توترات السعودية وإيران تعوق اتفاق تثبيت إنتاج النفط
الدوحة- رويترز17-Apr-1605:53 PM
شارك
وزير الطاقة القطري: خلصنا إلى حاجتنا جميعا للوقت من أجل مزيد من التشاور - ا ف ب
انهار اتفاق لتثبيت إنتاج النفط بين الدول المنتجة بأوبك وخارجها، الأحد، بعد أن طالبت السعودية بأن تشارك إيران رغم مناشدات بأن تنقذ الرياض الاتفاق للمساعدة في رفع أسعار الخام.
وسيجدد ذلك مخاوف قطاع النفط من حرب على الحصة السوقية بين كبار المنتجين لا سيما بعد أن هددت الرياض بزيادة كبيرة في الإنتاج في حالة عدم التوصل إلى اتفاق.
واجتمعت نحو 18 دولة من أعضاء منظمة أوبك ومن خارجها، الأحد، في العاصمة القطرية الدوحة لإقرار اتفاق كان قيد الإعداد منذ شباط/ فبراير لتثبيت إنتاج الخام عند مستويات كانون الثاني/ يناير حتى تشرين الأول/ اكتوبر المقبل.
لكن السعودية أكبر منتج في أوبك أبلغت الحاضرين أنها ترغب في مشاركة جميع أعضاء أوبك في اتفاق التجميد بما في ذلك إيران التي غابت عن المحادثات.
وفي وقت سابق أعلنت إيران رفضها تثبيت الإنتاج سعيا لاستعادة حصتها السوقية بعد رفع العقوبات الدولية التي كانت مفروضة عليها في كانون الثاني/ يناير.
وبعد خمس ساعات من النقاشات المضنية بخصوص طريقة صياغة البيان الختامي - بما في ذلك سجالات بين السعودية وروسيا - أعلنت الوفود والوزراء عدم التوصل إلى اتفاق.
وقال وزير الطاقة القطري محمد السادة للصحفيين "خلصنا إلى حاجتنا جميعا للوقت من أجل مزيد من التشاور". وقالت عدة مصادر بأوبك إنه إذا وافقت إيران على المشاركة في تثبيت الإنتاج خلال اجتماع أوبك القادم المقرر له يوم الثاني من حزيران/ يونيو فستستأنف المحادثات مع المنتجين من خارج المنظمة.
موقف سعودي متشدد
وقد يؤدي عدم التوصل لاتفاق إلى انهيار تعافي أسعار النفط في الفترة الأخيرة.
وقال أبيشك ديشباندي محلل سوق النفط في ناتكسيس "في ظل عدم التوصل إلى اتفاق اليوم من المرجح أن تتضآل ثقة السوق في قدرة أوبك على أخذ إجراء معقول لضبط المعروض وهو ما سيدفع أسواق النفط للتراجع بالتأكيد حيث كانت توقعات التوصل إلى اتفاق من بين أسباب موجة صعود الأسعار".
وأضاف "بدون اتفاق يتأخر احتمال تحقيق التوازن بالأسواق إلى منتصف 2017. سنرى مضاربين كثيرين يتخارجون في الأسبوع القادم".
وارتفع برنت إلى حوالي 45 دولارا بزيادة 60 بالمئة عن كانون الثاني/ يناير بسبب التفاؤل بأن يخفف الاتفاق تخمة المعروض التي هوت بالأسعار من مستوى 115 دولارا منتصف 2014.
وقالت أمريتا سين من إنرجي أسبكتس إن أسعار النفط قد تنزل عن 40 دولارا، الاثنين، في رد فعل تلقائي على نتيجة الاجتماع.
وقالت "في حين أن عدم الاتفاق على التجميد اليوم لن يؤثر سلبا على التوازنات القائمة - لأن إيران هي في حقيقة الأمر البلد الوحيد الذي من المرجح أن يزيد الإنتاج زيادة كبيرة - فإن له تأثيرا سلبيا ضخما على المعنويات وبخاصة بعد كل الدعاية التي أحاطت بالصفقة".
وتأخذ السعودية موقفا متشددا من إيران عضو أوبك الوحيد الرافض للمشاركة في التجميد.
كان ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أبلغ بلومبرغ أن المملكة قد ترفع الإنتاج سريعا وأنها لن تكبح إنتاجها ما لم توافق إيران على التجميد.
والسبت قال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه إن على المنتجين من أوبك وخارجها أن يقبلوا حقيقة عودة إيران للسوق النفطية وقال "إذا ثبتت إيران إنتاجها النفطي... فلن تستفيد من رفع العقوبات".
طالبت السعودية بأن تشارك إيران في اتفاق عالمي لتجميد مستوى إنتاج النفط ما يهدد بتقويض فرص التوصل إلى اتفاق بين المنتجين من داخل أوبك وخارجها كان من المفترض أن يسهم في كبح تخمة المعروض ودعم أسعار الخام.
وكان من المقرر أن تبدأ نحو 18 دولة من أعضاء منظمة أوبك ومن خارجها صباح اليوم اجتماعا في العاصمة القطرية الدوحة لإقرار اتفاق يجري الإعداد له منذ فبراير شباط لتثبيت إنتاج الخام عند مستويات كانون الثاني/ يناير حتى تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
لكن مصادر في أوبك قالت إن الاجتماع تم تأجيله بعدما أبدت السعودية رغبتها في مشاركة جميع أعضاء أوبك في اتفاق التجميد.
وفي وقت سابق أصرت الرياض على استبعاد إيران لأن طهران رفضت تثبيت الإنتاج سعيا لاستعادة حصتها السوقية بعد رفع العقوبات الدولية التي كانت مفروضة عليها في كانون الثاني/ يناير.
وفي ظل العقبات التي تعترض الاتفاق التقى وزراء النفط مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني -الذي لعب دورا محورا في الترويج لتثبيت الإنتاج في الأشهر الأخيرة. لكن مسودة الاتفاق لم تتضمن أيا من النقاط الملزمة التي وردت في مسودة سابقة.
وجاء في المسودة الجديدة أنه ينبغي على المنتجين من داخل وخارج أوبك الاتفاق على تجميد الإنتاج عند "مستوى متفق عليه" طالما أن جميع الدول الأعضاء في أوبك وكبار المصدرين شاركوا في الاتفاق.
وذكرت مصادر أن الاجتماع بدأ في الساعة 12.30 بتوقيت جرينتش ولكن فرص التوصل لاتفاق شامل تبدو ضعيفة. وقال مصدر في أوبك "لا أعرف إذا كان يمكن وصفه بتثبيت".
وقال مصدر كبير في صناعة النفط "المشكلة الآن في التوصل لاتفاق يستثني إيران ويرضي السعودية ولا يزعج روسيا".
ومن شأن الإخفاق في إبرام اتفاق عالمي- سيكون الأول بين المنتجين من أوبك وخارجها في 15 عاما- أن يؤذن بتجدد المعركة على حصة في السوق بين كبار المنتجين ما قد يعوق التعافي الأخير في أسعار النفط.
وقال ابيشك ديشباندي محلل النفط في ناتيكسيس "إذا لم يتم التوصل لاتفاق اليوم. فإن هدف السعودية لن يكون إيران فقط. إذا لم يحدث تثبيت (للإنتاج) سيكون لذلك تأثير مباشر على أمريكا الشمالية مستقبلا وقد يكون هذا ما تود السعودية أن يحدث".
وارتفع مزيج برنت الخام لنحو 45 دولارا للبرميل بزيادة نحو 60 في المئة عن المستويات المتدنية في يناير كانون الثاني بفضل التفاؤل إزاء إبرام اتفاق يسهم في كبح تخمة المعروض التي دفعت الأسعار للهبوط من مستويات مرتفعة عند 115 دولارا للبرميل في منتصف 2014.
وتتبني السعودية موقفا متشددا تجاه إيران وهي المنتج الرئيسي الوحيد في أوبك الذي يرفض المشاركة في تجميد مستوى الإنتاج.
كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قال لوكالة بلومبرج إن المملكة يمكنها زيادة الإنتاج سريعا وإنها لن تكبح إنتاجها إلا إذا وافق كل المنتجين الرئيسيين الآخرين بما في ذلك إيران على تثبيت الإنتاج.
ونقل موقع معلومات وزارة النفط الإيرانية على الأنترنت (شانا) أمس السبت عن وزير النفط بيجن زنغنه قوله "أبلغنا بعض أعضاء أوبك ودول غير أعضاء بالمنظمة مثل روسيا بأن عليهم قبول حقيقة عودة إيران إلى سوق النفط العالمية".
وأضاف "إذا جمدت إيران إنتاجها من النفط عند مستوى فبراير فإن هذا يعني أنها لن تستفيد من رفع العقوبات".
ورغم أن الاتفاق سيكون خطوة مهمة لمنتجي النفط قالت وكالة الطاقة الدولية يوم الخميس إنه سيكون محدود الأثر على المعروض العالمي من الخام وإنه من غير المرجح أن تستعيد الأسواق توازنها قبل 2017.