نشرت صحيفة "تيك تايمز" الأمريكية تقريرا تحدّثت فيه عن الدراسة التي صدرت مؤخرا عن مركز ماكس ديلبرواك الطبي في ألمانيا، والتي أظهرت أن تناول
المضادات الحيوية القوية من شأنه أن يُخلّف عدّة آثار سلبية.
وقالت الصحيفة في تقريرها، الذي ترجمته "
عربي21"، إن الباحثة سوزان وولف وزملاءها في المركز الطبي الألماني، أكدوا أن الاستخدام طويل الأمد للمضادات الحيوية قد يؤثر سلبا على وظائف وأجزاء معينة من الدماغ، خاصة تلك المتعلّقة بالذاكرة وبخلايا الدم البيضاء التي تكون بمثابة حلقة الوصل بين الجهاز المناعي والأمعاء والدماغ.
وذكرت الصحيفة أنه -وفقا للعلماء- يُمكن الحدّ من الآثار السلبية الناجمة عن استخدام المضادات الحيوية عبر القيام بالتمارين الرياضية وتناول المتممات الغذائية مثل "البروبيوتيك".
وأشارت الصحيفة إلى أنه تأكيدا للدراسة التي قامت بها وولف وفريقها، قام الفريق بتقديم المضادات الحيوية للفئران، وذلك لمعالجتهم من بكتيريا الأمعاء، حيث استطاعت هذه العقاقير بالفعل القضاء على البكتيريا، لكنّها أثرّت سلبا على أداء الفئران عند إجراء اختبارات متعلّقة بالذاكرة. كما أكّدت هذه التجربة على أن هذه المضادات الحيوية أثرت على تكوين الخلايا العصبية للفئران وعلى نمو خلايا الدماغ الجديدة.
وأضافت الصحيفة أن الباحثين اكتشفوا أيضا أن المضادات الحيوية أدّت إلى انخفاض مستويات خلايا الدم البيضاء، خاصة تلك التي تُعرف باسم "الخلية الوحيدة"، والتي توجد عادة في الدماغ والنخاع العظمي والدم.
ولمعرفة ما إذا كانت هذه الخلية هي المسؤولة عن التغيرات التي تطرأ على الذاكرة وعلى الخلايا العصبية، قام الفريق بمقارنة
صحة الفئران التي لم تتلقّ العلاج مع تلك التي تعاني من بكتيريا الأمعاء الصحية، ومن ضعف مستويات "الخلية الوحيدة" أو ما تعرف باسم "إل واي 6 شي" التي من الممكن أن يسببها العلاج بالمضادات الحيوية المصمم خصيصا لمهاجمة هذه الخلايا.
ونقلت الصحيفة أن الباحثين اكتشفوا من خلال هذه التجربة أن الفئران المصابة بضعف مستويات الخلية الواحدة عانت من المشاكل ذاتها المتعلّقة بالذاكرة وبالخلايا العصبية، وهو ما تمّ اكتشافه أيضا خلال التجربة السابقة بعدما تمت معالجتهم من بكتيريا الأمعاء.
وأفادت الصحيفة بأن الفريق وجد أنه إذا ما تمّ استبدال خلايا "إل واي 6 شي" المُعالجة بالمضادات الحيوية، فإن تكوين الخلايا العصبية للفئران، فضلا عن ذاكرتهم، سيتحسّن بشكل ملحوظ. كما أكّد فريق العلماء أنه عندما تناولت الفئران المتممات الغذائية "بروبيوتيك" ومارست الركض على العجلة، استطاعت استعادة كلّ من الخلايا العصبية والذاكرة.
وقد اكتشف فريق الباحثين أيضا أن "بروبيوتيك" على الرغم من نجاعته في استعادة وظائف الذاكرة، إلا أنه ثبُت أنه لم يكن فعالا فيما يتعلّق باستعادة البكتيريا الصحية للأمعاء.
وفي الختام، بينت الصحيفة أن وولف وزملاءها يخططون الآن لإجراء تجارب لتحديد ما إذا كان علاج "بروبيوتيك" سيُفيد الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات النفسية والعصبية.