نشرت شبكات الأخبار الموالية للنظام السوري في مدينة
حمص، الخاضعة بمعظمها لسيطرة النظام، نعوات لمئة قتيل من قوات الأسد، ما بين متطوع ضمن
المليشيات، أو من مرتبات الفرق العسكرية في الجيش.
وفي تدوينة نشرتها "شبكة أخبار حي الزهراء" الموالية، عبر فيسبوك، أكدت مقتل ما يزيد عن 100 من عناصر قوات النظام من أبناء حيي المهاجرين والزهراء فقط، خلال الأيام القليلة الماضية، حيث تنتشر مجالس العزاء وبيوت "الشعر" وعشرات الصور للقتلى ضمن هذه المناطق.
وقتل هؤلاء خلال معارك مع الفصائل المقاتلة على عدة جبهات، أبرزها جبهة ريف حلب الجنوبي، التي تشهد مواجهات عنيفة بين جيش الفتح وقوات النظام التي تدعمها مليشيات عراقية وايرانية ولبنانية، وقد بات لهذه المليشيات الدور الأبرز في قيادة المعارك هناك.
وذهب سليم صقر، أحد الموالين لنظام بشار الأسد، إلى إدانة الإعلام الموالي على خلفية تكتمه المستمر على أسماء
القتلى وظروف مقتلهم، ثم إرسال الجثامين على دفعات "وبالتقسيط دون الاعتزاز بأرواحهم التي باعوها رخيصة لوطن يحترق"، بحسب وصفه.
ورد علم الدين عباس، المتطوع لدى مليشيات الدفاع الوطني، بأن "ظروف الحرب تجبر السلطات أحيانا على أن تأتي بجثث القتلى بالجملة، ومنهم مجهولو الهوية ممن قد عثر عليهم ضمن مقابر جماعية في محافظات عدة".
وأضاف عباس: "أما شهداء حمص فتقام لهم مراسم العزاء النظامية افتراضيا، حتى مع موسيقى لحن الشهيد، وهناك طاقم كامل يبدأ من المهندس رئيس مجلس محافظة حمص، وينتهي بكل المعنيين، بحيث يحضر جميعهم فيسبوكيا مراسم التشيع والدفن تقديرا لروح الشهيد، ونحن بدورنا نقدر لهم دائما هذه اللفتات الكريمة على صفحاتهم التي تزداد وتكبر"، بحسب قوله.
وتابع ساخرا: "ليس هناك أهم من أرواحنا بالنسبة للإعلام إلا برامج الطبخ والمسلسلات وحياة الفنانين والفنانات".
وبحسب مصادر موالية، فإن معظم القتلى هم من المتطوعين ضمن المجموعات الشعبية، كالدفاع الوطني وكتائب البعث واللجان الشعبية وقوات الرضا، وغيرها من التشكيلات التي شُكلت تزامنا مع ظهور الاحتجاجات السلمية في
سوريا.
وتُقاتل هذه المليشيات إلى جانب قوات النظام، حيث يتعاظم دور الأخيرة بمساندة المليشيات الشيعية الأجنبية، بتناسب يتماشى مع الضعف التدريجي والمتواصل لقوات النظام السوري، عقب الخسائر الضخمة التي لحقت بالمجندين في صفوفه خلال سنوات الحرب الخمس الفائتة، فضلا عن هجرة الآلاف من الطيف الموالي وإصابة بعض فئات الشباب بالافتقار لروح القتال بسبب انسداد الأفق، مع تصاعد الخسائر البشرية.