نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا للكاتب سبستيان بين، حول
الاستفتاء للخروج من
الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن معسكر الخروج قاد حملة أفضل من معسكر البقاء.
ويقول الكاتب إن "بريكست" أثبت أن تكهنات الاستطلاعات غير صحيحة، مشيرا إلى أنه بعيدا عن الأرقام، فإن انتصار معسكر الخروج لم يكن مفاجئا؛ لأنه اعتقد منذ بداية الحملة أن "بريكست" أي الخروج، ممكن.
ويضيف بين أن لا أحد يمكنه مناقشة أن معسكر الخروج قاد حملة أقوى من منافسه، الذي دعا للبقاء داخل الاتحاد الأوروبي، وكان شعاره "
بريطانيا أقوى في أوروبا"، لافتا إلى أن معسكر الخروج كانت لديه رسالة واضحة ومنضبطة، لم تهتم بالأرقام قدر اهتمامها بالشخصيات التي قادت الحملة، ومضت فيها عبر حافلتها التي كتب عليها "صوّت للخروج، واستعد السيطرة".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أنه في الملصقات وأمام الأبواب، وفي الظهور على التلفاز، كان لدى الحملة خطة واضحة، أعدها العقلان المدبران لها، وهما ماثيو إليوت ودومنيك كيومينز، وقامت على بحث معمق.
وتفيد الصحيفة بأن محادثات رئيس الوزراء البريطاني ديفيد
كاميرون مع شركائه الأوروبيين، كانت "كعب أخيل"، فمنذ خطابه في مقر شركة "بلومبيرغ" قبل ثلاثة أعوام، وعد بعقد استفتاء على البقاء في الاتحاد الأوروبي أو الخروج منه، حيث إنه رفع التوقعات حول إنجاز إصلاح كبير داخل الاتحاد الأوروبي، مستدركة بأن "الصفقة الجديدة" التي توصل إليها كاميرون في بداية العام الحالي لم تكن كافية.
ويرى الكاتب أن "سقوط كاميرون بعد النتائج، وهو ما كان متوقعا، ليس مسؤوليته وحده، فيجب على القادة الأوروبيين مساءلة أنفسهم إن كانت الصفقة التي قدموها للناخب البريطاني جيدة أم لا، ومنذ البداية أصر معسكر البقاء على فوزه في النقاش حول الاقتصاد المدعوم بمواقف الخبراء، مثل صندوق النقد الدولي والخزانة، واستطاع الداعون إلى الخروج من أوروبا تحييد الموضوع، ونقلوا النقاش إلى منطقة مريحة بالنسبة لهم، ألا وهي التركيز على الهجرة وتركيا، وهو ما أدى إلى جذب الكثير من الناخبين".
ويستدرك التقرير بأنه رغم أن الأحزاب السياسية ستتعرض للتشريح في الأيام المقبلة، إلا أن حزب العمال وزعيمه جيرمي كوربين، سيتهم بأنه وقف وراء نجاح الـ"بريكست"، حيث سيبدأ نواب العمال المؤيدون لأوروبا باتهام زعيمهم بأنه لم يرم بثقله وبالقدر الكافي في حملة البقاء في أوروبا، مشيرا إلى أن الحزب يواجه اليوم معضلة أكبر، وهي الانقسام بين نخبته المدنية والحضرية والناخبين في بقية البلاد.
وتجد الصحيفة أنه "يجب النظر للدور الذي أداه الإعلام في هذه الحملة، حيث إنه منذ أكثر من ربع قرن كان (فليت ستريت) يحرض على المشاعر المعادية لأوروبا، ولم تستطع العملية الإعلامية (أقوياء في أوروبا) التنافس مع الصحافة الشعبية مثل (صن)".
وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه "يجب عدم التقليل من شأن تداعيات هذا الاستطلاع، فكل شيء نعرفه عن البرلمان في طريقه للتغيُّر، وفي الوقت الذي استبعد فيه معظم المراقبين إمكانية فوز معسكر الخروج في الاستفتاء، إلا أن بريطانيا صوتت للخروج من الاتحاد الأوروبي."