فيما تتصاعد حدة الأزمة بين
السعودية وإيران، تعول أسواق
النفط العالمية آمالها على اجتماع منظمة الدول المنتجة والمصدرة للنفط "
أوبك"، وسط احتمالات كبيرة بعدم التوصل إلى اتفاق.
ويلتقي وزراء نفط "أوبك" في فيينا، اليوم الخميس، وسط توقعات بزيادة حدة الخلافات بين السعودية وإيران بشأن أهداف الإنتاج.
واستقرت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الخميس، في الوقت الذي توقع فيه محللون ألا يتوصل اتفاق فيينا إلى أي جديد بشأن تجميد أو وضع سقف لإنتاح الدول الأعضاء في "أوبك".
وبحلول الساعة 0657 بتوقيت غرينتش، جرى تداول خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة عند 49.75 دولار للبرميل، بزيادة ثلاثة سنتات عن آخر تسوية. وهبط خام غرب تكساس الوسيط في العقود الآجلة ستة سنتات إلى 48.95 دولار للبرميل.
وفي الوقت الذي تحاول فيه الرياض إحياء عمل منسق أو الاتفاق على سقف رسمي لإنتاج النفط، ترفض طهران أي تعاون وتتمسك بزيادة إنتاجها حتى وصوله إلى المعدلات السابقة وربما تجاوزها.
ورغم زيادة الإنتاج في أعضاء "أوبك" في الشرق الأوسط، فقد ظل الإنتاج الكلي للمنظمة مستقرا بدرجة كبيرة في العام الحالي ويقف حاليا عند 32.5 مليون برميل يوميا بسبب اضطراب الإنتاج في دول منها نيجيريا وليبيا وفنزويلا.
وقال مصدران في منظمة "أوبك"، إنه من غير المرجح التوصل إلى اتفاق تحدد المنظمة بموجبه سقفا جديدا لإنتاج النفط في الوقت الذي تتبنى فيه
إيران موقفا متشددا.
وقال وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، إن بلاده لن تسبب صدمة في سوق النفط وإنها ستنتهج أسلوبا "ناعما" حيث تسعى للاستقرار على المدى الطويل.
وأوضح أنه سيستمع لأي اقتراح تطرحه إيران على مائدة المفاوضات في اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) اليوم.
أما وزير النفط الإيراني، بيجن زنغنه، فأكد أن منظمة البلدان المصدرة للبترول لا يمكنها السيطرة على أي شيء ما لم تحدد حصصا لإنتاج كل دولة، وأصر على أن طهران تستحق حصة مرتفعة استنادا إلى الإنتاج التاريخي.
وقال زنغنه إن حصة عادلة لإيران ينبغي أن تكون 14.5 بالمئة من إجمالي إنتاج "أوبك". وأضاف أنه يؤيد المرشح النيجيري لمنصب الأمين العام لـ"أوبك".
وقال وزير النفط النيجيري إيمانويل إيبي كاتشيكو، إنه يرى "عقلية منفتحة" في اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لكنه لا يعلم ما الذي سيسفر عنه هذا الاجتماع.
وقال كاتشيكو، إن إنتاج النفط النيجيري ارتفع إلى 1.6 مليون برميل يوميا.
وتراجع الإنتاج في نيجيريا في الشهر الماضي إلى 1.4 مليون برميل يوميا، بسبب سلسلة من الهجمات والحادث الذي وقع في مرفأ شركة إكسون موبيل لتصدير خام "كوا إيبو".
ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن نائب رئيس الوزراء أركادي دفوركوفيتش، قوله إن بلاده مستعدة لمناقشة تثبيت إنتاجها من النفط إذا اتخذت دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) موقفا موحدا بشأن هذا الموضوع.
واقترح وزير النفط الفنزويلي، إيولوخيو ديل بينو، الاتفاق على نطاق لإمدادات النفط من أعضاء "أوبك".
وأوضح أن مثل هذا النطاق يمكن أن يحل محل أي محادثات بشأن وضع سقف للإنتاج. وأضاف أن إنتاج فنزويلا من النفط الخام بلغ نحو 2.8 مليون برميل يوميا الشهر الماضي.
وقال وزير الطاقة القطري، محمد السادة، إن سوق النفط إيجابية في الوقت الحالي وتسير في اتجاه التوازن، مضيفا أن جميع الخيارات مطروحة بما في ذلك سقف جديد لإنتاج النفط الخام في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
وأضاف أن المناخ في اجتماع "أوبك" إيجابي، في إشارة إلى أسواق النفط. وقال إن السعر العادل للنفط الذي يشجع الاستثمار ينبغي أن يكون فوق الـ50 دولارا للبرميل.
وقال نائب رئيس الوزراء الليبي، موسى الكوني، إنه يعتقد أن اجتماع "أوبك" الحالي لن يتوصل لاتفاق بشأن سقف الإنتاج.
وأوضح أن بلاده لديها مؤسسة وطنية واحدة للنفط يرأسها مصطفى صنع الله.
وأشار وزير الطاقة الجزائري، صلاح خبري، إلى إنه يأمل في أن تعود منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إلى نظام سقف الإنتاج مع تحديد حصة لكل دولة.
وقال وزير النفط الكويتي بالوكالة، أنس الصالح، إن سعر 50 أو 60 دولارا لبرميل النفط يكون سعرا ملائما. فيما توقع الطاقة الإماراتي، سهيل بن محمد المزروعي، ارتفاع أسعار النفط في النصف الثاني من العام الجاري.