تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الثلاثاء، مقطع فيديو، يحمل عنوان "
اعتقال واحد معدي جنب البوكس"، ويظهر إلقاء
قوات الأمن المصرية القبض على أحد الشباب المار بشكل عشوائي من الشارع وهو يسير في طريقه دون أن يرتكب أي ذنب سوى المرور إلى جوار سيارة (بوكس) قوات الأمن المتوقفة.
وبلغ عدد أفراد الشرطة العاملين على "البوكس" قرابة سبعة أفراد، منهم جنديا أمن مركزي مدججين بالسلاح، ويرتديان زيهما الأسود، في حين ارتدى أربعة الزي الأبيض المعروف لرجال الشرطة في مصر، وكان هناك آخر (سابع) مدني بدين، ويبدو أنه ضابط، أو عنصر أمن سري (مخبر).
وتولى هؤلاء العساكر التقاط المارة من الشارع لاعتقالهم، في حين تولى بعضهم الآخر دفعهم في السيارة دون أي حوار أو حديث مع المقبوض عليهم، ودون اعتراض قوي من الآخرين أيضا، في ظل حالة الخوف التي عادت إلى مصر مرة أخرى في الآونة الأخيرة.
وقالت صحيفة "التحرير" إنه بعد البحث عن مصدر الفيديو، تبين أن ناشره عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، هو "فاروق فاروق"، الذي يعمل "مونتير".
وأضافت أنه كشف التقاطه لمقطع الفيديو عقب فض قوات الأمن لمظاهرة ميدان المساحة بالدقي، الإثنين، ضمن فعاليات يوم 25 نيسان/ أبريل، التي دعا لها نشطاء وسياسيون للإعراب عن رفضهم لتسليم جزيرتي "تيران وصنافير" إلى السعودية.
وقد لاقى الفيديو تداولا واسعا بعد نشره، فيما أعرب مشاركوه عن فجيعتهم لمشاهدته من خلال بعض التعليقات ومنها: "إلى الله المشتكى"، و"لا يحدث إلا في مصر"، و"صدق أو لا تصدق"، و"مرورك بجوار بوكس الشرطة بمصر قد يكلفك حريتك"، و"حسبنا الله ونعم الوكيل"، و"اللهم عجل بنصرك"، و"إحنا بتوع الأتوبيس".
وقال مراقبون، إن مقطع الفيديو يوضح إلى أي مدى هي عشوائية الاعتقالات في مصر، وإن أجهزة الشرطة تعتقل أي مواطن كما لو كانت تدفع ذبابة عن أنفها، كما يوضح إلى أي مدى وصلت المظالم في مصر، وعدم شعور المواطن العادي بالأمان على نفسه.
وأشاروا إلى أنه بمجرد اعتقال هذا الشاب البطيء فإنه سيكون في حاجة إلى ثلاثة أيام على الأقل حتى تنتهي دورة مقاضاته، وإثبات أنه بريء، وخلالها لن يعرف عنه أهله شيئا، وسيكون مصيره مفتوحا على جميع الاحتمالات السيئة.
وأضافوا أنه في الوضع الأسوأ سيكون مصيره تلفيق قضايا عدة له، وأخذ أحكام ظالمة، وهو وقدره، تحت حكم رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، الذي امتن على المصريين في خطابه الأخير يوم 24 نيسان/ أبريل الجاري، بأنهم يعيشون في أمن، داعيا إياهم إلى الحفاظ عليه.