بدأت قوات النظام صباح الأربعاء؛ بمحاولات جديدة للتقدم على تلة الراقم في محور الحدادة بجبل الأكراد بريف
اللاذقية الشمالي، في محاولة للمرة السادسة للسيطرة على التلة.
وجاء الهجوم بعد تمهيد بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة من مراصد النظام المشرفة على المنطقة، تبع ذلك اشتباكات عنيفة بين كتائب الثوار، وأبرزها حركة أحرار الشام، وقوات النظام.
وفي حديث لـ"
عربي21" أكد المسؤول الإعلامي لحركة أحرار الشام في الساحل، علي الحفاوي، أن عناصر الحركة يعملون منذ الصباح على صد محاولات التقدم لقوات النظام.
وأشار الحفاوي إلى أن قوات النظام سيطرت صباحا "على عدد من المحارس والنقاط التي كانت تحت سيطرتنا، ولكن ومنذ قليل تمكنا من استعادة جميع المناطق التي تقدمت عليها قوات الأسد، والمعارك مستمرة إلى الآن".
وذكر الحفاوي أن "النظام يحاول سحب جثث القتلى وإخلاء الجرحى، ونحن نعمل على تكثيف القصف المدفعي والصواريخ بالأسحلة الثقيلة التي نملكها على مواقع النظام في محيط تلة الحدادة وناحية كنسبا وجبل شلف، منذ الصباح لمساعدة قواتنا في صد عمليات التقدم"، وفق قوله.
ولفت الحفاوي إلى أن "النظام عمل على السيطرة على قرية كبانة وحاول التقدم باتجاهها أكثر من 20 مرة، وعند فشله في تحقيق أي تقدم فإنه يحاول الآن السيطرة على تلة الحدادة للعمل على التقدم في وسط المناطق المحررة بريف اللاذقية".
وقال: "لأن تلة الحدادة تشرف بشكل مباشر على أتستراد اللاذقية-حلب الدولي، وعلى الطريق الواصل إلى قرية كبانة، فإن لها أهمية كبيرة بالنسبة لنا ولقوات الأسد على حد سواء".
وتحدث الحفاوي عن صد ست محاولات على الأقل؛ لتقدم لقوات الأسد باتجاه هذه النقاط خلال اليومين الماضيين، تحت غطاء القصف العنيف بالأسلحة الثقلية والطيران الحربي الروسي والسوري؛ الذي نفذ الأربعاء أكثر من 15 غارة جوية على جبل وقرية الحدادة والقرى المحيطة، بالإضافة إلى تواجد الطيران المروحي في سماء المنطقة بشكل مستمر، بحسب الحفاوي.
من جهتها، استهدفت الفرقة الثانية الساحلية، التابعة للجيش الحر، مواقع قوات النظام في ناحية كنسبا وقرية عين القنطرة بصواريخ غراد، كما أن الفرقة الأولى الساحلية استهدفت قوات النظام التي تحاول التقدم على محور الحدادة بالرشاشات الثقيلة.
من جهته، رأى الناشط الإعلامي محمد الحجي؛ أن النظام يعمل على إخراج الساحل من النقاط المشتعلة على الساحة السورية، "لذلك فهو يعمل بكل قوتة للسيطرة على القرى المحررة بجبلي الأكراد والتركمان لإنهاء ملف الساحل، كونه نقطة ضغط ومصدرا مهما للثوار في استهدافهم لمواقع الأسد داخل محافظة اللاذقية والمطار الحربي الروسي (حميميم) في مدينة جبلة".
وفي المقابل، فقد قال الحجي لـ"
عربي21"، إن "الثوار عملوا بكل قوة على صد هجمات النظام على مختلف جبهات الساحل التي كان آخرها الهجمات على قرية كبانة والحداة".
يذكر أن النظام السوري، خرق اتفاق وقف إطلاق النار؛ وبدأ بعمليات كبيرة على جبهات الساحل للسيطرة على المناطق الخارجة عن سيطرته بريف اللاذقية، وهو ما لم ينجح فيه حتى الآن.
وكانت قوات الأسد، بدعم من الطيران الروسي، قد سيطرت على عدد من المناطق الاستراتيجية الخاضعة لسيطرة الثوار في ريف اللاذقية، وبينها بلدة سلمى في كانون الثاني/ يناير الماضي.