لا زالت أنباء اللقاء الذي جمع نادر بكار، مساعد رئيس حزب النور لشؤون الإعلام، مع تسيبي ليفني، وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، تثير جدلا واسعا في مصر، كما جلبت انتقادات لاذعة لبكار.
وبعد تشكك لم يدم طويلا، أكدت الإذاعة الإسرائيلية صحة التقارير الصحفية التي تحدثت عن اللقاء ونشرت بعضا من تفاصيله.
لكن ليفني رفضت، الإثنين، التعليق على تلك الأنباء.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة (الرسمية)، الإثنين، "امتنعت النائبة في الكنيست تسيبي ليفني عن التعقيب على ما نشر حول لقائها المتحدث باسم حزب النور السلفي نادر بكار في جامعة هارفرد الأمريكية قبل 3 أشهر".
فيما قالت مصادر مقربة من ليفني للإذاعة نفسها، إن "اللقاء حدث فعلا".
وكانت تقارير صحفية قد كشفت أن ليفني وبكار اجتمعا في جامعة هارفارد الأمريكية بناء على طلب القيادي السلفي الشاب بعد أن ألقت الوزيرة الإسرائيلية محاضرة عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حضرها بكار بصفته أحد طلبة الماجستير.
وحصل نادر بكار، وهو قيادي شاب في حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية بمصر، يوم الجمعة الماضي على درجة الماجستير في الإدارة الحكومية من جامعة هارفارد الأمريكية. تفاصيل اللقاء
وأوضحت الإذاعة أن لقاء ليفني ببكار جرى قبل أكثر من ثلاثة أشهر داخل جامعة هارفارد الأمريكية، مشيرة إلى أن الوزيرة الإسرائيلية السابقة رفضت الإفصاح عن تفاصيل هذا اللقاء السري.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر مقربة من تسيبي ليفني أن تسريب خبر هذا اللقاء تم عن طريق جهات داخل مصر تعارض التطبيع مع إسرائيل، خاصة بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية المصري سامح شكري لتل أبيب مساء أمس الأحد.
من جهتها، أوضحت صحيفة "اليوم السابع" المصرية أن اللقاء تم في 16 نيسان/ أبريل الماضي، وأشارت إلى أن بكار طلب تنسيق لقاء مغلق مع ليفني وتوسل للمنظمين من أجل حصوله على موافقتها.
وأضافت أن اللقاء تم داخل الجامعة واستغرق ما يقرب من 40 دقيقة، وأن بكار تحدث خلاله عن قوة حزب النور وشعبيته في مصر، وأنه كان السبب الرئيسي في صعود جماعة الإخوان المسلمين بعد ثورة 25 يناير، وأن الحزب يسعى للسلطة عبر المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية وله ممثلون في مجلس النواب الحالي". بكار يتجاهل
من جانبه، تجاهل بكار التعليق على الانتقادات العديدة التي تعرض لها بسبب هذا اللقاء.
وعبر حسابه على "تويتر"، اكتفى "بكار" بشكر كل من هنأه على حصوله على شهادة الماجستير من جامعة هارفارد الأمريكية، قائلا: "شكرا لكل من بارك تخرجي من هارفارد، سأعمل بإذن الله جاهدا على بذل هذا العلم لكل أبناء وطني وأمتي".
كما تجاهلت قيادات حزب النور والدعوة السلفية والمواقع والصفحات التابعة لهما هذه الأنباء ورفضت التعليق على الأمر.
وانتقدت "داليا زيادة"، مديرة المركز المصري للدراسات الديمقراطية، هذا الصمت من جانب بكار، فكتبت على "فيسبوك" تقول: "مازلنا بانتظار توضيح من نادر بكار لحقيقة لقائه بتسيبي ليفني في هارفارد سراً، أليس في هذا الصمت والتجاهل من جانبه هو وحزبه ما يدعونا للريبة؟ ولا هو منتظر الموضوع يموت مثلما مات موضوع الزيارات المتكررة لقيادات الحزب لواشنطن لعرض أنفسهم كبديل، ومثلما مات لقاء قيادات حزب النور بحاخامات يهود في أبريل الماضي؟". اللقاءات ستتوالى
ولم يستبعد مختار نوح، القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين، أن تتكرر اللقاءات بين قيادات حزب النور والمسؤولين الإسرائيليين، موضحا أن السياسة هي المصلحة وأن السلفيين بدؤوا بالبحث عن مصالحهم حتى لو كانت تخالف مبادئهم.
من جانبه، انتقد مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، اللقاء قائلا في تصريحات صحفية: "هذه فضيحة يسأل عنها نادر بكار، ويضعه ضمن صفوف المطبعين مع العدو الإسرائيلي، وهذا يلتقي مع دراسته المشبوهة في جامعة هارفارد الأمريكية".
كما استنكر الصحفي نبيل شرف الدين اجتماع بكار مع ليفني، وقال عبر "تويتر": "لماذا لا يحاسب بكار على طريقة عكاشة حين التقى السفير الإسرائيلي، وأين هتافات خيبر خيبر؟".
واستنكر الشيخ مظهر شاهين المقرب من نظام الانقلاب اجتماع نادر بكار مع تسيبي ليفني، وكتب عبر "تويتر": "هل قابلها بكار بدون علم قياداته؟ أم إنه حصل على مباركة برهامي وأنصاره؟ وهل كان يقابلها ليدعوها للنقاب؟.. المهم بس ماتكونش صورتله حاجة.. الست دي أصلها خبرة في تصوير اللقاءات دي". هجوم سلفي
وامتد انتقاد بكار ليشمل القيادات السلفية المؤيدة، حيث شن القيادي السلفي محمود عباس هجوما حادا عليه، فقال: "نادر بكار يسير على درب شيخه ياسر برهامي، فتوسل لتنظيم لقاء سري مع وزيرة الخارجية الصهيونية السابقة تأسيا بشيخه الذي تواعد سرا للقاء شفيق المنافس لمرسي على كرسي الرئاسة عشية إعلان الفائز بالمنصب، وذلك أملا في الحصول على مكاسب إذا فاز شفيق".
وأضاف "عباس" عبر "فيسبوك": "السرية والريبة هي طبيعتهم، فلو كان الأمر ليس به أي ريبة فلم السرية والتكتم؟ والأهم من ذلك ما هي التنازلات التي قدمتها في مقابل تقديمك لحزبك ليكون البديل المناسب أمام الغرب عن الإخوان والتيار الإسلامي بالكامل؟".