها "للشعب التركي ولقيادته المنتخبة، وأحزابه الأصيلة وقواته الأمنية، وجيشه المخلص، خالص التهنئة لما حققه من نجاح في مواجهة
المحاولة الانقلابية الفاشلة، ونجاحه المبين في الحفاظ على الديمقراطية والحرية والاستقرار والتصدي للمؤامرة التي استهدفت كل المكاسب التي تحققت لتركيا".
وأضافت الرسالة: "لقد قدم الشعب التركي العظيم بكافة قواه الوطنية المخلصة مثالا رائعا في الوحدة والمسؤولية والاستعداد للتضحية حين عبر عن رفضه للمحاولة الانقلابية، وخرج في احتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية يتصدى بصدر عار للدبابات والرصاص".
حزب الاستقلال: المحاولة الانقلابية أرادت تقويض الديمقراطية
بدوره، عبر حزب الاستقلال (معارض) عن إدانته المطلقة "للمحاولة الانقلابية في تركيا، والتي تريد في الواقع تقويض مسلسل التطور الديمقراطي والتنمية الاقتصادية الذي انخرط فيه هذا البلد".
واعتبر حزب الاستقلال، في بيان، أن "ما قامت به مجموعة مخبولة من الجيش التركي، يوم الجمعة تموز/ يوليو 2016، لا يختلف عن الأعمال الإرهابية والتخريبية التي تقوم به التنظيمات المتطرفة".
وأشار إلى أن "هذه المحاولة اليائسة، المشكوك في أهدافها وفي من يقف وراءها، تعتبر عملا طائشا ضد الشرعية وضد المؤسسات المنتخبة التي نالت ثقة الشعب التركي الشقيق".
وجدد حزب "الميزان" دعمه المطلق للحكومة المنتخبة ولمختلف المؤسسات الشرعية، مؤكدا "أن المكان الحقيقي للجيش هو الثكنات، وأن دوره الرئيسي هو حماية حدود الدولة من أي عدوان خارجي، وضمان الأمن والسلام للشعب التركي الشقيق، مبرزا أن مصير هذه المحاولة الانقلابية هو الفشل الذريع، لأن عالم اليوم لا مكان فيه للانقلابات وللانقلابيين".
الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية: المعركة يجب أن تكون سلمية ومدنية
من جانبه عبر المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (معارض) عن قلقه البالغ للمحاولة الانقلابية في تركيا، مسجلا، في هذا الصدد، "رفضه المطلق لكل عملية تستهدف المس بالديمقراطية وبالاختيارات التي عبرت عنها فئة من الشعب التركي، عن طريق صناديق الاقتراع".
واعتبر الحزب، في بيان، السبت، أن "ساحة المعركة ينبغي أن تكون سلمية ومدنية، عن طريق الآليات الديمقراطية، وليس بتدخل الجيش في الحياة السياسية".
وأكد دعمه لوحدة الأحزاب التركية، أغلبية ومعارضة، في مناهضة الانقلاب والدعوة لحماية دولة المؤسسات، مما يبشر بنجاح الانتقال الديمقراطي في تركيا، مشددا في الوقت نفسه رفضه "لكل أعمال العنف، وكل ما يمس السلم والاستقرار في هذا البلد".
من جانبه قال البرلماني والأستاذ الجامعي، حسن طارق، في تدوينة له على حسابه بـ"فيسبوك": "إن الانتصار للانقلاب، يعني في العمق اختيار الحكم المطلق للعسكر، على الحكم الديمقراطي للإسلاميين المنتخبين، وهو ما يعني خللا معيارياً فظيعا في سلم التفضيلات القيمية، يسمح بقبول اغتصاب كل النظام الديمقراطي نكاية في الخصوم السياسيين والإيديولوجيين"، ما اعتبره "تعبيرا بينا عن هشاشة الثقافة الديمقراطية لدى النخب، ذلك أن تقديرات الموقف السياسي تجاه وقائع بهذا الحجم، لا يجب أن تنزاح عن سقف المبدأ"، وتابع: "وهذا أمر يدعو للقلق، إن لم يكن للخوف".
منار السليمي: الإعلام المصري "بدون عقل"
قال المحلل السياسي، منار السليمي، في تدوينة له على "فيسبوك" منتقدا طريقة تعامل الإعلام المصري لمحاولة الانقلاب الفاشلة بتركيا، ليلة أمس الجمعة: "الجزء الكبير من الصحافة المصرية الذي خرج يهلل منذ الساعات الأولى بالانقلاب الفاشل ضد الزعيم التركي أردوغان، يبدو أنه بدون عقل وغير قادر على فهم وتشخيص المخاطر الجارية في النظام الدولي والتي تستهدف الدول الإسلامية والعربية". وتابع: "هذا الجزء من الصحافة المصرية لا يدرك أنه لو نجح الانقلابيون في تركيا سيكون ذلك مقدمة الباب الذي سيفتح عملية التفتيت والتشتيت لكل الدول التي لازالت تحافظ على صفة الأمة /الدولة في العالم الإسلامي والعربي".
الإسلاميون المغاربة يدينون محاولة الانقلاب ويثنون على الشعب التركي
أعربت جماعة العدل والإحسان (معارضة) في بيان، السبت، عن إدانتها لـ "أي محاولة للانقلاب كيفما كان شكلها ومصدرها لأنها تتعارض مع إرادة الشعوب التي تجسدت من خلال انتخابات حرة وشفافة غير مطعون فيها".
وأثنت الجماعة على الشعب التركي الذي وصفته بـ"البطل" الذي "حمى اختياره ليؤكد لكل الجبابرة والمتواطئين أن إرادة الشعوب الحرة لا تقهر وأن من ذاق طعم الحرية لن يرضى عنها بديلا وأن الحامي الحقيقي لمؤسسات الدولة هو احتضانها من قبل قوى المجتمع"، موجهة التحية أيضا لـ "قيادة الجيش وقوات الأمن لعدم انجرارها وراء الأقلية الانقلابية".
كما أشاد بيان الجماعة بـ"موقف الساسة الأتراك من محاولة الانقلاب، وهو ما يؤكد عدم نسيان كل مكونات المجتمع للآثار الوخيمة للانقلابات العسكرية على تركيا سياسيا واقتصاديا وثقافيا"، داعية "المنتظم الدولي لتحمل مسؤوليته لأن السكوت عن الانقلابات أو تشجيعها تهديد للسلم العالمي وتشجيع للتطرف ودفع للشعوب لليأس وتقويض لكل الجهود المبذولة للقطع مع الاستبداد بكل تجلياته".
فيما دعت كل الأطراف في تركيا إلى "استحضار التداعيات السلبية لكل انزلاق نحو العنف على التجربة التركية الواعدة وعلى المنطقة بشكل عام والاستمرار في الحيطة واليقظة لحماية مكتسباتها الديمقراطية والتنموية وتفويت الفرصة على الراغبين في تدمير بنيات ومؤسسات الدولة".
بدورها هنأت حركة التوحيد والإصلاح (دعوية مقربة من الحزب الحاكم) الشعب التركي على تصديه لمحاولة الانقلاب التي عرفتها تركيا ليلة أمس الجمعة، وقالت في بيان توصل "
عربي21" بنسخة منه إنها تحيي جميع الأحزاب التركية وكافة مكونات الشعب التركي بمؤسساته المدنية والسياسية والعسكرية والأمنية، التي رفضت هذه العملية الانقلابية الفاشلة وتصدت لها.
وثمنت الموقف الرسمي المبكر للمغرب "الذي عبر عن رفضه المبدئي للجوء للقوة من أجل تغيير الأنظمة، ودعا إلى حماية النظام الدستوري"، فيما عبرت الحركة عن استغرابها "لمواقف الدول التي آثرت الصمت في قضية غاية في الوضوح".
وأكدت "التوحيد والإصلاح" رفضها للانقلابات على المؤسسات الدستورية والمنتخبة من أي كان وفي أي مكان، منوهة بدور الشعوب في حماية استقرار بلدانها والمحافظة على مؤسساتها المنتخبة واستمرارها في دعم جهود الإصلاح في أوطانها.
من جانبه، أعرب محمد الفيزازي، وهو أحد دعاة السلفية البارزين بالمغرب، عن تنديده بالانقلابيين في تركيا ووصفهم بـ"الهمج"، فيما قدم التحية للشعب التركي حيث قال عبر صفحته بـ"فيسبوك": "كل التحية والإكبار للشعب التركي الذي فوت على المجرمين نشوة الفلاح"، كما أعرب عن مواساته للضحايا الذين سقطوا خلال المحاولة الفاشلة بالقول: "وكل التعازي لمن سقط في أيديهم وخاب ظنهم بفشل الانقلاب".
كما هاجم الشيخ السلفي رموز العلمانية بتركيا وقال: "العلمانية تذبح بموقف الشعب التركي البطل وتلفظ أنفاسها... إنهم الأتراك وإنه أردوغان... نسخة السيسي في تركيا نسخة مشوهة ومبتذلة..."، وتابع: "لا للانقلابات العسكرية... لا للدكتاتوريات... لا للوصول إلى السلطة على ظهر الدبابات...".
مؤيدو الانقلاب: هذه نهاية العدالة والتنمية وأردوغان
وكان عدد من السياسيين المحسوبين على تيار اليسار بالمغرب، عبروا ضمنيا عن دعمهم لمحاولة الانقلاب التي قادتها مجموعات متمردة في الجيش التركي ضد حكومة العدالة والتنمية، ليلة أمس، حيث عبر فتاح بناني، رئيس بيت الحكمة المقرب من حزب الأصالة والمعاصرة (معارضة)، عن فرحه في بداية الانقلاب العسكري وكتب على صفحته بـ "فيسبوك"، أن "الانقلاب هو نهاية العدالة والتنمية وأرودغان". غير أنه بعد تأكده من فشل الانقلابيين قام بنشر رابط آخر قال فيه: "سواء نجح أو فشل الانقلاب إنها بداية نهاية حزب العدالة والتنمية".
بدورها كتبت الناشطة الاتحادية فدوى الرجواني، في تدوينة لها تقول: "أردوغان يتوجه للمطار من أجل مغادرة تركيا... كان عليه فقط التوجه نحو الحفاظ على علمانية الدولة وضمان استمرار الحريات من أجل البقاء فيها".
كما كتب الناشط كريم هاني: "مبروك على الشعب التركي نهاية حكم الطاغية أردوغان داعم الإرهاب، الآن يجب محاكمته على كل ما تسبب به من دمار وخراب".