سجل الأداء العام للبورصات العربية تداولات سلبية ارتفعت فيها حالات التقلب والحذر، وبقيت المؤشرات الفنية فيها تسلك اتجاها للبيع أكثر منها إلى الشراء.
ولم تفلح غالبية أسواق الأسهم في تسجيل ارتفاعات ملموسة نظرا لضعف أحجام التداولات نتيجة سيطرة أجواء الانتظار والترقب سواء كانت ذات علاقة بنتائج الاستفتاء أم كانت على علاقة بطبيعة التداولات التي تسود خلال شهر رمضان من كل عام، والتي غالبا ما تشهد مثل هذه التراجعات على وتيرة النشاط وقيم وأحجام التداولات.
وتدعم هذه المؤشرات المتعاملين من فئة الأفراد على عدم زيادة المراكز المحمولة لأسهم المضاربات بشكل خاص، مع الإشارة هنا إلى أن جلسات تداول الأسبوع الماضي قد غابت عنها تأثيرات نتائج الأداء النصف سنوية والتوقعات المحيطة بها والتي يمكن لها أن تلعب دورا ملموسا في تنشيط التداولات ورفع قيمها.
تأثير سلبي
وقال التقرير الأسبوعي لشركة "صحارا" للخدمات المالية، إن مؤشرات وتوقعات الاستفتاء على بقاء
بريطانيا في
الاتحاد الأوروبي كانت أكثر وضوحا من طبيعة ومؤشرات جلسات التداول لدى
البورصات العربية خلال تداولات الأسبوع الماضي، حيث بدأت تتأثر سلبا منذ بداية جلسات التداول دون أن يكون هنالك أية توقعات نهائية ودون القدرة على تقدير حجم التأثير الإيجابي أو السلبي لنتائج الاستفتاء.
يشار هنا إلى أن جلسات التداول الأخيرة شهدت ارتفاعا على عمليات الاستحواذ على الأسهم النشطة والتي تتمتع بأسعار جيدة ومعدل تسييل مرتفع وذلك مع تزايد توقعات بقاء بريطانيا ضمن الاتحاد الأوروبي.
مع التأكيد أن قدرة البورصات العربية على التجاوب السلبي مع التطورات الخارجية لازالت قائمة وبتزايد مستمر وأن تعافي أسعار النفط ووصولها لمستويات جيدة وصعود البورصات العالمية سوف لا يعني الكثير أمام عدم الاستقرار الذي يفرضه المضاربون من الأفراد والمؤسسات على جلسات التداول لتحقيق المزيد من الأرباح نتيجة دعم مؤشرات التذبذب.
زيادة المضاربات
وسجلت الاتجاهات المضاربية ارتفاعا على وتيرة نشاطها وحدتها ونتائجها السلبية وبشكل خاص في ظل حالة الضعف والانخفاض المتواصل التي تسجلها قيم وأحجام التداولات، حيث استمرت المضاربات على الأسهم الصغيرة والمتوسطة بعد أن كانت حكرا على الأسهم القيادية.
كما تأثر الأداء العام للبورصات باستمرار الضغوط البيعية وعمليات جني الأرباح وتغلبها على القوى الشرائية، في المقابل فإن قدرة المضاربين على قراءة مسارات ومؤشرات الأسواق العالمية دفعهم باتجاه زيادة مراكزهم على الأسهم ذات الأسعار المتدنية والجاذبة للشراء والتي عززت من وجود حالة الترقب المسجلة على تداولات الأفراد، وتفضيل عدم الدخول لحين ظهور مسارات صاعدة ومحفزات أكثر قوة.
تجدر الإشارة هنا إلى أن جلسات التداول الأخيرة أظهرت مؤشرات إيجابية على مستوى وتيرة النشاط والمضاربين، بالإضافة إلى عودة الشراء الانتقائي مع اقتراب النتائج النصف سنوية، فيما تشير مسارات البورصات أيضا إلى إمكانية ارتفاع وتيرة النشاط وتحسن قيم السيولة خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان وذلك لتعويض الخسائر وتحسين إغلاقات المحافظ.
مشتريات في دبي
على صعيد الأسواق، فقد ارتفعت مؤشرات سوق دبي في تعاملات الأسبوع الماضي بدعم من عودة الطلبات على أسهم قيادية وعلى رأسهم أسهم "إعمار" و"أرابتك" وأسهم منتقاة في القطاع المصرفي كسهمي الإمارات دبي الوطني ودبي الإسلامي، حيث ارتفع المؤشر العام بنسبة 1.8% إلى 3367.64 نقطة ليربح 59.9 نقطة، وتراجعت مستويات التداولات إلى 640.35 مليون درهم فيما انخفضت أحجام تداول إلى 957 مليون سهم.
وتصدر قطاع السلع الارتفاعات بنسبة 6.8% مع صعود سهم دبي باركس، وارتفع قطاع العقارات 2.7% مع صعود سهمي "إعمار" و"أرابتك" بنسبة 2.5% و1.45% لكل منهما، وارتفع قطاع الاستثمار 1.25% مع ارتفاع أسهم دبي للاستثمار، كما ارتفع قطاع البنوك 0.9% مع ارتفاع سهمي الإمارات دبي الوطني ودبي الإسلامي.
مكاسب قوية بأبوظبي
سجلت سوق أبو ظبي مكاسب قوية خلال تعاملات الأسبوع الماضي بدعم من العديد من الأسهم الثقيلة وعلى رأسهم أبوظبي الوطني الذي ارتفع بنسبة 20% والخليج الأول الذي ارتفع بنسبة 6% تقريبا مع الأخبار التي أكدت بدء المحادثات بينهما حول الاندماج، حيث ارتفع المؤشر العام بنسبة 4.11% إلى مستوى 4499.73 نقطة، وارتفعت قيم التداولات إلى 810.09 ملايين درهم من خلال التداول على 226.848 مليون سهم.
أرباح طفيفة بالسعودية
سجلت السوق السعودية ارتفاعا طفيفا خلال تداولات الأسبوع الماضي وسط تباين في أداء الأسهم والقطاعات، حيث ربحت بواقع 8.33 نقطة أو ما نسبته 0.13% ليقفل عند مستوى 6550.97 نقطة، وقام المستثمرون بتناقل ملكية 892.1 مليون سهم بقيمة 15.4 مليار ريال.
تحرك إيجابي في الكويت
جاءت محصلة مؤشرات السوق الكويتية خضراء خلال تداولات الأسبوع الماضي لترتفع كافة مؤشراتها الرئيسية وسط ارتفاع مؤشرات السيولة والأحجام، حيث ارتفع مؤشر السوق السعري بواقع 13.15 نقطة أو ما نسبته 0.24% ليقفل عند مستوى 5407.99 نقاط، كما ارتفع المؤشر الوزني بنسبة 0.72%، وارتفع مؤشر كويت 15 بنسبة 0.67%.
وارتفعت أحجام وقيم التداول بنسبة 13.9% و53.8% على التوالي، حيث قام المستثمرون بتداول 515.9 مليون سهم بقيمة 69.3 مليون دينار. وربحت السوق الكويتية 104 ملايين دينار أو ما نسبته 0.41% لتصل إلى 24.48 مليار دينار مقابل 24.38 مليار دينار في الأسبوع الماضي.
ارتداد في قطر
ارتفع أداء السوق القطرية خلال تداولات الأسبوع الماضي بفعل أداء إيجابي لغالبية القطاعات قادها قطاع العقارات وسط تباين في قيم السيولة والأحجام، حيث ارتفع المؤشر العام إلى مستوى 9966.35 نقطة بواقع 174.7 نقطة أو ما نسبته 1.78%.
وارتفعت أحجام التداولات بينما تراجعت السيولة بنسبة 0.88% و0.5% على الترتيب، حيث قام المستثمرون بتداول 15.52 مليون سهم بقيمة 587.31 مليون ريال.
وعلى الصعيد القطاعي، كان قطاع العقارات على رأس القطاعات المرتفعة بنسبة 3.22% تلاه قطاع البنوك بنسبة 1.51%. وارتفعت القيمة السوقية إلى 537.37 مليار ريال بنسبة 1.57%، مقارنة بـ 529.08 مليار ريال في الأسبوع السابق، بأرباح تقدر بـ 8.29 مليار ريال.
البحرين تصعد
ارتفع أداء البورصة البحرينية خلال تداولات الأسبوع الماضي وسط دعم من قطاعي البنوك والخدمات، حيث ارتفعت بواقع 2.04 نقطة أو ما نسبته 0.18% ليقفل عند مستوى 1118.98 نقطة.
وانخفضت أحجام وقيم التداولات بشكل ملموس، حيث قام المستثمرون بتناقل ملكية 25.4 مليون سهم بقيمة 3.3 ملايين دينار نفذت من خلال 217 صفقة، وارتفعت أسعار أسهم سبع شركات مقابل تراجع لأسعار أسهم ثماني شركات واستقرار لأسعار أسهم عشر شركات.
شاشات حمراء في عمان
تراجعت البورصة العمانية خلال تداولات الأسبوع الماضي، وجاء الانخفاض بضغط من كافة قطاعاتها وسط تراجع مؤشرات السيولة والأحجام، حيث أقفل مؤشر السوق العام تعاملات الأسبوع عند مستوى 5796 نقطة بانخفاض بلغ 11 نقطة أو ما نسبته 0.19%.
وارتفعت أحجام وقيم التداول بنسبة 8.63% و1.65% على التوالي، حيث قام المستثمرون بتناقل ملكية 65.3 مليون سهم بقيمة 11.1 مليون ريال نفذت من خلال 1936 صفقة.
محصلة حمراء في الأردن
تراجع أداء البورصة الأردنية خلال تعاملات الأسبوع الماضي وسط أداء سلبي لقطاعي المال والخدمات في ظل ارتفاع مؤشرات السيولة والأحجام، حيث تراجع مؤشر السوق العام بنسبة 0.40% ليقفل عند مستوى 2106.8 نقاط.
وارتفعت أحجام وقيم التداولات، حيث قام المستثمرون بتناقل ملكية 33.2 مليون سهم بقيمة 33.4 مليون دينار نفذت من خلال 13.2 ألف صفقة، وارتفعت أسعار أسهم 49 شركة مقابل تراجع لأسعار أسهم 71 شركة.