ذكرت مصادر خاصة من داخل مخيم نيزيب للاجئين السوريين في غازي عنتاب، جنوب
تركيا، أن الإدارة التركية للمخيم قامت قبل أيام قليلة بحملات تفتيش على غالبية مساكن المخيم بهدف مصادرة الأجهزة الكهربائية المنزلية، للحد من استهلاك التيار الكهربائي، وذلك بعد الزيادة غير المسبوقة في كمية الكهرباء المستهلكة، التي طرأت مع بداية الشهر الحالي.
وعزت المصادر ذاتها، خلال حديثها لـ"
عربي21"، زيادة استهلاك الكهرباء في المخيم الذي يؤوي حوالي 11 ألف لاجئ، إلى حاجة هؤلاء "المضاعفة" لاستخدام أجهزة التبريد والتكييف مع بداية دخول فصل الصيف، وذلك بالنظر إلى صعوبة تحمل ارتفاع درجات الحرارة في المساكن (الكرفانات) غير المعزولة.
وبحسب أبي محمد، أحد سكان المخيم، فإن الإدارة التركية تقوم بمصادرة الأجهزة الكهربائية غير الضرورية، والضرورية منها مثل الطباخ، والمروحة، والفرن، والصاج الكهربائي المعد لصناعة الخبز.
ورأى أبو محمد، الذي تكتم على اسمه الصريح خوفا من غضب الإدارة، في تصرفات الإدارة هذه، "تضييقا على
اللاجئين"، وقال لـ"
عربي21": "كأن اللاجئين لا ينقصهم بعد أن صودر وطنهم منهم، إلا مصادرة حق الحياة منهم".
وأردف متسائلا: "هل عجزت تركيا الدولة التي وقفت إلى جانب السوريين في محنتهم عن تحمل الزيادة في استهلاك الكهرباء". وزاد موجها خطابه للمسؤولين الأتراك: "نحن الضيوف، ومن حقنا عليكم أن تكرموا ضيافتنا".
لكن أبا محمد في المقابل، أشار إلى مساع وصفها بـ"الجيدة"، تبذلها الإدارة للتقليل من انقطاع التيار الكهربائي عن المخيم، عبر مصادرة الأجهزة الكهربائية لتخفيف الضغط على الشبكة الكهربائية، منوها في ختام حديثه إلى ضرورة مصادرة الأجهزة الكهربائية غير الضرورية، مثل مجفف الشعر، والمكنسة الكهربائية.
ترحيل قسري على خلفية التظاهر ضد الإدارة
من جهتهم، نظم لاجئون سوريون؛ تظاهرات ووقفات احتجاجية ردا على مصادرة الإدارة للأجهزة الكهربائية الضرورية، طالبوا فيها بإعادة الأدوات المنزلية الكهربائية التي تمت مصادرتها.
وبحسب مصادر في المخيم، فإن الإدارة عمدت إلى معاقبة ست عائلات شاركت في عمليات التظاهر تلك، بالترحيل القسري إلى مخيم الإصلاحية قرب مدينة غازي عنتاب، وذلك عقابا من الإدارة لهذه العائلات.
اللاجئ السوري أحمد، رب إحدى العائلات التي تم ترحيلها من مخيم نيزيب إلى مخيم الإصلاحية، يقول لـ"
عربي21": "في تمام الخامسة صباحا من يوم 11 نيسان/ أبريل الحالي، فوجئنا وعائلتي بقرار إخلاء المسكن على الفور من قبل الإدارة، وذلك بعد مشاركتي بالمظاهرة".
ويضيف: "لقد منعونا من اصطحاب أي شيء من المعدات والألبسة، وقاموا على الفور بسحب بطاقات المول المخصصة لنا، ووضعونا في سيارات تولت نقلنا إلى مخيم الإصلاحية".
وبانفعال شديد يواصل: "لم أكن وحدي من خرج في المظاهرة، لكن كاميرات المراقبة التقطت صورتي أثناء المظاهرة، وهذا كان كفيلا بنقلي وعائلتي إلى الخيمة هنا".
وتابع: "لم أشارك في المظاهرة إلا احتجاجا على التضييق الذي يمارس من قبل الإدارة علينا، والأجهزة الكهربائية التي نقتنيها ضرورية، وخصوصا الطباخ الكهربائي الذي صادروه لي".
ويوضح أحمد أن مسكنه بات اليوم بعيدا عن ابنته المتزوجة، التي كانت تساعد أمها المريضة، في تربية إخوتها الصغار، كما قال.
ويصل تعداد اللاجئين السوريين المقيمين في
المخيمات التركية بحسب أرقام شبه رسمية، إلى قرابة الـ380 ألف نازح سوري، يتوزعون على 25 مخيما، فيما ينتشر حوالي 2.5 مليون لاجئ في بقية المدن والولايات التركية.