استمرارا للأهمية التي توليها مراكز البحث
الإسرائيلية لما يجري في
سوريا منذ خمس سنوات، فقد صدرت دراسة جديدة تحلل آفاق الصراع بعد التدخل الروسي.
في هذا السياق، قال مركز أبحاث إسرائيلي رائد إن التدخل
الإيراني الروسي في سوريا "فشل فشلا ذريعا في حسم المواجهة في أي منطقة من المناطق التي يتواجد فيها عناصر المعارضة السورية المسلحة".
وفي الدراسة الصادرة عنه اليوم، ونشرها في دوريته "عدكون استراتيجي"، واطلعت عليها "
عربي21"، أكد "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي أن الروس والإيرانيين لم يفشلوا فقط في حسم المواجهة ضد الثوار، "بل إن كثافة القصف الروسي وعمق التدخل الإيراني، مع كل ما نتج عنه من خسائر فادحة في أوساط المدنيين السوريين، لم يفلحا في التأثير على دافعية قوى المعارضة السورية على مواصلة القتال ضد النظام والسعي لإسقاطه".
وشدد المركز على أن الروس يكتشفون أن المواجهة مع المعارضة السورية "عصية على الحسم"، وهو ما جعلهم "أكثر واقعية من الإيرانيين وحلفائهم في حزب الله".
وقدّر المركز، الذي يعد أهم محافل التقدير الاستراتيجي في إسرائيل، أن إرسال إيران تعزيزات "بشرية" لمؤازرة جيش النظام السوري في القتال لم تفشل فقط في تحقيق إحداث تقدم جوهري على الأرض، "بل فشلت أيضا في تحسين مستوى الدافعية لدى ضباط وجنود الجيش السوري".
وتساءل المركز عن مصير جيش النظام في حال انسحب الإيرانيون والمليشيات الشيعية وتوقف الدعم الجوي الروسي، مشيرا إلى أنه لا مستقبل للنظام بدون الدعم الروسي والإيراني.
وعدد المركز مواطن الاختلاف بين الإيرانيين والروس في كل ما يتعلق بالموقف من التدخل العسكري في سوريا، مشيرا إلى أن الروس يحاولون "توظيف تدخلهم في سوريا من أجل تحقيق مكاسب في ساحات أخرى".
وقال: "الروس معنيون بلعبة كبرى. هم يبتزون الغرب من خلال التواجد في سوريا لتقديم تنازلات في ساحات أخرى، مثل أوكرانيا".
وأشار المركز إلى أن الخلافات بين طهران وروسيا تتعاظم بشأن التصور للحل في سوريا، مشيرا إلى أن موسكو معنية بأن يتم التوصل "لحل سياسي يضمن صيانة مصالحها في الساحل السوري".
وبحسب المركز، فإن الروس مستعدون للتسليم بشرعية سيطرة القوى الإسلامية السنية على مناطق في وسط سوريا، والأكراد في شمالها.
وأوضح المركز أن الإيرانيين معنيون في المقابل بعدم السماح بأي "نفوذ سياسي وتواجد عسكري مستقبلي للقوى السنية المقاتلة في سوريا".
وتوقع المركز أن يتحوّل الخلاف الروسي الإيراني إلى أزمة حقيقية ستؤثر على مستقبل العلاقة بين طهران وموسكو.
وحذر المركز من خطورة أي حل "يشرّع احتفاظ الحركات الجهادية السنية بمناطق نفوذ داخل سوريا"، على اعتبار أنها ستستخدمها لاحقا في استهداف إسرائيل.