كتب خالد السليمان: منذ عقود طويلة، تحمل الرياض لقبا رمزيا أشار دوما إلى ثقل الدور السعودي في الوطن العربي، فقد سميت ببيت العرب، واليوم تكتسب هذه الصفة زخما أكبر بعد أن أصبحت الرياض المحور الأساس لمحاولة إنقاذ الوطن العربي المتشرذم والمصاب بالتفكك، وجهود تنسيق وتوحيد مواقف الدول الإسلامية في إطار يخدم قضاياها!
فالرياض بيت العرب، والمملكة قبلة المسلمين، ومن هنا كان من الطبيعي أن تتقدم
السعودية لأخذ زمام المبادرة والتحالف مع الدول العربية والإسلامية، للخروج بالأمة إلى بر الأمان، وسط العواصف التي تعصف بها من كل جانب!
وحدهم الذين يستشعرون الخطر الذي يعصف بالمنطقة يدركون أهمية المبادرة السعودية والدور الذي تلعبه للتصدي لقضايا الأمة، فالخريف العربي نجح بامتياز في إدخال المنطقة في مرحلة تفكك لم تكن المخاض الذي يسوق له دعاة الديموقراطية، فالنتيجة الحتمية لهذه الفوضى هي المزيد من التشرذم والدماء!
تراجعت قضية
فلسطين حتى أصبحت جزءا من الماضي، وبات واضحا أن الحلم الفلسطيني لم يعد حلم الجيل الحالي، فالغزو الذي انتظرناه من إسرائيل جاءنا من إيران، وكتبة دكاكين الشعارات والمتاجرين بالقضية تحولوا من دعم الضحية إلى دعم القاتل، ومن الدفاع عن العروبة إلى الرقص على الأنغام الفارسية!
إنه زمن الاعتماد على الذات وفرض الاحترام على الآخرين بمقدار ما تملك من قوة وعزيمة وقدرة على تقرير المصير، والانتقال من موقع المتفرج إلى موقع صانع الحدث!
(عن صحيفة عكاظ)