تحدثت مصادر إعلامية
إيرانية عن وجود انقسام وخلافات حول الملف السوري بين أنصار قائد فيلق القدس الجنرال قاسم
سليماني ووزير الخارجية جواد
ظريف.
وتأتي هذه الأنباء بعد الخسائر الفادحة التي تلقاها
الحرس الثوري في
سوريا في الفترة الأخيرة، خصوصا في بلدة خان طومان بريف حلب.
وقال موقع "إيران واير" إنه بعد الإعلان عن مقتل وأسر العديد من قوات الحرس الثوري في سوريا، انقسم أنصار الجنرال سليماني وظريف بين مؤيد للتدخل الإيراني العسكري في سوريا ورافض لذلك.
وأضاف "إيران واير" أن ارتدادات معركة حلب كانت مؤثرة جدا على الشارع الإيراني، وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت من معركة خان طومان، التي خسر فيها الحرس الثوري ما يقرب من 50 عنصرا.
ورصد "إيران واير" المواجهة التي احتدمت بين الطرفين على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال: "بدأت المواجهة بين مؤيدي التدخل العسكري والرافضين له عندما علق مهدي محمدي؛ عضو الفريق النووي الإيراني المفاوض في عهد الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد، وربط هزيمة الحرس الثوري الإيراني بالخدعة الأمريكية الروسية التي تشبه خدعة الاتفاق النووي الإيراني".
وقال مهدي محمدي مهاجما وزير الخارجية جواد ظريف، إن سقوط خان طومان في حلب بيد المعارضة إشارة واضحة بأننا خُدعنا من الروس والأمريكان، نتيجة عمليات وقف إطلاق النار في حلب.
وأضاف محمدي "لذلك ومرة أخرى نُخدع من الأمريكان والروس تحت مظلة المفاوضات، أو عمليات وقف إطلاق النار"؛ والإشارة الأولى هي للاتفاق النووي الإيراني.
وتابع محمدي قائلا: "الذي يجب أن يعلمه الجميع هو أنه لا يوجد أي حل مع الولايات المتحدة الأمريكية، والحلول هي إما أن تنتصر أو تخسر، وغير ذلك من عمليات وقف إطلاق النار أو المفاوضات، ما هي إلا كذب وخداع لا ينطلي إلا على البعض".
وبعد تعليق مهدي محمدي بدأ الهجوم على الاتفاق النووي، وقال أحد المؤيدين للتدخل العسكري، بحسب موقع "إيران واير": إن "الحفاظ على الأمن القومي الإيراني يكون عن طريق معركة خان طومان وليس الاتفاق النووي".
وعلق مؤيد آخر: "لقد أثبتت التجربة بأنه لا يمكن أن نسلم محور المقاومة وسوريا ليد جواد ظريف وعصابته النيويوركية، في إشارة إلى اللوبي الإيراني في أمريكا، وأن قاسم سليماني وحده سوف يواصل المعركة وبقوة في سوريا".
فيما رد أحد الرافضين للتدخل العسكري في سوريا قائلا: "بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدها الحرس الثوري في منطقة خان طومان بحلب، نأمل أن تعيد إيران النظر في سياستها الخارجية وتراجع مواقفها من الأزمة السورية، لنصل إلى مرحلة وقف إطلاق النار والسلام بسوريا".
وقال آخر: "هناك بعض الصحف والمواقع الإيرانية المقربة من الحرس الثوري والمحافظين، جهزت لها عناوين رنانة وعريضة تمجد الجنرال قاسم سلمياني لتقول: سليماني حرر خان طومان".
وختم موقع "إيران واير" تقريره حول المواجهة بين أنصار سليماني وظريف قائلا: "رغم أن بعض وسائل الإعلام تقول بأن معركة خان طومان تجددت مرة أخرى لاسترجاعها من سيطرة المعارضة السورية، لكن وإن تم استرجاع المنطقة على يد الحرس الثوري فستبقى المواجهة مستمرة بين سليماني وظريف من طهران حتى خان طومان".
ولاحظت "عربي21" أن حجم الخسائر الكبيرة التي تكبدها الحرس الثوري الإيراني في خان طومان وانتشار الصور ومقاطع الفيديو لأسرى وقتلى هناك، أشعل غضب الشارع الإيراني، وبدأت أصوات المنتقدين للتدخل العسكري في سوريا ترتفع.