كشفت صحيفة "ميدل إيست أي"، كيف يستغل النظام
الإيراني اللاجئين وطالبي اللجوء الأفغان للزج بهم في القتال الدائر في
سوريا بين المعارضة المسلحة والنظام السوري، إذ جندت إيران منهم حوالي 20,000 من بين مليوني أفغاني يقيمون في إيران، تحت شعارات دينية، عبر إغرائهم بالفوائد الاقتصادية التي قد تسمح لهم بالاستقرار في البلاد على المدى الطويل.
وقالت الصحيفة إن النظام الإيراني يستخدم اللاجئين الأفغان وطالبي اللجوء في إيران، باعتبارهم فائضا غير مرغوب به، ليزج بهم وفق إرادته في خضم الحرب السورية.
وتابعت الصحيفة، في تقرير لها، أن إيران مارست إجراءات طويلة الأمد من أجل السيطرة على حركة اللاجئين الأفغان، إذ تم تقييد حقهم في العمل ليقتصر على العمل اليدوي فقط، ومنعوا من امتلاك العقارات وممارسة التجارة، ومنعت على أطفالهم المدارس الرسمية التي تديرها الدولة.
وأوضحت الصحيفة أن اللاجئين وطالبي اللجوء الأفغان، في ظل هذا التهميش الممنهج، يشعرون بأنهم مستبعدون سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، فاشتراكهم مع الشعب الإيراني باللغة، والعرق (الهزارة)، والدين (مسلمون شيعة)، والتاريخ، لم يسعفهم في تجاوز صعوبات الاندماج ضمن المجتمع الإيراني السائد.
وقالت الصحيفة إن الأفغان في إيران، وفي ظل التهميش والظروف القاسية، قد يلجؤون إلى اختيارات متطرفة، ما يسهل عملية تجنيدهم للقتال والموت في سوريا، حيث تدعم إيران نظام رئيس
النظام السوري بشار الأسد.
واستطردت الصحيفة أن إيران تمعن في إكراه العديد من المجندين الأفغان على الاعتقاد بأن انضمامهم للقتال إلى جانب النظام السوري هو فعل تضامن جماعي إسلامي لحماية ضريح السيدة زينب في دمشق، فيما يتبع البعض الآخر الأوامر جرّاء اليأس المطلق والعجز.
وكشفت الصحيفة أن بعض الأفغان الذين تمت استمالتهم للانضمام إلى الفرق العسكرية الإيرانية في سوريا هم من السجناء السابقين، الذين تم وعدهم بالبراءة وبالإفراج عنهم من السجن، بعد أن تم اعتقالهم بتهم تشمل تهريب المخدرات، وهي الجريمة التي يعاقب عليها بالإعدام في إيران.
ونقلت الصحيفة شهادات بعض الأفغان لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، الذين قالوا إنهم فروا مع أفراد عائلاتهم إلى اليونان، فتم ترحيلهم إلى أفغانستان جرّاء رفضهم القتال في سوريا، فيما أوضح أفغاني بالغ من العمر 17 عاما لـ"هيومن رايتس ووتش" أيضًا بأنه أُجبر على القتال دون إعطائه أي فرصة للرفض.
وكشفت الصحيفة أنه لإبداء صورة التضامن العرقي والإسلامي الشيعي، يعمد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي زيارة أسر اللاجئين الأفغان وطالبي اللجوء، الذين اعتقل أفراد أسرهم أو قتلوا في سوريا.