غاب عنوان "أزمة دبلوماسية" بين
الجزائر وباريس، بسبب رفض السلطات الجزائرية، منح تأشيرة الدخول إلى الجزائر لصحافيين فرنسيين كانوا مكلفين بتغطية زيارة الوزير الأول
مانويل فالس إلى الجزائر، ووقع البلدان 36 اتفاقية، وهو رقم أكبر بكثير من التوقعات التي ساقها مراقبون بالجزائر.
وقال مانويل فالس، الوزير الأول الفرنسي، خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الجزائري
عبد المالك سلال، بالعاصمة الجزائر، الأحد :"لقد كان قرارا من السلطات الجزائرية لا جدال فيه والرسائل قد وصلت، وأنا أبدي احتراما للأسباب التي قدمها عبد المالك سلال، وإن كنت قد عبّرت له الأربعاء الماضي عن تأسفي من القرار. لكن الآن ينبغي لنا أن ننظر إلى المستقبل ولا ندع أي شيء يعرقل العلاقات الاستثنائية التي تربط الجزائر وفرنسا".
ورفضت السلطات الجزائرية، منح تأشيرات الدخول لصحافيين فرنسيين، يشتغلون بصحيفة "لوموند" الشهيرة وصحيفة " لو بوتي جورنال"، احتجاجا على تضمينهما صورة الرئيس بوتفليقة بتقارير تتحدث عن أوراق بنما، وتورط وزير الصناعة الجزائري، عبد السلام بوشوارب، بتأسيس شركة "أوفشور" بسويسرا وتحويله 700 ألف يورو بطريقة غير شرعية.
وقاطعت عديد وسائل الإعلام الفرنسية، زيارة فالس إلى الجزائر، وبدت مقاعد مخصصة لصحافيين فرنسيين شاغرة بمقر انعقاد المؤتمر الصحفي، الأحد.
و أفاد الوزير الأول الجزائري، عبد المالك سلال، أن "الحملة التي استهدفت مؤسسة الرئاسة والرئيس عبد العزيز بوتفليقة، من طرف صحيفة "لوموند" الفرنسية يُمكن أن يولد نوعا من الكراهية، لأنه يمس رمزا من رموز الدولة". ودافع سلال عن قرار رفض منح تأشيرة لصحافي "لوموند" لمرافقة الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس، في زيارته للجزائر.
وقال سلال إن "القرار كان ضد الصحيفة وليس الصحافيين، والجزائر تحترم حرية التعبير وهي حاليا من الدول القليلة التي تحميها دستوريا".
ولم تتأثر زيارة فالس إلى الجزائر، بـ"أزمة التأشيرات" وعكس توقعات بفشل الزيارة، وقع الطرفان 36 اتفاقية في شتى القطاعات، وقال فالس" إن ما حدث أصغر بكثير من أن يمس العلاقات بين البلدين".
وهناك من ربط الموقف الفرنسي"الرخو" من أزمة التأشيرات، بـ"حاجة فرنسا للجالية الجزائرية في البلاد، بالإنتخابات الرئاسية المتوقعة العام 2017 المقبل. ويتجاوز عدد أفراد الجالية الجزائرية بفرنسا أربعة ملايين.
وقال حميد قومراسة، الإعلامي الجزائري، المختص بالعلاقات الجزائرية الفرنسية، في تصريح لـ"
عربي21"، الأحد "إن ما حدث للصحافيين الفرنسيين من طرف السلطات الجزائرية، يعتبر خرقا لحرية الصحافة ، التي تتعامل بحساسية كبيرة مع كل ما يكتب عن صحة بوتفليقة خاصة إذا كان من فرنسا".
ويواصل قومراسة "الغريب أن أسرار الملف الطبي للرئيس موجود عند الفرنسيين، فلماذا تتذمر الحكومة عندما يهتم الإعلام الفرنسي بتطورات صحة الرئيس؟!".
ويرى المتحدث أن مقاطعة الصحافيين الفرنسيين لزيارة فالس إلى الجزائر "لم تؤثر على الزيارة، ولكن رمزيا عندها دلالتها بدليل أن المقاطعة كانت ضمن محادثات فالس مع سلال".
وقال عبر وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك أيرو، الأحد، عن "أسفه" لما أسماه "مساسا بحرية الصحافة"، بعد رفض السلطات الجزائرية منح تأشيرة دخول لصحافي من جريدة "لوموند"، ولفريق برنامج ساخر بـ"كنال بلوس".
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أمس عن أيرو، الذي يتواجد باليابان، قوله :"بالنسبة إلينا يبقى التعدي على حرية الصحافي، دائما، شيئا دراميا"، وكان أيرو يتحدث على هامش اجتماع وزراء خارجية "مجموعة 7".
وأشار أيرو بالتقرير الذي ترجمته صحيفة "
عربي21"، الأحد، إلى أن الشعور بالأسف حيال القضية، من جانب السلطات الفرنسية، تم نقله إلى المسؤولين الجزائريين من طرف مانويل فالس.
لكن رئيس الدبلوماسية الفرنسية قلل من شأن القضية، وقال إنه "من المهم التبادل مع الجزائر التي يربطنا بها اتفاق ذو أهمية كبيرة، ينبغي تطويره". وأضاف:"في بعض الأحيان تطرأ خلافات كما هو الحال، ولكن من الضروري البحث عن حلول".