ما أن انتهى عرض الألعاب النارية بمناسبة العيد الوطني الفرنسي، الخميس، في نيس، حتى انتشر الرعب بين المشاركين مع انقضاض شاحنة كبيرة بسرعة قصوى دهست الحشد، متسببة بمقتل ثمانين شخصا على الأقل في المدينة الواقعة جنوب شرق
فرنسا.
تمكن رجال الأمن من قتل سائق شاحنة التبريد البيضاء، التي شوهدت متوقفة أمام فندق "قصر البحر المتوسط" الفخم، وقد انفجرت إطاراتها وخرق الرصاص بابها، وفق مراسلي فرانس برس.
وعلى كورنيش "برومناد ديزانغليه" المحاذي للبحر، والذي يقصده السياح من مختلف أنحاء العالم، كانت عشرات الجثث ممددة، وعليها أغطية بيضاء.
وقال روبرت هولواي، مراسل فرانس برس، الذي كان في المكان: "اضطررت إلى تغطية وجهي؛ لتفادي الحطام المتناثر"، وروى كيف رأى الشاحنة تدهس العديد من الأشخاص، "كانت على بعد نحو مئة متر مني، كانت لدي بضع ثوان لكي أبتعد" عن طريقها.
وروى شهود عدة كيف كان الناس يقفزون على جوانب الكورنيش؛ هربا من الشاحنة.
وقالت ماري، وهي شرطية في متحف "فيلا ماسينا" القريب، حيث كانت تنظم سهرة بمناسبة عيد 14 تموز/ يوليو لفرانس برس: "رأينا المئات يدخلون مسرعين للاحتماء. كان بينهم أطفال، وكان الناس يتعثرون ويقعون، ويدوسون على بعضهم".
وأضافت وهي عائدة إلى منزلها أن طرقات المدينة كانت خالية إلا من بعض الدوريات العسكرية.
ارتباك تام
عند مفترق أحد الطرق، كان يمكن مشاهدة حذاء سقط من قدم صاحبته في غمرة الهلع الذي استحوذ على الناس.
وقالت الأسترالية اميلي واتكنز، التي كانت على بعد عشرات الأمتار من الشاحنة لحظة الاعتداء، للتلفزيون الأسترالي: "ساد الارتباك والفوضى. لا أذكر اني رأيت الشاحنة آتية".
وأضافت: "سمعنا صراخا من حيث كانت الشاحنة. رأينا الناس يجرون باتجاهنا، ودون أن نعرف ما يجري استدرنا وبدأنا نجري مثلهم. أثناء ابتعادنا، سمعنا طلقات، وظننت أنها فرقعة ألعاب نارية. كان الناس يجرون ويتعثرون، ويحاولون دخول المباني والفنادق والمطاعم والمواقف التي يجدونها في طريقهم مبتعدين عن الشارع".
سرت بعد الاعتداء شائعات عدة في المدينة، فتحدث البعض عن احتجاز رهائن في مطعم، واشتد الهلع. واحتشد الناس في ساحة ماسينا في وسط نيس، وكذلك على الكورنيش، حتى أكدت وزارة الداخلية أن الأمر مجرد إشاعة.
وقال صاحب مطعم يبعد قليلا عن مكان الاعتداء، لفرانس برس، إن العديد من الأشخاص دخلوا المطعم وهم في حالة هلع للاحتماء، "كان الجميع في حالة ذعر".