قال مسؤول أمريكي الأربعاء إن إدارة الرئيس باراك
أوباما مستعدة لإدراج تمويل برامج للدفاع الصاروخي في اتفاق جديد طويل المدى بشأن الدعم العسكري لإسرائيل، وهو ما يشير إلى الاستجابة لمطلب رئيسي لحليفتها في مباحثات لم تحسم حتى الآن.
وزادت الخلافات المتعلقة بنطاق مذكرة التفاهم والتحفظات عليها من تأزم العلاقات، بين رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأوباما، الذي يستعد لترك المنصب بعد أشهر.
وبموجب مذكرة التفاهم الحالية الموقعة في 2007 وتستمر حتى 2018، تحصل إسرائيل على نحو 30 مليار دولار فيما يطلق عليه تمويل عسكري أجنبي. وتسعى إسرائيل للحصول على حوالي عشرة مليارات إضافية على مدى السنوات العشر المقبلة، وعلى مخصصات لمشاريع دفاع صاروخي لا يزال
الكونجرس يمولها حتى الآن.
وفي السابق، عرض المفاوضون الأمريكيون مبلغا سنويا يتراوح بين 3.5 و3.7 مليار دولار لإسرائيل بموجب مذكرة التفاهم الجديدة، لكنهم لم يحددوا إن كان ذلك سيشمل تمويل الدفاع الصاروخي. وبدا مسؤول أمريكي بارز أكثر وضوحا الأربعاء.
وقال المسؤول: "نحن مستعدون لتقديم التزام غير مسبوق على مدى سنوات عديدة للدفاع الصاروخي، في إطار مذكرة تفاهم جديدة مع إسرائيل؛ لمنحها مساعدات عسكرية".
وأضاف: "هذا الالتزام الذي ستصل قيمته لمليارات الدولارات على مدى عشر سنوات سيمثل أول تعهد طويل الأمد بشأن دعم الدفاع الصاروخي لإسرائيل، وسيمنحها دعما ثابتا لدفاعها الصاروخي، بالإضافة للقدرة على التنبؤ وتسهيل التخطيط طويل الأمد".
وقدم أعضاء الكونجرس الأمريكي لإسرائيل خلال السنوات الماضية مبلغا يصل إلى 600 مليون دولار في صورة تمويل تقديري سنوي للدفاع الصاروخي، وهو مبلغ يزيد بكثير عما طلبته إدارة أوباما وهو 150 مليون دولار.
ورفض البيت الأبيض الثلاثاء ضم هذه الملايين الستمئة الخاصة بدعم الدفاع الصاروخي الإسرائيلي إلى ميزانية العام المالي، الذي يبدأ في أول تشرين الأول/ أكتوبر.
نقاش داخلي
وخرج نتنياهو ببيان نادر بشأن المباحثات الخاصة بمذكرة التفاهم، متصديا لاتهامات المعارضة الإسرائيلية بأنه يخاطر بفقد الدعم الأمريكي السخي، بإثارة غضب أوباما بخصوص برنامج إيران النووي ومباحثات السلام مع الفلسطينيين.
وقال مكتب نتنياهو عبر "تويتر" إن قرار البيت الأبيض يعد جزءا من "نقاش داخلي" مع الكونجرس بشأن تمويل إضافي للدفاع الصاروخي لإسرائيل.
وقال المكتب: "لم يحدث أي خفض في المساعدات الأمريكية... رئيس الوزراء نتنياهو يعمل للحصول على هذا التمويل الإضافي، في إطار مناقشات تتعلق باتفاق المساعدات خلال السنوات العشر المقبلة. لن تقل المساعدة الأمنية للدفاع الصاروخي، بل ستزيد".
لكن جاكوب ناجل القائم بأعمال مستشار الأمن القومي لنتنياهو أوضح أن الاتفاق لم يتم حتى الآن.
وألمح مسؤولون إسرائيليون إلى أنه في حالة استمرار الخلافات فقد ينتظرون الرئيس الأمريكي القادم؛ أملا في الحصول على شروط أفضل في مذكرة التفاهم.
وقال ناجل للصحفيين إن حكومة نتنياهو تعكف على إبرام الاتفاق مع إدارة أوباما. لكنه أضاف: "حين نستقر على أننا وصلنا للعرض (الأمريكي) الأخير سنقرر إن كنا نريده أم لا".
ومن النقاط الأخرى العالقة طلب أمريكي بخفض المبلغ الذي يمكن لإسرائيل إنفاقه -من إجمالي المساعدات- على صناعاتها العسكرية الخاصة، عوضا عن شراء منتجات أمريكية. وتبلغ هذه النسبة الآن 26.3 بالمئة من قيمة المساعدات.
والأربعاء، قال أنتوني بلينكن، مساعد وزير الخارجية الأمريكي، الذي يزور إسرائيل حاليا لإجراء مباحثات استراتيجية، إن إسرائيل تحصل على 8.5 مليون دولار كل يوم في صورة مساعدات عسكرية منذ وصل أوباما للحكم.
وفي خطاب أمام مؤتمر سنوي في هرتزيليا، لم يعرض بلينكن تفاصيل عن المباحثات الخاصة بمذكرة التفاهم، لكنه قال إن واشنطن مستعدة لمنح إسرائيل "أكبر تعهد بدعم عسكري من الولايات المتحدة لأي بلد في تاريخنا؛ لتثبيت دعائم شراكة أمنية لا مثيل لها حتى عام 2029".