تستضيف اسطنبول يومي 23 و24 آيار/ مايو الجاري،
القمة الإنسانية العالمية التي تنظمها الأمم المتحدة للمرة الأولى بحضور عدد كبير من زعماء العالم، وتهدف لبحث المشاكل والحلول وسبل التنسيق في مجال
المساعدات الإنسانية.
ويأتي عقد القمة بمبادرة من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وينظمها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (UNOCHA)، وتعقد في
تركيا التي تستضيف أكبر عدد من
اللاجئين في العالم، وأنفقت منذ عام 2011، حوالي 10 مليارات دولار، من أجل اللاجئين.
ويتوقع أن يشارك في القمة حوالي 5 آلاف شخص من مختلف دول العالم، بينهم مسؤولون حكوميون، وممثلون عن العديد من الهيئات الدولية، ومنظمات المجتمع المدني، وعالم الأعمال، بالإضافة إلى مسؤولين من مناطق الأزمات.
ولم يعد النظام العالمي للمساعدات الإنسانية قادرا على إنتاج حلول فعالة للأزمات الإنسانية المعاصرة، لأسباب من بينها محدودية الموارد، واستفحال الفجوة الاقتصادية، واستمرار الحروب والنزاعات الداخلية. حيث تشكل النزاعات المسلحة حوالي 80% من الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، وهو ما يفرض تحديا كبيرا على المجتمع الدولي، يتمثل في الهجرات الجماعية، والأوبئة.
كما أن أي أزمة إنسانية تحدث في أي مكان في العالم، يمتد تأثيرها للعديد من الدول، وهو ما يخلق حاجة ماسة لتطوير مجال المساعدات الإنسانية، انطلاقا من المسؤولية العالمية والأخلاقية التي تقع على عاتق المجتمع الدولي.
وتأتي في هذا الإطار، القمة الإنسانية العالمية الأولى من نوعها، لتمنح الدول، كفرصة لتحديد المصاعب والنواقص التي يعاني منها النظام الدولي للمساعدات الإنسانية، وتطوير سياسات تتعلق بالإجراءات الواجب اتخاذها، للتعامل مع الوضع الحالي.
وستشارك تركيا، تجربتها في مجال المساعدات الإنسانية والعاجلة، مع الدول المشاركة في القمة، التي تهدف إلى وضع استراتيجيات للمساعدات الإنسانية، وسياسات فعالة للتعامل مع الحالات الطارئة.
تركيا الأكثر استضافة للاجئين في العالم
باتت تركيا دولة رائدة عالميا في مجال المساعدات الإنسانية، نتيجة النهج المختلف الذي اتبعته في هذا المجال، وأنشطتها التي حظيت بالتقدير العالمي.
فتحت تركيا ذراعيها على مدى قرون، للهاربين من الظلم في بلدانهم، وتستضيف حاليا حوالي 3 ملايين لاجئ، ممن اضطروا لترك بلادهم بسبب الحروب أو النزاعات الداخلية في المنطقة.
ووفقا للإحصاءات الرسمية، فإن 2.7 مليون من اللاجئين الذين تستضيفهم تركيا هم من السوريين. ووفقا لإحصاءات الأمم المتحدة فإن تركيا هي الدولة الأكثر استضافة للاجئين في العالم حاليا.
وحققت تركيا آداء قويا، وقدمت نموذجا يحتذى به، في مجال المساعدات الإنسانية، في السنوات الأخيرة. ويقف خلف ذلك آداء الهيئات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، وخاصة وكالة التعاون والتنسيق التركية التابعة لرئاسة الوزراء (تيكا)، وإدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، والهلال الأحمر التركي.
"المساعدات" تقترب من 4 مليارات دولار
وتقدم تيكا مساعدات إنسانية في أكثر من 140 دولة، ولديها 52 مكتب تنسيق، وهي مسؤولة عن وضع الإحصاءات، وكتابة التقارير المتعلقة بالمساعدات الإنمائية التركية، بما فيها المساعدات الإنسانية.
وفي الوقت الذي وصلت فيه قيمة المساعدات الإنمائية المقدمة عبر تيكا عام 2002، إلى 85 مليون دولار، ارتفعت قيمة تلك المساعدات إلى 3 مليارات و591 مليون دولار، عام 2014.
وزادت قيمة إجمالي المساعدات الخارجية التركية، عام 2014 بنسبة 47% مقارنة بعام 2013، لتصل إلى 6.4 مليارات دولار. وزادت المساعدات الإنمائية التركية الرسمية 42 مرة، خلال الأعوام الـ 12 الماضية.
وبلغت قيمة المساعدات التركية، إلى منطقة الشرق الأوسط 2.5 مليار دولار، وإلى منطقة القوقاز 454.4 مليون دولار، وإلى إفريقيا 383.3 مليون دولار، وإلى البلقان وشرق أوروبا 133.8 مليون دولار، وإلى الشرق الأقصى 25.5 مليون دولار، وإلى الأمريكيتين 4.5 ملايين دولار، وإلى أوقيانوسيا نصف مليون دولار.
وخصص القسم الأكبر من المساعدة الإنمائية الرسمية الثنائية لعام 2014، للمساعدات العاجلة والإنسانية، حيث بلغت قيمتها 1.7 مليار دولار، وبلغت قيمة المساعدات المقدمة إلى البلدان الأقل نموا 1.5 مليار دولار.
ووفقا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، فقد حلت تركيا عام 2014 في المركز الثاني عالميا بعد الولايات المتحدة، في مجال المساعدات الإنسانية، حيث بلغت قيمة تلك المساعدات التي قدمتها 2.42 مليار دولار، في حين حلت في المركز الأول عالميا، من حيث نسبة المساعدات للناتج القومي الإجمالي.
ووفقا للبيانات الأولية، فقد وصلت قيمة المساعدات الإنمائية الرسمية التركية، عام 2015، إلى 3 مليارات و913 مليون دولار. وشكلت المساعدات المقدمة للضيوف السوريين، القسم الأهم من هذه المساعدات.