شجب
المصريون نظام عبد الفتاح
السيسي في أكبر تظاهرة تشهدها مصر منذ عامين، حيث خرج الآلاف منهم وسط العاصمة القاهرة يوم الجمعة، وهتفوا بشعارات تشجب الرئيس السيسي، في احتجاحات على قرار النظام نقل سلطة إدارة جزيرتين في البحر الأحمر إلى الحكومة
السعودية.
ووصف مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" في القاهرة كريم فهيم التظاهرات بأنها الأكبر التي تنظم في مصر منذ عامين، وأنها "التحدي العام الأهم للسيسي، الذي يقوم به ناشطون مناهضون للحكومة، والذين أجبرهم قمعها للمعارضة إلى الظل".
ويعلق فهيم بأن مجرد المغامرة بالخروج إلى الشارع، وتحدي القيود المشددة على الاحتجاجات السياسية، في امتحان للسلطة التي تلجأ عادة للقوة، يشير إلى أن الناشطين تشجعوا بسبب الانتقادات الموجهة للسيسي، التي جاءت من أشد الموالين للحكومة.
ويقول الكاتب إن تجمع وسط القاهرة الحاشد، وعددا آخر من التظاهرات، جاءت ردا على نقل جزيرتين غير مأهولتين بالسكان في البحر الأحمر إلى السلطات السعودية، حيث بررت الحكومة المصرية قرارها بأنها تقوم بإعادة الجزيرتين إلى المالك السعودي، بعد أن قامت الرياض بتسليم إدارتهما لمصر عام 1950، وسط مخاوف المملكة في حينها من سيطرة إسرائيل عليهما.
ويستدرك التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن الرأي العام المصري رد في فورة من الغضب غير عادية، وانتقد السيسي باعتبار ما قدمه تنازلا للسعودية، مقابل حصوله على مساعدات مالية بمليارات الدولارات، مشيرين إلى أنه تسبب بمس الكرامة الوطنية.
وتجد الصحيفة أن النقد الذي ورد على مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام أصاب جوهر الصورة التي بناها السيسي لنفسه، باعتباره الوطني المتحمس للدفاع عن مصر ضد القوى الأجنبية الطامعة، وأجبر بالتالي الحكومة المصرية للدفاع عن قرارها.
ويشير فهيم إلى خطاب السيسي، الذي أكد فيه أن مصر لن تتخلى عن "ذرة رمل"، ولام الشعب لعدم ثقته بالقيادة العليا، وقال إن الجيش المصري لا يوجد فيه أشخاص غير وطنيين مستعدين لبيع بلدهم، ودعا المصريين إلى التوقف عن الحديث حول الموضوع، وترك أمره للبرلمان كي يبت بالأمر.
ويفيد التقرير بأن النظام المصري تعرض لهجوم؛ بسبب طريقة إدارته للاقتصاد وطريقة إدارة ملف التحقيق في مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، الذي أدى مقتله إلى توتر العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيطاليا.
وتلفت الصحيفة إلى أن تظاهرات يوم الجمعة كانت أقل من تلك التي أدت إلى الإطاحة بنظام مبارك عام 2011، وبنظام محمد مرسي بعد ذلك بعامين، حيث قامت الشرطة المصرية باحتوائها بشكل سريع، واعتقلت عددا من المشاركين.
ويرى الكاتب أن هذه التظاهرات تعد حجر أساس لمعارضي الحكومة، الذين عانوا من قمع الحكومة خلال الأعوام الماضية، والذين قالوا إن تظاهراتهم تعكس حالة الغضب المتزايد.
وينقل التقرير عن المتحدث باسم الأحزاب المعارضة خالد داوود، قوله إن التظاهرات "ليست على الجزيرتين، لكنها على أداء السيسي بشكل عام، وعلى الطريقة التي يعاملنا فيها، والقرارات الفردية، واعتقال الشباب والشابات".
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن الإخوان المسلمين، الذين عاشوا من معظم القمع الماضي، خرجوا في بعض التظاهرات.