قال الدبلوماسي الأمريكي والمستشار في معهد واشنطن للأبحاث،
دينيس روس*، إن الشعارات الأمريكية في إطار محاربة الإرهاب وتأمين الأراضي الأمريكية لن تحول دون وقوع الهجمات الإرهابية هناك.
وأضاف روس بحسب ما نشر المعهد، أن الاعتداءات الأخيرة في سان بناردينو وأورلاندو بينت الخطر المتمثل بالإرهاب المحلي، وسهولة الوصول إلى الأسلحة الأتوماتيكية، مشيرا إلى أن الحل هو الكشف المبكر عن احتمالات التطرف، والتعاون الفعال مع المجتمعات المسلمة.
وحذر روس من أن مجافاة المجتمعات المسلمة ليست الطريقة الصحيحة لحملها على المشاركة في هذه الجهود، وليست الطريقة الصحيحة لمواجهة
تنظيم الدولة، الذي يستغل التضييق على هذه المجتمعات لكي يجند عناصره.
واعتبر أن تنظيم الدولة يشكل خطرا فريدا لأسباب ثلاثة؛ أولها أنه يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، بأسلوبٍ متقن ومهني ومصمم لاستقطاب الشبان المستبعدين والمهمّشين في المجتمع. والثاني أنه يشكل مصدر إلهام للهجمات الفردية - وخاصة بفعل دعواته إلى "قتل الكفّار". والثالث أن التنظيم يعلن أن مهمته تتمثل بالحاجة إلى توليد مواجهة كارثية مع الكفار لتحقيق النصر النهائي للإسلام.
وعن طرق هزيمة التنظيم قال روس، إن على واشنطن العمل على إضعاف جاذبية التنظيم "فهو يدّعي أنّ له مهمة إلهية؛ ولذلك فإن تكبّده خسائر عسكرية سيبرهن أن ادعائه باطل. وفي حين تعمل الولايات المتحدة حاليا على دحره في كل من
العراق وسوريا، إلا أن صور نجاحاته ستبقى قائمة طالما لم تبطل واشنطن أعظم انتصاراته الرمزية، ألا وهي استحواذه على الموصل في العراق واتخاذه الرقة في سوريا عاصمة له. من هنا يعدّ فقدان رمزية هذه الإنجازات ضروريا وبالتالي سيستحيل إخفاؤها".
إلى جانب ذلك نبه الدبلوماسي الأمريكي على أن واشنطن عليها أيضا العمل ضد التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي، والتركيز على المستسلمين من عناصره، والمنشقين عنه، ونشر أخبار التنظيم الوحشية واستغلاله النساء، والفساد والتعسف في الحكم.
ولفت إلى أن المسلمين السُنّة هم الوحيدون الذين يستطيعون تشويه صورة التنظيم؛ "فتنظيم الدولة يدّعي أنه يحمي المسلمين السُنّة من الكفّار والرافضة، وهذا الأمر وحده يبيّن لنا أنه لا يمكن لإيران أن تشارك في تشويه صورة التنظيم. وعلى العكس من ذلك، إن الدور الذي أدّته في القتل الجماعي للسنّة في سوريا، ساهم في بروز تنظيم الدولة".
لكنه لفت إلى أنه إلى ريثما تبرهن واشنطن أنها تأخذ التهديد
الإيراني على محمل الجد، وأنها ستعمل مع شركائها السنّة لتحميل إيران ثمن أعمالها المزعزعة للاستقرار، من المستعبد أن يؤدي السنّة الدور الذي يستطيعون وحدهم تأديته ضد تنظيم الدولة.
وختم بأنه "ينبغي على الرئيس الأمريكي المقبل أن يفهم هذا الواقع المعقد، ويستفيد من استعداد الولايات المتحدة لمواجهة إيران في المنطقة، من أجل كسب النفوذ والقدرة على التأثير على السنة؛ لحثّهم على جعل تنظيم الدولة أولى أولوياتهم وأولويات الولايات المتحدة على حدٍّ سواء".
*
دنيس روس: ال
رجل الأول لعملية السلام في الشرق الأوسط في أثناء ولاية إدارة كل من جورج بوش الأب وكلينتون، وقد قام بدور الوسيط في مساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين للوصول إلى الاتفاق المؤقت عام 1995؛ كما توسط بنجاح اتفاقية الخليل عام 1997 وقام بتسهيل معاهدة السلام الأردنية - الإسرائيلية