قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، إن إماما مسلما، اتهمه رئيس الوزرء البريطاني ديفيد
كاميرون في مناقشة برلمانية، بدعم
تنظيم الدولة، طالب باعتذار سريع وحقيقي.
وينقل التقرير عن إمام المركز الإسلامي السابق في توتينغ في جنوب لندن سليمان غاني، قوله إنه فوجئ بتصريحات رئيس الوزراء، عندما قال: "هذا الرجل هو مؤيد لتنظيم الدولة"، مشيرا إلى أن هذا التصريح صدر رغم الدعوات التي تلقاها من حزب المحافظين إلى المناسبات التي كانت تعقد، وتحض المسلمين على التعاون والانضمام للحزب؛ كي يصبحوا أعضاء في المجالس المحلية.
وتلفت الصحيفة إلى أن تعليقات كاميرون حول غاني جاءت في مناقشة برلمانية، حاول فيها ربط مرشح حزب العمال لانتخابات عمدة لندن صادق خان بالتطرف، وقال موجها الكلام لزعيم الحزب جيرمي كوربين: "ربما كان العضو المبجل عن إزلينغتون مهتم لمعرفة أنه (غاني) يصف النساء بالمذعنات للرجال، ويصف المثليين وأفعالهم بأنها غير طبيعية، وجلس على المنبر ذاته مع أشخاص يطالبون بالدولة الإسلامية، ولهذا السبب باءت محاولته (كوربين) للتعامل مع معاداة السامية بالفشل الذريع؛ لأنه لم يقم بشجب من جلس على المنابر مع أشخاص كهؤلاء".
ويذكر التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أنه بعد ساعات من إخبار كاميرون جيرمي كوربين أن الرجل المقصود بالكلام هو غاني، تحدث الأخير لشبكة "سكاي نيوز"، قائلا إن الاتهامات الموجهة إليه ما هي إلا محض افتراء، ووصفها بأنها اتهامات "خرقاء".
ويؤكد غاني في بيان نشرته الصحيفة أنه لم يدعم أبدا في حياته تنظيم الدولة، مستدركا بأنه قاوم أثناء عمله أفكار التنظيم، ودعا إخوانه المسلمين إلى عدم الانجرار وراء شروره، ويقول: "لقد شجبت وبشكل علني وحشية وبربرية تنظيم الدولة"، مؤكدا أنه لا توجد مشكلة لديه مع المثلية، كما زعم كاميرون، ويقول: "لا مشكلة لي مع اختيارات الشخص".
ويورد التقرير نقلا عن غاني قوله إنه كان يمنح صوته لحزب المحافظين، مشيرا إلى أنه تلقى دعوات من مسؤولي الحزب لحضور احتفالات ومناسبة لتشجيع المسلمين على الترشح في المجالس المحلية عن الحزب، ويضيف: "لقد دهشت عندما سمعته (كاميرون) يتحدث عني، وقد دعيت إلى منبر المسلمين في حزب المحافظين؛ لتشجيع المسلمين كي يصبحوا مسؤولي مجالس محلية عن الحزب، ولهذا فهل تم تصنيفي بالشخص الذي يدعم تنظيم الدولة؟"، ويتابع غاني قائلا: "هذا أمر لا يمكنني قبوله، وأطالب باعتذار جدي وسريع".
وتفيد الصحيفة بأن غاني عد تصريحات كاميرون تشويها لسمعته ولاسمه الجيد، وذكر أنها سببت القلق له ولعائلته ولمن حوله، وأكد أنه قرر كتابة البيان لتصحيح ما ذكر عنه، حيث كرر معارضته وشجبه لتنظيم الدولة.
ويستدرك التقرير بأنه بالرغم من ذلك، فإن بعض الناس سيواصلون تصديق ما قاله كاميرون، حتى يقوم بتبرئة نفسه، عبر الوسائل القانونية، أو يحصل على اعتذار من مقدم البرامج الذي ذكر اسمه، وهو أندرو نيل في هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى قول غاني: "في ما يتعلق بتصريحات كاميرون أمام البرلمان، التي تحدث فيها عن دعمي لتنظيم الدولة، فإنه يستطيع قول هذا رغم أنه غير صحيح، معتمدا على حصانته البرلمانية"، وختم قائلا: "بات الأمر الآن في يد المحامي، وأريد مواصلته، ونقله إلى مرحلة أخرى".