ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن مجموعة من
اليهود البريطانيين رفضت تعليقات للحاخام الأكبر لليهود في
بريطانيا إفرايم ميرفيس، التي علق فيها على الاتهامات الموجهة إلى
حزب العمال البريطاني بمعاداة
السامية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أنه في موجة الاتهامات، التي وجهت لزعامة الحزب بأنها لم تتحرك سريعا لوقف ما أسماه نقادها العداء المستشري في صفوف الحزب، فقد كتب ميرفيس في صحيفة "ديلي تلغراف" تعليقا قال فيه إن معاداة السامية التي غمرت حزب العمال قد كشفت الغطاء عن التعصب داخله.
وتنقل الصحيفة ما ورد في رسالة، موقعة من يهود، يقولون فيها: "انضم ميرفيس لحملة المزاعم التي تتسم بالإثارة عن معاداة السامية داخل حزب العمال، حيث لا تتناسب عناوين الأخبار مع الأدلة التي تدعمها، وتجاهل الحاخام ميرفيس الموضوع الأكثر خطرا، وهو العنصرية المعادية للإسلام في السياسة الانتخابية، وقرر الهجوم على حزب العمال، عبر شن حملة دفاع عن
الصهيونية، التي حولها من أيديولوجية سياسية (يمكن دعمها أو رفضها) إلى دين لا يمكن لأحد مساءلته، ونحن اليهود البريطانيين نرفض هذا جملة وتفصيلا".
ويلفت التقرير إلى أن ميرفيس هاجم الأشخاص الذين يفصلون ما بين اليهودية والصهيونية، واعتبرهم معادين للسامية، بالرغم من "أن معظم اليهود الذين ماتوا في الهولوكوست لم يبالوا بالصهيونية، وعارضها الكثيرون منهم، وفي آخر انتخابات بلدية نظمت في بولندا، التي كان يعيش فيها أكبر تجمع يهودي في أوروبا، صوّت اليهود، وبشكل ساحق، لصالح الحزب العلماني والمعادي للصهيونية (باند)، ولم يحصل الصهاينة إلا على عدد تافه من الأصوات"، كما جاء في الرسالة.
وتنوه الصحيفة إلى أن الموقعين على الرسالة تساءلوا: "هل يقوم الحاخام بتصوير ضحايا الهولوكوست بعد قتلهم باعتبارهم أعداء اليهودية، والتالي فهم معادون للسامية؟".
ويذكر التقرير أن أكثر من مئة يهودي وقعوا على الرسالة التي نشرت في صفحة البريد في الصحيفة. لافتا إلى أن روجر شافير كتب معلقا على المخاطر التي تحملها تعليقات الحاخام ميرفيس قائلا: " إن تحذيرات ميرفيس الأخيرة تحاول التاكيد من جديد أن أي راديكالي في بريطانيا يشكك في شرعية إسرائيل، أو على الأقل في موقعها الحالي، هو معاد للسامية، وقد يسمح بنقد معين للحكومة، إلا أن معاداة الصهيونية تساوي معاداة السامية".
ويضيف شافير: "في عام 1903 منحت الحكومة البريطانية الحركة الصهيونية منطقة معزولة، فيما يطلق عليها اليوم كينيا، لإقامة وطن قومي لليهود عليها، وهو عرض قسم الصهيونية إلى قسمين، فقد دعم فريق الفكرة، فيما أصر الفريق الثاني على أن الوطن اليهودي لن يقام إلا على الأرض التاريخية في فلسطين".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول شافير: "فاز المعسكر الثاني، ورفضت الفكرة، وكنت واحدا ممن ندموا على رفض الفكرة، فهل هذا يجعلني يهوديا معاديا للسامية؟".