نشرت صحيفة "صاندي تلغراف" البريطانية تقريرا، أعده الكاتبان روبرت فيركيك وروبرت مندك، تقول فيه إن رئيس النظام السوري بشار
الأسد وضع
قائمة قتل لمئات المقاتلين في
تنظيم الدولة المولودين في الخارج.
وتذكر الصحيفة أنه في محاولة لتحسين صورته أمام الغرب، قام نظام بشار الأسد بتسليم نائبين بريطانيين ملفا يحتوي قائمة قتل أكثر من 20
بريطانيا، انضموا إلى تنظيم الدولة في العراق وسوريا.
ويقول الكاتبان إنهما اطلعا على الملف الذي قدم للنائبين أثناء زيارة لهما إلى
سوريا في الربيع، حيث تشمل القائمة 25 بريطانيا، يقول النظام إنهم يتعاونون مع تنظيم الدولة.
ويكشف التقرير عن أن من بين الـ 25 شخصا الموجودة أسماؤهم في القائمة، قتل 14 شخصا، بينهم شقيقان من برايتون قتلا على يد النظام، وكانا سافرا مع شقيق ثالث لهما إلى سوريا قبل عامين، مشيرا إلى أن القائمة تضم خمس نساء، منهن خديجة دار، التي يتهمها نظام الأسد بأنها أول امرأة غربية تنضم إلى تنظيم الدولة، بالإضافة إلى سالي جونز من مانشستر.
وتبين الصحيفة أن القائمة احتوت على أسماء شقيقين من مدينة كارديف، وشباب من مدينة بورتسموث، إلى جانب محمد إموازي المعروف باسم "الجهادي جون"، الذي ظهر في أشرطة قتل الرهائن الغربيين، رغم أن السوريين لم يكونوا يعرفون هويته في وقت إعداد القائمة، التي تشمل على أسماء 850 جهاديا، منهم مغني راب ألماني قتل في تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي.
ويلفت الكاتبان إلى أن النظام قدم شريطا دعائيا حول جهوده في مكافحة الإرهاب وتنظيم الدولة، مشيرين إلى أن رئيس شؤون الداخلية السابق في حكومة الظل للمحافظين 2010، النائب المحافظ ديفيد ديفيس، والنائب آدم هالوي، الذي رافقه في الزيارة، التقيا مسؤولين سوريين.
ويورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، نقلا عن ديفيس قوله إن القائمة خليط من خداع النفس والوهم، وتحتوي على بعض الحقائق، حيث قدمت قائمة القتل، ومعظم الأسماء الموجودة فيها معروفة للمخابرات البريطانية، مكتوبة باللغة العربية، مشيرا إلى أن شريط الفيديو احتوى على تعليق باللغة الإنجليزية، "وفيه عينة عشوائية من المجرمين الذين ارتكبوا جرائم ضد الشعب السوري".
وتلفت الصحيفة إلى أن اسم السوري عمر بكري محمد، الذي تتهمه دمشق بتشجيع الشباب البريطاني على التشدد والسفر إلى سوريا، ورد في القائمة، مشيرة إلى أن بكري المولود في سوريا هو مؤسس حركة "المهاجرين"، حيث سجن في لبنان بعد اتهامه بقضايا إرهاب.
ويعلق الكاتبان بأن توفير الملف للنائبين سيثير شكوكا حول وجود تعاون سري بين الحكومتين البريطانية والسورية في مجال الإرهاب، مستدركين بأن أستاذ دراسات الأمن والاستخبارات في جامعة باكينغهام أنتوني غليز، يقول إن "أهمية هذه هي القائمة تنبع من أنها تظهر الجهد الذي يبذله الأسد لبناء مصداقية حكومته، وفي الوقت ذاته فإنها تسبب صداعا أمنيا لكاميرون في المنطقة".
وينوه التقرير إلى مقتل عدد من الجهاديين البريطانيين في غارات جوية بريطانية وأمريكية، مثل إموازي، الذي قتل في غارة جوية أمريكية في تشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي، بالإضافة إلى رياض خان (21 عاما) من كارديف، حيث قتله الطيران الملكي البريطاني في أيلول/ سبتمبر العام الماضي، وجنيد حسين (21 عاما) من مدينة بيرمنغهام، الذي قتل في غارة جوية أمريكية.
وتفيد الصحيفة بأن الأسد قدم "قائمة الاغتيالات" إلى الوفد البريطاني؛ ليظهر الجهود التي تبذلها الحكومة السورية في مكافحة تنظيم الدولة، الذي يهدد الغرب أيضا، مبينة أن المصادر الأمنية البريطانية استبعدت وجود تعاون أمني مع نظام بشار الأسد، خاصة أن الوضع في البلاد "فوضوي جدا"، بالإضافة إلى أن القائمة لا تحتوي على معلومات دقيقة، وتبدو مربكة جدا.
وينقل الكاتبان عن ديفيس قوله عن زيارته: "ما حصلنا عليه من الحكومة هو دعاية وخداع للنفس، تم خلطهما بعدد من الحقائق القوية"، مشيرا إلى رفض الحكومة السورية الاعتراف بوجود حرب أهلية، حيث "أكدوا أنها (ليست حربا أهلية، إننا نتعرض لهجوم من المقاتلين الأجانب والدول الأعداء)، رغم أن تنظيم الدولة هو الجماعة الوحيدة التي استقطبت الجهاديين الأجانب، أما بقية الجماعات فقد كانت سورية، وكان قادتها سوريين".
ويضيف ديفيس أنه عندما ضغط على مسؤولي الحكومة، وطلب منهم توضيحات حول اتهامات التعذيب والقتل وإساءة معاملة المعتقلين على يد الجنود وقوات الأمن، "قالوا لدينا آليات لمواجهة هذا كله، لكنهم لم يقدموا لي ولو حالة واحدة تمت فيها إدانة ولو شخص واحد"، مشيرا إلى أن "اعتقال الطبيب البريطاني عباس خان وتعذيبه يؤكد أنهم لم يعدلوا من طرقهم".
ويجد التقرير أن تضمين اسم طبيب بريطاني في قائمة إرهابيين سيثير غضب الكثيرين، حيث سافر الدكتور عيسى عبد الرحمن (26 عاما) إلى سوريا قبل ظهور تنظيم الدولة وسيطرته على مناطق هناك، وقتل بقنابل هاون من جيش النظام في أيار/ مايو 2013، عندما تم ضرب المستشفى الذي كان يعمل به في محافظة إدلب، لافتا إلى أن الدكتور عبد الرحمن ترك عمله في مستشفى "رويال فري" في شمال لندن، وتطوع مع جمعية خيرية بريطانية في سوريا، وقدم مساعدات للمدنيين الذين وجدوا أنفسهم وسط الحرب بين المعارضة وقوات النظام، ودفن في بلدة أطمة القريبة من الحدود التركية، حيث ساعد في إنشاء عيادة طبية حال وصوله إلى هناك، وانتقل لاحقا للعمل في مستشفى ميداني في إدلب، حيث تعرض لهجوم بقنابل الهاون.
وتختم "صاندي تلغراف" تقريرها بالقول إنه "لا يوجد أي مبرر لتضمين اسم الدكتور عبد الرحمن في قائمة تضم أسماء مثل (الجهادي جون) وإرهابيين آخرين".