توالت ردود الفعل من المحللين السياسيين والاقتصاديين والنشطاء العرب، بعد قرار
بريطانيا مغادرة
الاتحاد الأوروبي في استفتاء تاريخي، حيث صوت 51.9 في المئة من البريطانيين، الخميس، لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، مقابل 48.1 في المئة عبروا عن تأييدهم للبقاء فيه، بحسب النتائج النهائية التي أعلنتها اللجنة الانتخابية الجمعة.
وصوت 17.4 مليون شخص مع الخروج من الاتحاد مقابل 16.1 مليون مع البقاء فيه.
وقد تصدرت ثلاثة وسوم قائمة أعلى الهاشتاجات تداولا في العالم خلال الساعات الأولى من صباح الجمعة، حيث احتل المركز الأول عالميا وسم "Brexit" تلاه في العالم العربي وسما "#بريطانيا_خارج_الاتحاد_الأوروبي" و"#الاتحاد_ الأوروبي".
مقارنة بين الديمقراطية البريطانية والسياسة العربية
وقال أستاذ العلوم السياسية المصري، سيف عبد الفتاح، عبر فيس بوك: "كاميرون يعلن استقالته بعد نتائج التصويت، ويقول البلاد في حاجة إلى قيادة جديدة، واحنا في كل أزمة نرجع نجيب قيادة قديمة".
أما الحقوقي المصري هيثم أبو خليل فقال عبر تويتر: "متقلقوش على أوروبا لسة بدري عليهم طالما معندهومش سيادة المشير ولاخادم الحرمين ولا صاحب الجلالة المفدى!!".
وعلقت الحقوقية المصرية نيفين ملك، عبر وسم "بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي"، قائلة: "نعم هي مرحلة صدمة للأسواق وانهيار للاسترليني مؤقتا، وكما كان متوقعا وقد تكون الصدمة أداة لإعادة تقييم فكرة وعمل الاتحاد الأوروبي، قد تقود لتقوية الاتحاد أو تكون بداية لما بعدها من تفتيت للاتحاد الأوروبي".
وأردفت في منشور على فيسبوك: "لكن تبقى العبرة كما قال زعماء العمل السياسي البريطاني:(قرارات الشعب أوامر علينا تنفيذها) لا أن نلتف على نتائج الصناديق؛ لأنها اختيارات يراها البعض لتيارات متشدده، الديمقراطية تحترم إرادة الشعوب وترفع الوصاية".
وأضاف الباحث في الشأن التركي سعيد الحاج عبر فيسبوك: "دافع كاميرون عن بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، واختار الشعب عكس ذلك، فقرر رئيس الحكومة الاستقالة، وليس قتل أو تغيير الشعب أو القيام بانقلاب عسكري كما في بلاد أخرى".
وأضاف الحاج: "ليس ثمة تشكيك في النتيجة أو الشعب أو قراره، وليس ثمة حديث عن الفارق البسيط بين الموافقين والرافضين إزاء قرار استراتيجي بهذه الخطورة، كل ما قاله الرجل: نثق في الشعب البريطاني ونحترم إرادته، وألمح إلى الاستقالة حين تحدث عن حاجة المرحلة الجديدة لحكومة جديدة".
وأشار الحاج إلى ثلاث أمنيات استقاها من الاستفتاء البريطاني: "1) حبذا لو صرنا يوما إلى ما صاروا إليه في آلية حسم الخلافات، 2) حبذا لو تعاملوا معنا كما يتعاملون بعضهم مع بعض، 3) أدرك أن "الحبذا" هذه لا تأتي وحدها ولا بسهولة، بل دونها الكثير".
وغردت الكاتبة الكويتية دلع المفتي قائلة: "بريطانيا خرجت من الاتحاد الأوروبي أم لم تخرج، إنتو مالكم؟ ديمقراطية تستقتي شعبها وتقرر. روحوا صحوا جامعة الدول العربية قبل أن تدلوا بدلوكم".
إعادة هيكلة وتغير خارطة العالم
وأشار الإعلامي السعودي عاصم الغامدي إلى تفاوت نسب التصويت بين العاصمة وغيرها من المدن البريطانية وتأثيرها في النتيجة فقال: "60 في المئة من الناخبين في لندن (2.2 مليون شخص) صوتوا للبقاء.. سكان العاصمة لا يمثلون دوما رأي بقية الشعب".
وقال الإعلامي المصري المعارض أسامة جاويش: "خروج #بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد نتيجة الاستفتاء سيكون له مآلات كثيرة على العالم أجمع وليس على بريطانيا فقط، وربما بدأت عملية التفكيك".
وكتب الإعلامي ومدير شبكة الجزيرة في اليمن، سعيد ثابت: "الزلزال الأوروبي، البريطانيون يقررون الخروج من #الاتحاد_الأوروبي، زلزال التفكيك سيعقبه إعادة تركيب في أوروبا والعالم!".
زلزال سياسي واقتصادي
وعبر تويتر، غرد رئيس قناة إم بي سي الرياضية، مصطفى آغا عبر وسم #الاتحاد_الأوروبي الذي تصدر منذ الساعات الأولى للصباح قائمة أعلى الوسوم تداولا؛ قائلا: "خلال ساعتين خسر الاقتصاد البريطاني 350 مليار دولار، أي ما يعادل مساهمات البلد لـ40 سنة في الاتحاد الأوروبي".
كما تساءل الآغا قائلا: "البريطاني لن يعود بإمكانه العمل والإقامة والطبابة، وربما التملك في دول الاتحاد الأوروبي، فلماذا صوتوا مع الخروج؟؟".
وأضاف المحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة: "وقع الزلزال، وخرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. أوروبا أمام واقع جديد، وزمن انفجار الهويات قد يتواصل ليطال آخرين، حتى داخل الدول نفسها".
وقال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د.علي القرة داغي: "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دليلٌ بأن الاقتصاد هو الذي يتحكم بالسياسة، بريطانيا دخلت في الوقت المناسب وخرجت في الوقت المناسب".
أما الإعلامي السوري والبريطاني فيصل القاسم فقال: "من اتخذ قرار السماح لدول أوروبا الشرقية بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، هو المسؤول مباشرة عن خروج بريطانيا من الاتحاد اليوم. كان قرارا أخرق".
ضربة إلهية" ودعوات بمزيد من التفكك
"
أما عضو جبهة الضمير المصري ،عمرو عبد الهادي، فقد رأى أن خروج بريطانيا "ضربة إلهية" للغرب فقال: " الخطوة الاولى لانهيار الاتحاد الأوروبي، سياسات خاطئة في الشرق الأوسط سبب من أسباب ازمة اقتصادية عالمية قادمة، ضربة إلهية للغرب".
وغرد الإعلامي الأكاديمي السعودي محمد الخرعان فقال: "نبارك للشعب البريطاني اختياره الانفصال عن #الاتحاد_الأوروبي وندعو جميع الشعوب الأوروبية للاقتداء به.. مزق الله ملكهم كما مزقوا شعوب الأرض".
وقد أحدث خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أصداء اقتصادية واسعة حيث تراجع الجنيه الاسترليني بنسبة 10 في المئة، وتراجعت أسعار النفط بنسبة 6 في المئة، أما أسعار الذهب فقد ارتفعت بنسبة 5 في المئة.