احتاجت
كرواتيا للمسة من سحر لوكا مودريتش لتفوز 1-صفر على
تركيا في افتتاح منافسات المجموعة الرابعة ببطولة أوروبا لكرة القدم المقامة في فرنسا، الأحد، لتثأر من الخسارة التي منيت بها في دور الثمانية في بطولة أوروبا 2008.
ووضع مودريتش صانع اللعب الرائع كرواتيا في المقدمة بتسديدة قوية دون أن تلمس الأرض على بعد 25 مترا عن المرمى، لترتد من الأرض أمام حارس مرمى المنتخب التركي فولكان باباجان، الذي ارتمى للتصدي لها قبل دقائق من نهاية الشوط الأول، الذي حفل بالتوتر على ملعب بارك دو برينس.
وقدم لاعب وسط ريال مدريد أداء مبهرا ونظم الصفوف بهدوء، ليعوض إهدار ركلة الترجيح الأولى أمام تركيا في دور الثمانية بنهائيات بطولة أوروبا 2008.
وقال أنتي تشاتشيتش مدرب المنتخب الكرواتي: "لوكا يستحق حقيقة أن يكون محور الحديث خاصة بعد هذا اللقاء... إنها واحدة من أفضل مبارياته مع كرواتيا. لعب بصورة جيدة حقا وكان قائدنا وسجل هدفا سحريا، وكان الهدف الوحيد."
وتصاعدت سحابة من الدخان بعد هدف مودريتش نتيجة إطلاق ألعاب نارية على ما يبدو من جزء من المدرجات المخصصة لجماهير كرواتيا، ونزل مشجع إلى أرضية الملعب للانضمام إلى احتفال اللاعبين بالأهداف قبل أن تبعده قوات الأمن، وبعدها تم إلقاء قنبلة دخان خلف مرمى كرواتيا.
وأعلنت الشرطة اعتقال عدد من الأشخاص بعد مشاجرات محدودة خارج الملعب قبل المباراة، ولكنها لم تكن بحجم المشاهد القبيحة التي وقعت خلال مباراة إنجلترا وروسيا في مرسيليا أول أمس، السبت.
مجموعة صعبة
وأبقى المنتخب الكرواتي - الأفضل فنيا - آماله في التأهل عن مجموعة صعبة، تضم إسبانيا حاملة اللقب وجمهورية التشيك اللتين تلتقيان الاثنين.
وستعاني تركيا - التي لم تتأهل لنهائيات بطولة كبرى منذ بطولة أوروبا 2008 - من صعوبات لبلوغ أدوار خروج المهزوم.
وقال فاتح تريم مدرب المنتخب التركي: "سنبذل كل ما في وسعنا لمواصلة القتال... لسوء الحظ لا نبدأ بصورة جيدة مطلقا في البطولات الكبرى."
وبدأ المنتخب التركي متوترا في المباراة الافتتاحية وحددت كرواتيا الإيقاع في ظل القوة التي قدمها مودريتش - الذي اختير أفضل لاعب في المباراة - وإيفان راكيتيتش في وسط الملعب.
وكان إيقاع المباراة سريعا، ولكن دون فرص محققة حتى أطلق لاعب وسط كرواتيا ميلان باديل تسديدة أولى باتجاه المرمى، على بعد 20 مترا لم تباغت الحارس.
وبعد ثوان هددت تركيا مرمى كرواتيا للمرة الأولى برأسية من أوزان طوفان، مستغلا عرضية جوكان جونول.
وتوقفت المباراة عدة مرات بسبب بعض المخالفات بصورة أكبر من جانب تركيا، واضطر المدافع الكرواتي فيدران تشورلوكا لخوض أغلب فترات المباراة بضمادة على رأسه، بعد أن تلقى ضربة بالمرفق من المهاجم جينك طوسون في التحام.
وبدا أن كرواتيا تمسك بزمام الأمور في الشوط الثاني، وصنعت بعض الفرص أخطرها تلك التي لعبها داريو سرنا في العارضة، مستغلا كرة ثابتة نفذها راكيتيتش.
ويعيد خوض نهائيات بطولة كبرى في فرنسا ذكريات طيبة بالنسبة لكرواتيا؛ إذ إنها بلغت قبل نهائي كأس العالم 1998 وخسرت أمام فرنسا صاحبة الضيافة، قبل أن تفوز على هولندا وتحتل المركز الثالث.