ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" أن الزعيمة السابقة للحركة المعادية للمسلمين في ألمانيا، المعروفة اختصارا بـ"
بيغيدا"، والزعيم لفرعها في هولندا، سافرا إلى بلغاريا في رحلة "صيد" للمهاجرين بعدما اجتازا الحدود إليها من تركيا.
وطالبت تاتانيا فسيترلينغ "رجال أوروبا" بالسفر إلى بلغاريا، والانضمام للجماعات التي تحاول صيد ومنع المهاجرين من العبور إلى دول أوروبا الشرقية.
وكانت فيسترلينغ احتلت عناوين الأخبار، عندما دعت إلى إطلاق النار على طالبي اللجوء إذا حاولوا اجتياز الحدود مع ألمانيا، وعزلت من منصبها كنائبة لزعيم حركة "بيغيدا" قبل أسبوعين. ووضعت يوم الجمعة على صفحتها في "فيسبوك" صورا عن يوم قضته مع "اتحاد المحاربين القدامى البلغاري"، وهي مليشيا من مسلحين يقوم أفرادها بمراقبة الحدود بحثا عن لاجئين غير شرعيين.
وقالت السيدة فيسترلينغ إن زعيم فرع "بيغيدا" الهولندي إدوين ويغنسفيلد رافقها في الرحلة. ونشرت صورتها وويغنسفيلد بالزي العسكري مع مجموعة من الرجال بزي عسكري أيضا، وبأقنعة على وجوههم، وكانا يحملان يافطة "حصن أوروبا". وفي صور أخرى ظهر الرجال المقنعون وعلى سواعدهم شارة للعلم البلغاري وهم يبحثون عن المهاجرين غير الشرعيين في منطقة غابات قرب الحدود.
وعلقت صحيفة "ديلي تلغراف" على ذلك بالقول إن الصور ستثير مخاوف من العنف، الذي قد يرتكبه هؤلاء المسلحون، ومن مسلحين دوليين يسافرون للانضمام إليهم.
ويُعتقد أن المليشيا المسلحة التي انضمت لها فيسترلينغ هي واحدة من عدد من المليشيات المسلحة التي تقوم بحراسة الحدود البلغارية- التركية، وبشكل مستقل عن القوات البلغارية المسلحة.
وتزعم الجماعة أنها تسلم أي لاجئ أجنبي إلى الشرطة. وكتبت فيسترلينغ على صفحتها في فيسبوك عن "حر قائظ وأحراش تشبه الغابة وذباب"، ما يؤكد أن تلك الدوريات متعبة، وليست لممارسة المشي.
وزعمت أن 1000 مهاجر يقومون بقطع الحدود كل يوم بطريقة غير شرعية. واعترفت أن الدورية لم تعثر في اليوم الذي انضمت إليه على أي من المهاجرين. ولكنها قالت إن اكتشاف "نفايات جديدة وملابس ملقاة على الأرض" يمثل أدلة على وجود مهاجرين غير شرعيين في المنطقة.
وتظهر الصور رجالا ملثمين وهم يحملون علب مشروبات غازية فارغة، وعلب أدوية عليها تعليمات مكتوب عليها بالعربية، وبطاقات هوية بالعربية. وكتبت بطريقة غريبة أن "أفضل ماركة مشروبات غازية بين الغزاة في حملتهم للسرقة والاغتصاب هي ريد بول"، وهو مشروب طاقة غازي.
وكتبت أن هناك الكثير مما يمكن الحصول عليه من الخطابات التي تلقى عن طالبي اللجوء السياسي، مضيفة أن "هؤلاء المحاربين الباردين مثل الثلج والعارفين الذين جاؤوا من الثقافة الإسلامية الفاسدة، ولا يهتمون بحياتنا الحرة الفاسدة ولكنهم يكرهونها".
وكانت حركة "أوروبيون ضد أسلمة الغرب" ( بيغيدا) قد ظهرت أول مرة في مدينة فيسترلينغ، درسدن عام 2014. وانتشرت في أنحاء متعددة من أوروبا، وحشدت عشرات الألوف في ذروة شعبيتها عام 2015، لكن أهميتها تراجعت في ألمانيا، بعد سلسلة من الفضائح التي أحاطت بقيادتها.
فقد دعت فيسترلينغ، التي رشحت نفسها سابقا كي تصبح عمدة درسدن، إلى قتل طالبي اللجوء السياسي عندما كتبت في شهر شباط/ فبراير قائلة: "إذا واصلوا اجتياز الحدود، ولا يمكنك اعتقالهم، فأطلق النار عليهم". وأصبحت أفكارها متطرفة بشكل لم تتحمله "بيغيدا"، فقررت طردها قبل أسبوعين.