نشرت صحيفة ليبيراسيون الفرنسية؛ تقريرا تحدثت فيه عن ظهور الجهادي الفرنسي، فابيان كلان في إحدى مدن
فرنسا بعد مرور حوالي 10 أشهر على تبني
تنظيم الدولة هجمات 13 تشرين الثاني/نوفمبر التي استهدفت باريس.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن فابيان كلان، الجهادي البالغ من العمر 38 سنة والملقب بعُمر، كان قد سجل شريطا صوتيا تم بثه على شبكة الإنترنت، أعلن فيه تبني تنظيم الدولة هجمات باريس.
وذكرت الصحيفة أن كلان تواجد مؤخرا في مدينة تولوز الفرنسية، وقد أبلغ أحد العاملين في أحد متاجر المدينة عن تعرفه عليه، عن طريق مكالمة هاتفية أجراها عبر الرقم الأخضر، الذي وضعته وزارة الداخلية الفرنسية لكي يتمكن المواطنون من التبليغ عن أي مشتبه به.
ووفقا للعامل في المتجر، فإن كلان اشترى معدّات صوتية، وسأل عما إذا كان بإمكانه نقل هذه المعدات إلى مكان آخر. وقد تردد على المتجر ذاته في ثلاث مناسبات، وذلك في 21 و30 كانون الثاني/ يناير، و4 شباط/ فبراير 2015.
وأشارت الصحيفة إلى أن كلان أُدين بانتمائه لمنظمة إرهابية سنة 2009، ووضع تحت الإقامة الجبرية في مدينة نورماندي قبل أن يغادر إلى سوريا سنة 2015. وعندما سأله أحد العاملين في المتجر عن سبب اقتنائه لمعدات صوتية، أجاب كلان أنه يرغب فقط بتسجيل أناشيد دينية.
وأضافت الصحيفة أنه خلال شهر شباط/ فبراير سنة 2015، استملت شقيقة فابيان كلان معدات صوتية من المتجر، ويرجح أن هذه المعدات هي نفسها التي استخدمت أثناء التسجيل الصوتي للإعلان عن تبني تنظيم الدولة هجمات باريس.
ونقلت الصحيفة أن فابيان كلان وشقيقه جان ميشال، الملقب بعبد الواحد، ولدا في عائلة كاثوليكية متدينة من جزيرة "لا ريونيون" الفرنسية، وقد كان فابيان أول من اعتنق الإسلام ليجعل بعد ذلك جميع أفراد عائلته يسيرون على خطاه، ويعتنقون بدورهم الإسلام. وفور وصولهم إلى مدينة تولوز، تزوجت شقيقته من شاب يدعى محمد، وهو أحد السكان المحليين وعُرف بتشدده وتشبثه بمعتقداته السلفية.
أما فابيان فقد أصبح إماما لمسجد"بالفونتين"، في أحد أحياء تولوز، حيث اعتُبر الأنسب لهذا المنصب نظرا لأنه كان اجتماعيا، ومثقفا، ومترجما للقرآن الكريم. وقد كان آنذاك السبب في اعتناق حوالي 20 شخصا للإسلام. ثم أسس كل من فابيان وشقيقه مشروعا صغيرا تمثل في بيع الكتب والسلع الدينية في الأسواق.
وأفادت الصحيفة أنه بحلول سنة 2013، تردد الأخوان كلان على بلجيكا بهدف اقتناء الكتب الدينية وإجراء اتصالات مع التنظيمات الإسلامية الموجودة في البلاد، ليتعرفوا هناك على أحد أعضاء الإخوان المسلمين، ويدعى أوليفيه كوريل، وهو من أصل سوري، وكان أحد اللاجئين في إقليم أرييج الفرنسي.
وبين سنتي 2006 و2009، أشرف أوليفييه كوريل على ذهاب الأخوين كلان، اللذين تأثرا به وتتلمذا على يديه، إلى مصر.
وفي سنة 2009، حُكم على فابيان بالسجن لمدّة خمس سنوات بتهمة تجنيد مقاتلين في فرنسا وإرسالهم إلى العراق. وفور خروجه من السجن، أدرجت السلطات الفرنسية اسمه ضمن قائمة المتشددين دينيا ووضعته تحت الإقامة الجبرية.
وذكرت الصحيفة أن كلا من وليد وصبري الصيد، المقربين من محمّد مراح، أحد منفّذي الهجمات التي استهدفت تولوز، كانا من "تلاميذ" فابيان كلان. ووفقا لمعلومات خاصة بالصحيفة، فإن الأخوين الصيد لقيا حتفهما في سوريا أو العراق بعد أن التحقا في أواخر شهر تشرين الثاني/ نوفمبر سنة 2014 بصفوف تنظيم الدولة رفقة جان ميشال.
وبينت الصحيفة أن ظهور الأخوين كلان بعد اختفائهما عن الأنظار لحوالي سنة كاملة، ليعلنا عن تبني تنظيم الدولة الهجمات التي استهدفت باريس، جعل منهما الهدف الرئيسي لقوات التحالف، خاصة وأن آخر ظهور لفابيان يعود إلى 21 كانون الثاني/ يناير 2016، عبر بيان صوتي باللغة الفرنسية صادر عن تنظيم الدولة.