"قوات سوريا الديمقراطية" تدخل منبج.. و"الحر" يقترب من الراعي
دمشق- وكالات23-Jun-1611:58 AM
شارك
فصائل داريا اقتربت من الخط الفاصل بينها وبين معضمية الشام خلال الأيام الماضية- أرشيفية
تراجعت فصائل الجيش الحر، في مدينة داريا، على النقاط التي تقدمت بها على الخط الفاصل مع مدينة معضمية الشام في ظل قصف قوات النظام السوري الكثيف، في حين واصلت فصائل الجيش السوري الحر في ريف حلب الشمالي تقدمها على حساب تنظيم الدولة، لتقترب من بلدة "الراعي" الاستراتيجية، وذلك بعد معارك عنيفة ضد التنظيم الخميس، كما استطاعت قوات سوريا الديمقراطية دخول مدينة منبج.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن "دخلت قوات سوريا الديموقراطية اليوم مدينة منبج من الجهة الجنوبية الغربية بغطاء جوي كثيف من التحالف الدولي بقيادة أمريكية"، مشيرا إلى "اشتباكات عنيفة تدور بين الأبنية وفي الشوارع داخل المدينة".
وأوضح عبد الرحمن أن قوات سوريا الديموقراطية تقدمت داخل منبج بعد ساعات من سيطرتها على قرية قناة الشيخ طباش عند الأطراف الجنوبية الغربية للمدينة، مشيرا إلى "مقتل عنصرين من قوات سوريا الديموقراطية جراء تفجير لغم في أحد المنازل".
وتوقع أن يكون تقدم هذه القوات "بطيئا داخل المدينة نتيجة الألغام والمفخخات التي زرعها تنظيم الدولة لإعاقة عملية السيطرة على منبج".
وبدأت قوات سوريا الديموقراطية، التي تشكل "وحدات الحماية الشعبية" الكردية قوامها، في 31 أيار/مايو هجوما في ريف حلب الشمالي الشرقي للسيطرة على منبج التي استولى عليها تنظيم الدولة العام 2014، وتمكنت الأسبوع الماضي من تطويق المدينة وقطع طرق إمداد التنظيم إلى مناطق اخرى تحت سيطرة المسلحين ونحو الحدود التركية، لكن اتباعهم استراتيجية التفجيرات الانتحارية والمفخخات أبطأ تقدم قوات سوريا الديموقراطية.
وتعد منبج إلى جانب مدينتي الباب وجرابلس الحدودية مع تركيا معاقل للتنظيم في محافظة حلب.، ولمنبج تحديدا أهمية استراتيجية كونها تقع على خط الإمداد الرئيسي للتنظيم بين الرقة معقله في سوريا، والحدود التركية.
الجيش الحر يتراجع في داريا
وفي سياق متصل، أجبر قصف قوات النظام الكثيف الفصائل العسكرية العاملة في مدينة داريا بريف دمشق، على الانسحاب من نقاط تقدمت لها على الخط الفاصل مع مدينة معضمية الشام المجاورة، بحسب بيان مشترك صادر عن "لواء شهداء الإسلام" و"الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام"، العاملين في مدينة داريا المحاصرة منذ أكثر من عامين.
وقال بيان الفصائل إن "قصف النظام على المنطقة التي تقدم لها الفصيلان في 19 حزيران/ يونيو الجاري، أجبرهما على الانسحاب منها عصر اليوم التالي، وبالتالي معاودة النظام إحكام حصار المدينة"، لافتا إلى أن خروقات النظام المتكررة منذ أكثر من شهر، وتقدمه في الأراضي الزراعية غربي المدينة، لتضييق الحصار عليها، وتقاعس الفصائل في بقية المناطق للتخفيف عن مدينة داريا، عن دفع فصائلها إلى إطلاق معركة لفك الحصار عنها، وفتحها على معضمية الشام، وهو ما لم تنجح فيه سوى ليوم واحد".
واستهدفت قوات النظام خلال الفترة المذكورة في البيان المنطقة الفاصلة بين المدينتين بأكثر من 60 برميلا متفجرا، ومئات قذائف الهاون والمدفعية، إضافة لعشرات صواريخ أرض-أرض، في حين وصف ناشطون ما يحصل حينها بـأنه "حرب إبادة ومسح كامل لداريا". وقال المكتب الإغاثي في المجلس المحلي لمدينة داريا إن قوات النظام أحرقت 300 دونم من المحاصيل الزراعية في الجهة الغربية من داريا.
وسيطرت قوات النظام على كامل المنطقة الفاصلة بين مدينتي داريا والمعضمية في أواخر شهر كانون الثاني/ يناير من العام الجاري، بعد معارك عنيفة مع فصائل مدينة داريا، فيما تحاصر قوات النظام مدينة داريا، منذ أربع سنوات، حيث دخلت قافلة مساعدات "غير كافية" لها في العاشر من حزيران/ يونيو الجاري.
"الحرّ" يتقدم في ريف حلب الشمالي
من جانب آخر، تواصل فصائل الجيش الحر في ريف حلب الشمالي تقدمها بسرعة كبيرة على حساب تنظيم الدولة، حيث سيطرت عصر الأربعاء على أربع بلدات في المنطقة المحاذية لبلدة "الراعي" الاستراتيجية، وذلك بعد معارك عنيفة ضد التنظيم.
وقالت صحيفة "زمان الوصل" إن فصائل "عمليات حور كلس" بدأت قبل أيام معاركها ضد تنظيم الدولة بهدف الوصول إلى بلدة "الراعي" التي تُعتبر نقطة الوصل بين ريفي حلب الشمالي والشرقي، مُشيرا إلى أن الفصائل تمكنت حتى الساعة من بسط سيطرتها على بلدات "تل بطال، ومزرعة شاهين، وقصاجك، والشعبانية، وتل أحمر، وطاط حمص".
وأكد مصدر عسكري في الغرفة التي تضم عدة فصائل، أبرزها لواء السلطان مراد ولواء محمد الفاتح والجبهة الشمالية، أن الهدف هو الوصول إلى بلدة "الراعي" التي تصل ريف حلب الشمالي بريفها الشرقي، وتعد من أهم خطوط إمداد التنظيم نحو المناطق التي يسيطر عليها في الشمال الحلبي، مشيرا إلى أن الفصائل المقاتلة أصبحت على بعد 3 كم عن البلدة التي سبق أن سيطروا عليها قبل حوالي شهرين.
فصيل جهادي يبايع "النصرة"
وفي سياق آخر، أعلن فصيل "جيش محمد" الجهادي بيعته الكاملة لجبهة النصرة، في بيان صدر عنه ظهر الأربعاء، سعيا لـ"تحرير بلاد الشام وإقامة شرع الله في الأرض"، بحسب ما جاء فيه.
وذيل البيان بأسماء قادة الفصيل الذي ينتهج "السلفية الجهادية"، ومعظمهم غير سوري، وهم: أبو مسعود الليبي (الأمير العام)، وأبو مريم التونسي (الشرعي العام)، وأبو حفص المصري (العسكري العام)، وأبو العباد الشامي (الإداري العام)، وأبو هاجر الفرنسي (عضو الشورى)، وخطاب المصري (عضو الشورى).
وقالت صحيفة "عنب بلدي" المعارضة إن "جيش محمد تأسس في عام 2013 من مقاتلين عرب وأجانب على يد المدعو بأبي عبيدة المهاجر، مصري الجنسية، وتركز وجوده بداية في ريف حلب الشمالي، ولا سيما منطقة أعزاز الحدودية، وعرف عنه قربه الفكري من تنظيم الدولة وجبهة النصرة".
وأشارت الصحيفة إلى أنه في آب/ أغسطس من العام 2014 طردت فصائل الجيش الحر والجبهة الإسلامية هذا الفصيل نحو ريف اللاذقية الشمالي، وسلّم مقاره إلى جبهة النصرة.
دخل "جيش محمد" بداية في تحالف "جيش الفتح" إبان معارك إدلب، لكنه ما لبث أن خرج عن الغرفة بعد تجاوزات وانتهاكات بحق المدنيين، وفق ما رصدت عنب بلدي سابقا، في حين يأتي انضمام "جيش محمد" إلى "النصرة" عقب سلسلة مبايعات مماثلة من فصائل جهادية في الشمال السوري، أبرزها "جيش المهاجرين والأنصار".