يعاني سكان
المخيمات بريف
إدلب الغربي وريف
اللاذقية؛ من صعوبة كبيرة خلال شهر رمضان، في ظل الظروف الإنسانية والمعيشية الصعبة، وغياب أهم المستلزمات الأساسية، مع الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية، إن توفرت، وخصوصا مع انقطاع طريق المازوت بسبب المعارك في ريفي حلب الشمالي والشرقي، ما أدى إلى ارتفاع أجور النقل، ما انعكس على الحياة بشكل عام.
وقد دفع هذا الحال، كما في المناطق الأخرى في
سوريا، عددا من المنظمات الإغاثية والخيرية للعمل لتخفيف معاناة
النازحين من خلال توفير وجبات إفطار صائم، حيث يتم تقديم الطعام لسكان مخيمات النازحين بشكل يومي خلال شهر رمضان.
ويقول علي عدرة، مدير المكتب الإعلامي لمنظمة شام الإنسانية في الساحل السوري، إن المنظمة افتتحت مع أول أيام رمضان مطعما لها بالقرب من مخيمات النازحين، بين مناطق ريف إدلب الغربي ومناطق ريف اللاذقية، بهدف توفير أكثر من 1000 وجبة إفطار لتلبية حاجة ما يقارب 250 عائلة نازحة.
وأضاف لـ"
عربي21" أن المطعم يعمل أيضا على تقديم الحلويات للصائمين إلى جانب وجبات الإفطار التي يجهزها، والتي تختلف كل يوم بهدف تقديم إفطار متنوع للمدنيين بشكل مستمر.
وذكر عدرة أن المنظمة تعمل على توسيع المشروع ليشمل جميع المخيمات الموجودة بالمنطقة، وذلك بالتنسيق مع إدارة المخيمات؛ "لأن جميع النازحين بحاجة هنا إلى تقديم المساعدة والوقوف معهم، خصوصا في هذا الشهر المبارك، ولكن هذا يحتاج إلى جهد أكبر ودعم مالي أكبر، وهو ما نحاول توفيره"، بحسب قوله.
أول رمضان مع رحلة النزوح
من جانبه، يقول محمد الحجي، أحد سكان المخيمات الموجودة بريف إدلب الغربي، لـ"
عربي21": "خلال الأشهر الماضية، كان أول نزوح لي من قريتي بعد التدخل الروسي والعمليات العسكرية التي يشنها نظام الأسد على جبهات الساحل، لم أكن أتوقع أن أمضي شهر رمضان خارج منزلي".
ويتحدر الحجي من قرية الكندة بجبل الأكراد، في ريف اللاذقية، وهو يقيم الآن في مخيم البنيان المرصوص في ريف إدلب الغربي.
ويضيف: "توجهت مع أسرتي في البداية إلى مخيم بالقرب من قرية أوبين، وبقيت هناك ما يقارب الشهرين، ولكن لم تتركنا صواريخ الأسد نستقر، وتم قصف المخيم بأكثر من 30 صاروخا، ما دفعني إلى النزوح من جديد إلى هنا مع بقية العائلات".
ويوضح الحجي أن معظم سكان المخيمات الموجودة هنا هم من جبلي الأكراد والتركمان (ريف اللاذقية) الذين نزحوا عن قراهم في الأشهر الأخيرة.
وأشار محمد الحجي في حديثه لـ"
عربي21" إلى أنه لم يتمكن من أن يُخرج شيئا من منزله بالقرية، سوى بعض المستلزمات الصغيرة والتي تركها خلفه خلال نزوحه الثاني.
ويختصر الحجي حديثه عن وضعه المادي بعد قدوم شهر رمضان بالقول: "لا أملك غير رحمة ربي".
ويضيف: "لم أكن أعلم كيف كنت سأمضي هذا الشهر أنا وأسرتي في ظل هذه الظروف القاسية، وهذا الغلاء في أسعار المواد الغذائية، والمسافات البعيدة من أجل توفير ما أحتاجه.. كنت سأقطع كل يوم مسافة أكثر من 5 كيلومترات من أجل شراء ما يلزمنا من مواد للإفطار، ولا يمكنني جلب كميات كبيرة من الخضار، خصوصا لعدم توفر البرادات".
يتابع: "لكن وفرت لنا بعض المنظمات وجبات إفطار صائم، تصلنا بشكل يومي بما يكفيني أنا وعائلتي التي يبلغ عدد أفرادها سبعة أشخاص.. هذا وفر علي الكثير من المشقة والتعب بشهر رمضان".
من جهتها، قالت أم خالد، التي تقيم بمخيم خربة الجوز، قرب جسر الشغور بريف إدلب، إنه كان عليها أن تقوم بجمع الحطب في كل صباح من الجبال القريبة من المخيم من أجل طبخ الطعام لأسرتها، لعدم توفر الغاز، "ما يزيد من تعبي ومشقتي في هذا الحر".
وتضيف أم خالد التي هجرت قريتها طعوما بجبل الأكراد، لـ"
عربي21": "وجبات الإفطار التي تقدمها منظمات الإغاثة وفرت عليّ هذا الجهد".
وتعمل منظمات عدة على تقدم وجبات الإفطار للنازحين في المخيمات على الحدود السورية التركية، بتعاون مشترك فيما بينها من أجل تغطية جميع المخيمات، وتوفير وجبات الإفطار التي توزع في مخيمات ريفي إدلب واللاذقية؛ على أكثر من 80 في المئة من السكان، بالإضافة إلى قيام عدد من المنظمات بتقديم سلال غذائية وتمور للمدنيين قبل بدء شهر رمضان بأيام قليلة.