فرضت قوات النظام السوري طوقا أمنيا على بلدة زاكية في غوطة دمشق الغربية، والخاضعة لسيطرة الثوار، حيث تمنع دخول المواد الغذائية والأدوية إليها، رغم أن البلدة من ضمن المناطق التي أبرمت
هدنة مع النظام.
وبالتزامن مع ذلك، تعرضت المدينة لقصف بالبراميل المتفجرة التي يلقيها الطيران المروحي، خلال الأيام الماضية، فيما تتساقط القذائف على البلدة، وخصوصا بالقرب من الأراضي الزراعية والطرق التي يستخدمها المزارعون للوصول إلى أراضيهم، بحسب صفحة المجلس المحلي للمدينة، على فيسبوك، التي أوضحت مصدر هذا القصف هو الفوج 137
أكد مدير المكتب الإعلامي في بلدة زاكية، عبد الله زاكية، قيام حواجز النظام السوري الذي يسيطر على المدخل الوحيد لها، وخاصة حاجز "الكبري" الذي يصلها مع العاصمة دمشق عبر مدينة "الكسوة"، بتكثيف إجراءات التضييق والتفتيش للأهالي والطلاب والموظفين لمنعهم من إدخال المواد الغذائية إلى داخل البلدة.
ونوه الناشط الإعلام إلى أن تشديد القبضة الأمنية على البلدة جاء عقب قيام النظام السوري بتعين ضابط عسكري جديد للمنطقة، حيث يسعى نظام بشار الأسد إلى استباق حصاد القمح الذي تشتهر به المدينة بالتضييق على الأهالي الذين يشكل الفلاحون منهم نسبة كبيرة، كما قال لـ"عربي21".
وأوضح أن تضييق الخناق الأخير من قبل حواجز النظام السوري يصب ضمن مشروعه الرامي للضغط على أصحاب المحاصيل الزراعي،ة وخاصة القمح بتسليمها إلى قوات النظام، مقابل تخفيف القبضة الأمنية على أبناء المدينة والنازحين إليها.
وقال عبد الله زاكية: "حالات التضييق المتزايدة خلال الأيام القليلة الماضية شملت حتى منع قوات النظام للمدنيين النازحين وأهالي البلدة، من إدخال السلال الغذائية التي استلموها من مراكز الهلال الأحمر السوري، بما فيها مادة الخبز التي باتت ممنوعة بشكل كامل من عبور حواجز قوات النظام السوري.
وقد أدت القبضة الأمنية المشددة التي فرضتها حواجز النظام السوري على ما يزيد عن 60 ألف مدني داخل المدينة، إلى تضاعف أسعار المواد الغذائية فيها إلى عدة أضعاف، وسط تسارع الأهالي لشراء الموجود من المواد الغذائية والسلع في المحلات، تحسبا لاستمرار
الحصار الذي تفرضه قوات النظام على المدينة.
وأشار الناشط إلى أن منع المواد الغذائية ومادة الخبز والخضراوات من عبور حواجز النظام السوري؛ جاء كخطوة ثانية بعد أن أقدمت الحواجز ذاتها قبل أسابيع قليلة على منع موزعي الأدوية من دخول المدينة، بسبب خروج أبنائها بمظاهرة مناوئة للنظام، فيما شملت قائمة السلع المحظورة أيضا أعلاف الحيوانات.
ومدينة زاكية، التي تبعد عن العاصمة دمشق قرابة 30 كيلومترا، كانت قد وقعت اتفاق هدنة مع النظام السوري منذ أكثر من عامين. وتضمنت بنود الهدنة عدم دخول النظام للمدينة وعدم استهدافها، وكذلك السماح بإدخال مواد الحياة كافة، وتأمين الخدمات الأساسية للمنطقة.