قال الصحافي باتريك كوكبرن إن من شأن الهزائم المتتالية التي مني بها
تنظيم الدولة مؤخرا، في كل من
سوريا والعراق، أن تتسبب في سلسلة طويلة من المخاطر المحدقة.
وتابع مراسل صحيفة "الإندبندنت" البريطانية في الشرق الأوسط، في مقال نشرته صحيفة "ميدل إيست آي"، أن خسائر تنظيم الدولة ليس بالضرورة هزيمة له.
وتابع الكاتب أن إحدى نقاط القوة الرئيسية للتنظيم، كانت دائما الانقسام الشديد بين أعدائه، مشيرا إلى أن "إرهاب داعش الصادم" كان يوحد الأعداء ضد التنظيم.
وأضاف أن انخفاض تأثير "الرعب" الذي يعتمد عليه تنظيم الدولة، سيبرز الخلافات بين الفرقاء في المعسكر المقابل، فالأحزاب والميليشيات الشيعية وقفت على حافة الصراع فيما بينها أكثر من مرة، وهم ليسوا بعيدين عن الصراع المسلح، مبينا أن الخوف من التنظيم في السابق كان يوحد الصفوف.
وأشار إلى الخلافات في كردستان
العراق، عند كل من الحزب الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني، مشددا على أن "وحشية داعش كانت سببا في وحدة
الأكراد".
وأوضح الكاتب أن الشيء نفسه يقع في سوريا، إذ إن دعم الأسد من قبل الكثيرين يعتمد - بشكل جزئي - على فكرة غياب البديل، وأن الجهة الوحيدة المؤهلة لتحل محل الأسد هي تنظيم الدولة، أو التنظيمات السلفية الجهادية بشكل أعمّ، والأسد يدرك بشكل مؤكد أن هيمنة تنظيم الدولة وجبهة النصرة على مشهد المعارضة المسلحة في سوريا سيقود المجتمع الدولي لتفضيل النظام السوري بشكل مستمر.
واستطرد أن هزيمة التنظيم يجب أن تمثل عامل أرق لأكراد سوريا والعراق، فالزعماء الأكراد في كلا الدولتين، قد لا يكونون على وفاق، لكنهما يعتمدان بشكل كلي على الدعم الأمريكي ضد تنظيم الدولة.
واستدرك كوكبرن أنه مع اختفاء داعش، لن يظل الأكراد السوريون هم الحليف الأقرب لواشنطن، ولا يمكنهم أن يأملوا في أن تدعمهم أمريكا - قطعا - إذا ما حان وقت المواجهة مع تركيا.
وأضاف أن الأكراد في العراق استفادوا من استيلاء تنظيم الدولة على الموصل كي يسيطروا على المناطق المتنازع عليها بينهم وبين الحكومة المركزية في بغداد، ومن غير المؤكد ما إذا كان أكراد العراق سيحتفظون بالدعم الدولي مقابل بغداد، لكن المؤكد أنهم لن يستطيعوا الاحتفاظ بتلك المناطق بدون ذلك الدعم.
وختم مقاله قائلا: "إن تنظيم الدولة يضعف بالتأكيد، لكن من المبكر جدا أن نكتب شهادة وفاته في الوقت الذي ينقسم فيه أعداؤه بهذا الشكل".