قال مصدر خليجي مطلع إن تراجع وزير الشؤون الخارجية بدولة
الإمارات أنور
قرقاش عن تصريحاته التي أطلقها قبل أيام خلال محاضرة ألقاها في أبوظبي بحضور ولي العهد محمد بن زايد حول نهاية الحرب في
اليمن وسحب جنود الإمارات منها والذي أثار جدلا واسعا في الأوساط اليمنية والخليجية، إنما جاء عقب اتصال تلقاه المسؤولون في الإمارات من مسؤول سعودي كبير طلب بشكل واضح التراجع عن تصريحات قرقاش.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "
عربي21" من مصادرها الخاصة، فإن المسؤول السعودي طلب بشكل واضح التراجع عن تصريحات قرقاش وتوضيحها بعد أن كان قد فُهم منها أن الإمارات أنهت دورها ومشاركتها في التحالف العربي باليمن.
واستدعى التصريح الذي جاء على نحو مفاجئ توضيحا آخر لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي كان يرافق ولي ولي العهد محمد بن سلمان في زياراته إلى واشنطن والذي علق عليه بالقول إن موقف دولة الإمارات من التحالف العربي لم يتغير، مشيرا إلى أن الإمارات أساسية في التحالف العربي وشاركت بقوة سواء لدعم الشرعية أو لمواجهة الإرهاب.
وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش عاد بعد ساعات من تصريحه المثير للجدل ليكتب عدة تغريدات عبر حسابه على "تويتر" أكد فيها أن قوات بلاده الموجودة في اليمن مستمرة في أداء دورها مع
السعودية حتى إعلان التحالف انتهاء الحرب.
وقال باحث خليجي مطلع لــ"
عربي21" إن محاضرة قرقاش وتصريحاته التي أثارت الجدل حول نهاية دور الجنود الإماراتيين في اليمن كانت رسالة داخلية للمواطنين في الإمارات، خاصة أنها جاءت بعد يومين على سقوط مروحيتين عسكريتين إماراتيتين ضمن القوات المشاركة في قوات التحالف العربي، وهو ما أدى إلى مصرع طيارين اثنين ومساعديهما.
ويُرجح الباحث في الشؤون الخليجية أن يكون ارتفاع خسائر الجنود الإماراتيين في الحرب اليمنية واستمرار سقوط العديد منهم قد أثار الكثير من التساؤلات داخل الإمارات حول جدوى الاستمرار في الحرب وانتقادات مستمرة لدور القوات المسلحة الإماراتية فيها.
الجدير بالذكر أن دور الإمارات في اليمن وأنشطتها في بعض المناطق يثير جدلا واسعا في أوساط اليمنيين، فيما يسود الاعتقاد في أوساط العديد من المراقبين والمحللين السياسيين أن ثمة خلافات بين الإمارات والسعودية بشأن اليمن، خاصة بعد أن سيطرت قوات إماراتية بشكل شبه كامل على مدينة عدن.