وجهت الولايات المتحدة الأمريكية ضربة قاسية لحركة
طالبان الأفغانية، بعد تصريحها باغتيال زعيمها الملا أختر منصور، بقصف صاروخي عبر طائرة بدون طيار استهدفه داخل سيارة في
باكستان.
وتأتي الضربة الأمريكية عقب إعلان الحركة قبل أسابيع عن بدء هجوم الربيع ضد القوات الحكومية وقوات الناتو المتبقية في أفغانستان، وعدم اكتراث الحركة بدعوات الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الحكومة الأفغانية.
وعرف عن أختر منصور قيادته للهجمات الأخيرة ضد القوات الأفغانية، بعد تسلمه قيادة الحركة خلفا للملا محمد عمر الذي أعلنت الحركة وفاته في تموز/ يوليو 2015 الماضي.
ويرى مراقبون أن الملا منصور كان مسؤولا عن الاستراتيجية الهجومية الحالية لطالبان، بهدف ترسيخ سلطته التي تواجه معارضة من عدد من كوادر الحركة المستائين من العملية التي جرت لتعيينه.
وبدا مايكل أوهانلون الخبير في القضايا العسكرية في معهد بروكينغز في واشنطن، والذي شارك في كتابة مقال الجنرال بترايوس، حذرا بشأن انعكاسات مقتل الملا منصور على المعركة ضد طالبان.
وقال إن حركة "طالبان لديها من القادة عدد كبير وتتمتع بقدرة على العمل محليا بدون هرم سلطة مركزي، لذلك فإن من الأفضل أن تكون آمالنا محدودة".
وكانت الولايات المتحدة رجحت مقتل زعيم حركة طالبان الأفغانية الملا أختر منصور، في
قصف جوي استهدف موقعا تحصن به داخل باكستان.
وقال الناطق باسم "البنتاغون" بيتر كوك، إن الملا منصور استهدف بضربة جوية من طائرات بدون طيار، مشيرا إلى أنه كان "عقبة في طريق السلام والمصالحة بين حكومة أفغانستان وحركة طالبان، وكان يمنع قادة طالبان من المشاركة في المفاوضات".
وأوضح مسؤول أمريكي طلب عدم كشف اسمه بعد ذلك، أن زعيم حركة طالبان قتل في الضربة التي وافق عليه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بنفسه.
وأضاف المسؤول الأمريكي أن عددا من الطائرات المسيرة التابعة للقوات الخاصة الأمريكية، قامت بالقصف في منطقة نائية على طول الحدود بين باكستان وأفغانستان "جنوب غربي مدينة أحمد".
وتابع بأن "الغارة تمت صباح السبت"، مشيرا إلى أن الملا منصور كان على متن سيارة مع رجل آخر قتل هو الآخر "على الأرجح".
وذكر مسؤول كبير في البيت الابيض، أن الولايات المتحدة أبلغت باكستان وأفغانستان بالضربة بعيد تنفيذها.
وقال بيتر كوك، إن الملا منصور "متورط في التحضير لهجمات على منشآت في كابول وكامل أفغانستان، وكان يشكل تهديدا للمدنيين وقوات الأمن الأفغانية ولقواتنا وشركائنا".
ورجح الرئيس الأفغاني التنفيذي عبد الله عبد الله، مقتل أختر منصور في الغارة الأمريكية.
وقال عبد الله: "الليلة الماضية أبلغ مسؤولون أمريكيون الحكومة الأفغانية ذلك، ومن المرجح جدا أن يكون قُتل. فور حصولنا على معلومات أخرى سنبلغ شعبنا".
ورحب بالضربة عدد من "صقور" السياسة الخارجية الأمريكية، بينهم السيناتور جون ماكين، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي صاحب النفوذ الكبير في المجلس.
وقال ماكين في بيان: "آمل في أن تدفع هذه الضربة للمسؤول الرئيس لطالبان، الإدارة إلى مراجعة سياستها القاضية بمنع القوات الأمريكية من مهاجمة مقاتلي طالبان".
وكانت أصوات عدة في الجيش الأمريكي وفي واشنطن، طالبت في الأشهر الأخيرة بعودة الولايات المتحدة إلى المشاركة المباشرة ضد طالبان، وخصوصا عبر توجيه ضربات جوية.
وأكد الجنرال ديفيد بترايوس، القائد السابق للقوات الأمريكية في أفغانستان المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأسبوع الماضي، ضرورة السماح بضربات جوية أمريكية ومن الحلف الأطلسي.