أبدى نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي دهشتهم من عدم اقتراب "
وثائق بنما"، (التي كشفت فساد عائلة مبارك، وعددا من رؤساء الدول العربية)، من كل من رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، ووزير الدفاع والرئيس الأسبق للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، محمد حسين طنطاوي، وأعضاء المجلس الآخرين، رغم أنهم من أركان فساد نظام مبارك، لكن أسماءهم لم ترد في الوثائق كما حدث بالنسبة لآخرين.
وأبدى نشطاء اندهاشهم كذلك من أن وثائق بنما أظهرت أشياء، وأخفت أكثر منها.
أيمن نور: أموال الخليج للسيسي لم تظهر
وألمح المعارض المصري رئيس حزب "غد الثورة"، أيمن نور، إلى ذلك فقال في حسابه عبر "فيسبوك": "بالأمس - فقط - كشفت وثائق بنما تهريب أموال "مجهولة" لصالح أسرة مبارك.. ترى متى نعرف مصير مليارات "معلومة" وردت من الخليج ولم تظهر في الموازنة العامة؟".
ونقلت شبكة "رصد" عن "نور" قوله "إن جريمة الفساد لا تسقط بالتقادم حتى لو عجزت الأدلة، ويبقى لدينا تساؤل في مصر: هذه الأموال التي خرجت، وكانت مجهولة تفرض تساؤلا لدينا ماذا عن الأموال المعلومة التي دخلت عبر الخليج والتي تجاوزت 50 مليار دولار ولم نرها في الموازنة، وحسابات البنك المركزي".
وتساءل نور: "أين ذهبت هذه الأموال، وما حقيقة ما أنفق منها على الشعب، وما خرج على حسابات خارجية؟".
وأكد أن "الأيام ستكشف حقائق أكثر مرارة من تلك الحقائق التي كشفت عنها وثائق مبارك، ويوما ما سيكون حساب هؤلاء عسيرا من الشعب المصري، سواء ظلوا في الحكم أو غادروا".
وائل غنيم: هل ستحمل مفاجآت لم نعرفها؟
وعلق الناشط السياسي وائل غنيم، على الوثائق، متسائلا: "هل ستحمل لنا هذه الوثائق أي مفاجآت لم نعد نعرفها بالفعل عن حكام العرب؟".
محسوب: ما يجري الآن أفدح
من جهته، قال وزير الدولة للشؤون النيابية الأسبق، محمد محسوب: "ما أكدته وثائق بنما من تهريب أموال شعبنا نشرته تفصيلا مجموعتنا الشعبية لاسترداد ثروة الشعب خلال عامي 11-2012.. وما يجري الآن أفدح".
سيف الدولة: ماذا وراء التسريب؟
ومن جهته، تحفظ الباحث المتخصص في الشأن القومي العربي، محمد عصمت سيف الدولة، على تسريبات وثائق بنما، مؤكدا أن هناك علامات استفهام كثيرة تحيط بهذا النوع من المعلومات، مثل: ما الجهة التي سربتها؟ وما مصلحتها؟ ولماذا الآن؟ وكيف نتأكد من صحتها؟
وتابع "سيف الدولة": "هذه النقطة في غاية الأهمية؛ لأنه حين يتم إغراق الإعلام بطوفان من المعلومات والتسريبات غير الموثقة والمستعصية على الإثبات، فإنها تصنع حالة من الريبة والشك الدائم لدى الرأي العام في كل شيء، ولا نزال نتذكر سيل الروايات التي انطلقت بعد الثورة عن ثروة مبارك المهربة، والتي انتهت إلى لا شيء مما تسبب في إحباط الناس، وتحول حماسهم الثوري بعد فترة إلى حالة من اللامبالاة المصحوبة بالسخرية والاستخفاف بكل شيء".
وأضاف "سيف الدولة" أن حكاوي الفساد التي يتم الكشف عنها كل فترة، وآخرها ما أعلن عنه هشام جنينة قبل أن تتم إقالته، أو قضية الفساد الشهيرة في وزارة الداخلية، ليست سوى نقطة في بحر، وهي معلومة للجميع بدون احتياج إلى التسريبات، إنها واقع يعيشه كل مصري يوميا، حين يتعامل مع أي مؤسسة أو موظف صغير أو كبير في الدولة، كله بثمنه، في الاقتصاد والسياسة والانتخابات والإعلام، ولا عزاء للثورة والثوار.
مصريون ستظهر أسماؤهم تباعا
إلى ذلك، قال الصحفي المصري المشارك في كشف وثائق بنما، هشام علام، إن هناك شخصيات عامة ورجال أعمال وسياسيين بارزين مصريين ضمن الوثائق، لم يتم الكشف عنها حتى الآن.
وأضاف علام في تصريحات صحفية، الاثنين، أنه سيتم إعلان باقي الأسماء تباعا.
جمال عيد: مصر حكمها لص حقير
وهاجم مدير الشبكة العربية لمعلومات الإنسان، الناشط السياسي جمال عيد، الاثنين، الرئيس المخلوع حسني مبارك، ونجله جمال.
وقال عيد في تغريدة له بموقع التدوينات القصيرة "تويتر": "مبارك مهرب فلوس لسويسرا، ولص قصور رئاسية، ووثائق بنما الجديدة"، مضيفا: "مصر كان يحكمها لص حقير".
وتابع عيد: "أضحك بشدة وأنا أتخيل المقربين من مبارك ولحظة إعلان فسادهم، وكيف تتخبط ركبهم، وكيف ينتظرون؟".
وسخر عيد من علاء مبارك، في تغريدة أخرى، قائلا: "زمان علاء، أحب يفتح شقة 6 أكتوبر على شقة العبور، طلع أنه حيفتح شقة 6 أكتوبر على بنما".
رموز نظام مبارك الواردة أسماؤهم
وكانت "تسريبات بنما"، كشفت عن وثيقة أصدرتها لجنة الخدمات المالية للشركة العملاقة "بريتيش فيرجين أيلاند" في عام 2011 تؤكد فيها تجميد أصول وأموال عدد من شخصيات نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، وبعض أفراد أسرته، بموجب قرار اتخذه الاتحاد الأوروبي في آذار/ مارس 2011 بعد الإطاحة بمبارك.
وتشرح الوثيقة أسباب تجميد أصول وحسابات تلك الشخصيات، نظرا لاتهامهم في قضايا فساد واختلاس من الميزانية العامة للدولة المصرية، ما عرقل مسيرة الديمقراطية، وجرد الشعب المصري من فوائد التنمية.
وتشمل الوثيقة اسم الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك وزوجته سوزان مبارك، ونجله علاء وزوجته هايدي راسخ، ونجله الثاني جمال وزوجته خديجة الجمال.
كما شملت القائمة عددا من شخصيات نظام مبارك وأبرزهم: رجل الأعمال أحمد عز، وزوجاته عبلة محمد فوزي، وخديجة أحمد أحمد، وشاهيناز النجار.
وضمت القائمة كذلك وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، وزوجته إلهام سيد سالم شرشر، ووزير الإسكان في عهد الرئيس مبارك أحمد المغربي، وزوجته نجلاء الجزايرلي، ووزير التجارة والصناعة رشيد محمد رشيد وزوجته هانيا محمود عبد الرحمن، ووزير السياحة محمد زهير جرانة وزوجته جايلان شوكت حسني، ونجله أمير محمد زهير جرانة.
وكشف تحقيق استقصائي ضخم، شاركت فيه أكثر من 100 مؤسسة صحفية، عن جرائم التهرب الضريبي، والتورط في قضايا فساد حول العالم تتعدى المليارات.
وبحسب التحقيق، فإن هناك العشرات من الشخصيات المعروفة، تضم رؤساء دول ورؤساء وزارات، وردت أسماؤهم في تلك القضية أبرزهم نجل الرئيس المصري الأسبق جمال مبارك، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأمير قطر، حمد بن خليفة آل ثاني، وملك السعودية، سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.