نشر موقع "ميدل إيست أي" تقريرا للكاتبين علي حرب وديف لينز، حول الناشطة
الفلسطينية رسمية عودة في ديترويت، حيث اجتمع عشرات المؤيدين لها خارج المحكمة الفيدرالية يوم الاثنين.
ويشير التقرير إلى أن عودة تستأنف قرار محكمة سابقة بإدانتها بالتزوير في قضية هجرة، حيث حكمت المحكمة في عام 2014 بأنها مذنبة بتهمة الكذب عن علم، عندما عبأت طلب الجنسية؛ لأنها لم تسجل فيه أنها سجنت في
إسرائيل لمدة 10 سنوات، لافتا إلى أن محكمة عسكرية إسرائيلية قد حكمت على عودة بتهمة التورط في تفجير متجر في القدس عام 1969.
وينقل الكاتبان عن الناشطة الفلسطينية قولها إن المحققين الإسرائيليين استخدموا التعذيب والاغتصاب لإكراهها على الاعتراف بدور في التفجير، مشيرين إلى أنها عندما ملأت طلب الجنسية، أجابت (لا) على سؤال عما إذا كان تم اعتقالها من قبل؛ ظنا منها بأن السؤال يشير إلى الفترة التي عاشتها في أمريكا، بحسب ما قالت أمام المحكمة.
ويذكر الموقع أنه منذ توجيه التهمة لعودة عام 2013، أصبحت رمزا للنضال الفلسطيني في أمريكا، حيث يصف مؤيدوها محاكمتها بأنها قمع متعمد لإضعاف النشاط الفلسطيني، ووصف ديفيد فينكل، من منظمة (جويش فويس فور بيس)، وهي مجموعة ضغط مؤيدة للفلسطينيين، قضية عودة بأنها قضية نضال ضد الظلم.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن محامي عودة يحتجون بأنها تعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، الناتج عن الاعتداءات التي عانت منها في إسرائيل، ويقولون إن ذلك أثر في فهمها للسؤال، مستدركا بأن قاضي المحكمة الجزائية في ديترويت لم يسمح لخبير الصحة العقلية بأن يشهد لصالحها، حيث تم الحكم على عودة، التي تعيش في شيكاغو، بالسجن لمدة 18 عاما، يتبعها الإبعاد.
وينوه الكاتبان إلى أن عودة ستبقى حرة في انتظار نتيجة الاستئناف، حيث أعطتها محكمة الاستئناف السادسة في سنسيناتي وميض أمل، عندما حكم قاضي الاستئناف بأن المحكمة الجزئية كانت مخطئة باستثناء اضطراب ما بعد الصدمة من الأدلة.
ويورد الموقع أن القضية عادت إلى ديترويت، حيث عقد القاضي غيرشوين درين جلسة استماع حول شرعية شهادة الخبراء النفسيين، وحدد تاريخ 10 كانون الثاني/ يناير 2017، مشيرا إلى أن عودة ستمنح فرصة أخرى في المحكمة، إن فشل قاضي المحكمة الجزئية في تقديم أسباب مقنعة لاستثناء دليل اضطرابات ما بعد الصدمة من الأدلة، حيث أعرب محاموها عن تفاؤلهم.
ويفيد التقرير بأنه رغم أن جلسة المحكمة كانت مغلقة أمام العامة، إلا أن مؤيدي عودة تظاهروا خارج المحكمة، ودعوا إلى إسقاط التهم ضدها، حيث تحولت مظاهرة تأييد عودة إلى منصة لعرض القضايا الأوسع، فتحدث المتظاهرون، وهم من خلفيات إثنية وسياسية مختلفة، ضد عنف الشرطة والعنصرية والظلم الاجتماعي.
ويذكر الكاتبان أن المدير التنفيذي لشبكة العمل للعرب الأمريكيين، حاتم أبو دية، حيث تعمل عودة، اعتبر قرار محكمة الاستئناف "انتصارا كبيرا"، لافتين إلى أن عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي داهموا بيت أبو دية عام 2010؛ للتحقيق فيما إذا كانت تربطه علاقة بين الناشطين ضد الحرب في إلينوي ومنيسوتا ومنظمات مصنفة بأنها إرهابية في الخارج.
ويكشف الموقع عن أن التحقيقات لم تنته بتوجيه تهم، بل يعتقد الناشطون أن الحكومة الفيدرالية، التي حققت في نشاطاتهم السياسية القانونية، انتهكت حقوقهم الدستورية، حيث يقول أبو دية إن عملاء مكتب التحقيقات وجدوا عودة بعد تلك المداهمات غير القانونية، وأضاف أن الصهاينة، ومنظري اليمين والحكومة الأمريكية، يحاولون شيطنة مناصرة الحقوق الفلسطينية بأي وسيلة ممكنة، وهذا هو سبب ملاحقتهم لعودة.
وينقل التقرير عن أبو دية، قوله: "نرفض ذلك، فلا شيء إجراميا في حركتنا التحررية"، ويضيف أن الحكومة تستخدم "الإرهاب" بطريقة غير نزيهة، وتخلط بين النضال الفلسطيني والتطرف العنيف.
ويقول الكاتبان إن عودة تحظى بتأييد مفكرين أمريكيين مشهورين، مثل أنجيلا ديفيس، مشيرين إلى قول أبو دية بأن هناك تضامنا واضحا بين الفلسطينيين والسود مع قضية عودة، ويرى أن هذا التضامن ضروري لنضالهما.
وينقل الموقع عن عائشة نور، وهي ناشطة انتقلت حديثا إلى ديترويت من واشنطن، قولها إنها صدمت عندما علمت بمحاكمة عودة، مشيرة إلى أن "من الواضح أن تلك
المحاكمة تشبه مطاردة السحرة، حيث إن رسمية ليست تهديدا لهذا البلد"، وأضافت نور أن استهداف عودة يصب لصالح السياسات الفيدرالية الفضولية، مثل تجسس قسم الأمن القومي على المواطنين، وأكدت ضرورة التعاون بين مختلف المجموعات للنضال من أجل العدالة الاجتماعية.
وتقول نور للموقع: "من الجميل جدا أن ترى فئات عمرية مختلفة، ومن خلفيات متباينة، من حيث العنصر والإثنية والتوجه الجنسي، تجتمع معا لترى إن وقع ظلم فتقف وتحاربه، جميل جدا أن أرى هذا التنوع في تأييد رسمية".
وبحسب التقرير، فإن تاوانا بيتي، وهي شاعرة تستخدم الاسم الفني "هونيكومب"، ألقت كلمة تلهب المشاعر، وشبهت نضال الأفارقة الأمريكيين بنضال الفلسطينيين، وقالت للمتظاهرين: "أقف هنا نيابة عن مجتمعي، وبصفتي ناجية من الاغتصاب، وناجية من العنف الأسري، لأقول: رسمية مرحب بها هنا"، وأضافت أن على أهالي ديترويت، وعلى الأمريكيين الأفارقة، أن يتضامنوا مع المجتمعات المظلومة.
ويشير الكاتبان إلى أن العضو في لجنة إيقاف قمع مكتب التحقيقات الفيدرالي ميك كيلي، شجب السياسات الأمريكية، ووصفها بالظالمة والإمبريالية، وقال إن الحكومة تقوم بقمع الناشطين الذين يساندون تحرير فلسطين، مثل عودة.
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى أن كيلي رحب بتعدد مشارب المتظاهرين، وقال: "إنها علامة على أن الناس تعبوا من الطريقة التي تتعامل بها أمريكا مع الفلسطينيين، وهي علامة على أن الناس مهتمون بالعدالة، حيث أتى أناس من خلفيات مختلفة للدفاع عن رسمية".