أعلن عن وفاة السياسي ورجل الأعمال المصنف كأغنى رجل بالمغرب "
ميلود الشعبي"، السبت، أثناء رحلة علاجية بألمانيا عن سن يناهز 87 عاما.
ويعتبر الراحل شخصية بارزة في
المغرب، وتقدر أمواله بـ 2.9 مليار دولار، اختاره قراء يومية "لوماتان صحرا" الفرنكفونية أفضل مدير مؤسسة لسنة 2007، وسنة 2012 صنفته المجلات المختصة أغنى رجل في المغرب، متجاوزا الملك محمد السادس وعثمان بن جلون وسادس أغنى رجل أعمال في أفريقيا.
وكان الفقيد يشغل قيد حياته مديرا عاما لـ"يينا هولدين"، المجموعة
الاقتصادية المترامية الأطراف في عدة بلدان عربية كالمغرب، تونس، ليبيا، مصر والإمارات، وهو مالك سلسلة فنادق "رياض موغادور"، ومتاجر "أسواق السلام"، التي تعد أول سلسلة "سوبرماركت" بالمغرب لا تبيع المشروبات الكحولية (الخمر).
مسيرته الاقتصادية
مسيرة الفقيد تعتبر نموذجا فريدا في المغرب وخارجه، فبعد تلقيه تعليما بسيطا في طفولته بمسجد بلدته خرج لميدان العمل، تارة كراع للماعز، وتارة أخرى كعامل زراعي.
لم يكن يتجاوز عمره الخامسة عشر، وبعد أن وفر بعض المدخرات من تلك الأعمال البسيطة، وهو في الـ15 من عمره بدأ من مدينة مراكش (جنوب) وانتقل إلى مدينة القنيطرة (وسط) حيث أنشأ هناك سنة 1948 أولى شركاته، وهي عبارة عن شركة صغيرة متخصصة في أشغال البناء والإنعاش العقاري.
وجد الشعبي في مدينة القنيطرة وسطا اقتصاديا منغلقا، فمجال المال والأعمال في المغرب كان آنذاك محتكرا من قبل المعمرين الفرنسيين، وبعض التجار اليهود، وبعض الأسر المغربية العريقة. دخل الشعبي ميدان التحدي والمنافسة ونوع نشاطه واتجه نحو صناعة السيراميك عبر إطلاق شركة متخصصة سنة 1964.
وما إن توفر للشعبي ما يكفي من التجربة والترسيخ في مجال الأعمال حتى بدأ ينظر لفرص شراء شركة عصرية كبيرة، فتقرب من مجموعة "دولبو ـ ديماتيت" لصناعة وتوزيع تجهيزات الري الزراعي ومواد البناء، إلا أن عائلة "دولبو" الفرنسية التي تسيطر على رأسمال المجموعة لم تستسغ دخوله كمساهم في رأسمالها.
ورفع الشعبي راية التحدي بعدها، وأطلق شركة منافسة حطمت أسعار منتجات "دولبو ـ ديماتيت"، واستمرت "غزوات" الشعبي الاقتصادية لسنوات طويلة قبل أن ينتهي الأمر بعائلة "دولبو" إلى إعلان الهزيمة، واتخاذ قرار بيع مجموعتها الصناعية، التي كانت مشرفة على الإفلاس للشعبي نفسه، وذلك عام 1985، وشكلت هذه العملية طفرة في مسار الشعبي المهني.
مسيرته السياسية
كان الفقيد ميلود الشعبي ناشطا سياسيا حيث فاز بمقعد في مجلس النواب في الانتخابات التشريعية 2002، وفي الانتخابات
البرلمانية 2007 ، ثم في البرلمان في انتخابات سنة 2011 إلا أنه قدم استقالته سنة 2014 لعدم قدرته صحيا على متابعة أشغال البرلمان التي تتطلب حضورا يوميا للجان والجلسات البرلمانية.
أعماله الاجتماعية
تعد مؤسسة ميلود الشعبي للأعمال الاجتماعية والتضامن من المؤسسات المعروفة بأعمالها الخيرية، إذ تأسست سنة 1965 وهي تتمتع بصفة جمعية ذات المنفعة العامة بالمغرب، ولها عدة فروع في البلد وتلعب دورا مهما في تغذية وإيواء الطلاب والأطفال المتمدرسين.