أرجعت تقارير صحفية تدهور صحة رئيس ائتلاف "دعم مصر"، ظهير رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، في "مجلس نواب ما بعد الانقلاب"، اللواء سامح سيف اليزل، إلى إصابته بمرض سرطان الدم "اللوكيميا".
وذكرت التقارير أنه تم نقل "اليزل" أخيرا، للعلاج في مركز طبي تابع للقوات المسلحة، في غرفة العناية المركزة، كما تم وضعه على الأجهزة الطبية، موضحة أنه ظل يواظب على حضور جلسات لتلقي العلاج الكيماوي، في الفترة الأخيرة.
وقالت مصادر، إن الأطباء منعوا عنه الزيارة، وإن زوجته ترد على هاتفه، وإن عددا من أعضاء مجلس النواب وقيادات ائتلاف "دعم مصر" حاولوا الاتصال به، دون جدوى، في ظل حرص نواب
الائتلاف، القريبين منه، على إحاطة حالته الصحية بالسرية، وعدم الإفصاح عنها لنواب المجلس، بحسب صحيفة "المصري اليوم".
وأوضحت المصادر أن تدهور حالة "سيف اليزل" الصحية، هو الذي منعه من حضور جلسة إلقاء شريف إسماعيل، لبيان الحكومة أمام البرلمان يوم 27 آذار/ مارس الماضي، ومنعه أيضا من حضور الجلسات الخاصة بمناقشة اللائحة الداخلية للبرلمان، الأسبوع الماضي، ما دفع أسامة هيكل، نائب رئيس الائتلاف، وطاهر أبو زيد، أمينه العام، واللواء سعد الجمال، عضو مكتبه السياسي، إلى إدارة شؤونه.
وقال مصدر آخر - فيما نقلته عنه صحيفة "الشروق" - إن اليزل لم يشارك أيضا في آخر أربعة اجتماعات عقدها المكتب السياسي، وقيادت الائتلاف، لمناقشة وثيقة النظام الأساسي للائتلاف، التي تسببت في زيادة وتيرة الغضب لدى أغلبية الأعضاء بسبب الصلاحيات المطلقة، التي وضعت لرئيس الائتلاف في الوثيقة، وخروج عدد من الأعضاء ينتقدون صلاحيات اليزل في الوثيقة الجديدة، وعدم وجود ما ينص داخلها على محاسبته إذا أخل بواجباته، في الوقت الذي تضمنت محاسبة أعضاء الائتلاف في حالة إخلالهم بواجباتهم.
ومن جهتها، كشفت صحيفة "النبأ" أن "اليزل" سافر إلى أمريكا، قبل شهور، وأعلن بعض أعضاء قائمته الانتخابية، أنه ذهب لإجراء فحوصات عادية، ولم يصب بأية أمراض، ولكن بعض المقيمين في الولايات المتحدة، وأبرزهم العقيد عمر عفيفي، كشفوا تواجده بأحد المستشفيات هناك، ونقلوا أن الأطباء أكدوا إصابته بمرض تبين لاحقا أنه سرطان الدم.
وأشارت الصحيفة إلى بقاء "اليزل" في الولايات المتحدة لمدة خمسة أشهر كاملة للتداوي، واختفائه من الظهور الإعلامي بشكل كامل، وعندما عاد تم التقاط صور له تكشف تغير ملامحه بشكل كبير، وتساقط شعره، وحدوث تغيير كبير في شكله، بسبب سرطان الدم، الذي أصيب به في أوائل عام 2015، والعلاجات الكيماوية التي تعرض لها.
من هو "سامح سيف اليزل"؟
واللواء "سامح سيف اليزل"، يبلغ من العمر سبعين عاما، وهو من مواليد عام 1946، وهو الرئيس السابق للفرع الإقليمي لشركة "جي فور إس G4 Securecore " البريطانية الأصل متعددة الجنسيات في مجال الخدمات الأمنية.
وصرح بعد سنة من حكم الرئيس محمد مرسي ثم قيام مظاهرات 30 يونيو 2013 بأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة تعمد تمويل قوى سياسية، وإطالة الفترة الانتقالية لتدمير شعبية الإخوان المسلمين.
كما قال في برنامج على قناة "سي. بي. سي" الفضائية، إن القوات المسلحة مولت أحزابا كثيرة لمواجهة الإخوان المسلمين في أول انتخابات تشريعية، بعد الثورة، التي جرت عام 2012.
وتخرج في الكلية الحربية عام 1965، وكان ضابطا في الحرس الجمهوري المصري ثم بالمخابرات الحربية المصرية حتى رتبة مقدم ثم خدم بعد ذلك في المخابرات العامة المصرية حتى رتبة لواء، وعمل في سفارة مصر لدى
كوريا الشمالية، ورأس مركز الجمهورية للدراسات والأبحاث السياسية والأمنية.
وظل "اليزل" يظهر كمعلق على الأمور الخاصة بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة منذ ثورة 25 يناير، في برامج عدة لشرح وتوضيح أحداث مصر خصوصا ما يتعلق منها بالمجال العسكري، وأيد ترشح اللواء عمر سليمان للرئاسة، وتحدث دوما دفاعا عن نيات المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
وبعد الانقلاب العسكري، تولى تشكيل قائمة "في حب مصر"، التي وقفت وراءها المخابرات المصرية، بهدف السيطرة على البرلمان المقبل، حيث خاضت الانتخابات، وحسمت غالبية مقاعدها لمصلحتها، وعقب تشكيل البرلمان تعاون مع عدد من النواب الآخرين في تشكيل "ائتلاف دعم مصر"، وتولى موقع منسقه العام قبل أن يختاره الأعضاء في وقت لاحق رئيسا للائتلاف.