لم يفوت
المصريون الفرصة، كعادتهم، وسخروا من
اختطاف طائرة مصر للطيران، وربطوا بتعليقات طريفة على مواقع التواصل الاجتماعي بين الحادث وبين الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتردية في بلادهم.
وكانت الطائرة المتجهة من مطار برج العرب في الإسكندرية إلى
القاهرة قد تعرضت للاختطاف بعدما هدد أحد الركاب بتفجيرها بحزام ناسف يرتديه، وطلب من قائدها الهبوط في مطار لارناكا بجزيرة
قبرص.
وأبدى كثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، غبطتهم للركاب الذين تعرضوا للاختطاف والهبوط بالطائرة في قبرص، قائلين إن الله اختارهم للإفلات من الحياة الصعبة في مصر.
ولاد المحظوظة
وكتب محمد الصيفى يقول: "ولاد المحظوظة كانوا رايحين القاهرة وفجأة بقوا في قبرص".
وقالت هالة أحمد: "الناس اللي أتخطفت بيهم الطيارة دول نيتهم صافية والله".
وتهكم المطرب محمد الصنهاوي، قائلا: "أنت متخيل حظ واحد مصري مسافر من الإسكندرية للقاهرة فيلاقي نفسه مخطوف وفي قبرص؟! دي دعوة أم في ساعة إجابة".
ونشرت صفحة "السياسي" على "فيسبوك" صورة من فيلم "الطريق إلى إيلات"، تعبر عن سعادة ركاب الطائرة المخطوفة بالخروج من مصر والأجواء المصرية، وفيها يهنئ الركاب بعضهم البعض بعد الهبوط في قبرص.
وقال عبد الله سعيد: "الركاب كل ما يحاولوا يقاوموا، الخاطف كان بيهددهم بالرجوع مرة تانية للقاهرة".
وكتب الصحفي عمرو فراج، اقتراحا للشباب المصريين يقول فيه: "طيب خلونا نفكر بشكل عملي.. إيه رأيكم يا شباب تحجزوا طيران داخلي كمجموعة مثلا 20 واحد، وتعملوا هيصة في الطيارة وتمثيلية وتطلبوا إنها تنزل في قبرص برضه وتاخدوا لجوء هناك، بس ركزوا إنها تنزل في قبرص اليونانية مش التركية علشان ما تلبسوش في الحيط.. لو عملتوا كده كل أسبوع مثلا صدقوني هايبقى موضوع ممتاز ليكم ولأصدقائكم كلهم".
وقال محمد الصاوي: "موضوع خطف الطيارة ده مش مستحمل هزار.. تخيل رعب الركاب لما عرفوا إن فيه طيارة تانية جاية تاخدهم عشان ترجعهم مصر".
شاهد مشفش حاجة
وعقد وزير الطيران المدني "شريف فتحي"، مؤتمرا صحفيًا حول حادث اختطاف طائرة مصر للطيران، لكنه رفض الإجابة عن معظم الأسئلة التي وجهها إليه الصحفيون، واكتفى بالتأكيد أن المفاوضات مع مختطف الطائرة أسفرت عن إطلاق سراح جميع الركاب باستثناء أفراد الطاقم بالإضافة إلى أربعة ركاب أجانب.
ورفض الوزير الإفصاح عن أي معلومات حول هوية الخاطف أو جنسيات الركاب المحتجزين على متن الطائرة، كما أنه رفض تأكيد ما إذا كان الخاطف يرتدي حزاما ناسفا أم لا.
وسخر النشطاء من الأداء السيئ للوزير في المؤتمر الصحفي، فقال الصحفي أحمد البهنساوي: "وزير الطيران شاهد مشفش حاجة.. عامل مؤتمر بخصوص خطف الطائرة علشان يطلع يقول لسه منعرفش، هنشوف، بنبحث، وفي الآخر هيقرروا غلق ميدان التحرير".
أما إسلام حسن فقال: "وزير الطيران المدني في المؤتمر الصحفي بيقول معرفش، عندي معلومة لكن مش هاقول، معرفش حاجة، صعب أتكلم دلوقتي، الموضوع مع الأمن، سيبوا الناس تشتغل واهدوا شوية، أومال إنت عامل مؤتمر صحفي ليه يا بني آدم؟".
وانتقد الناشط الحقوقي جمال عيد، ضعف التغطية من وسائل الإعلام المصرية واعتمادها على القنوات الإخبارية العربية والأجنبية، قائلا: "الخلاصة لما تحب تعرف أخبار مصر كلم (بي بي سي أو دويتش فيله أو فرنسا 24)".
إلا البكيني
وأعرب كثير من النشطاء عن دهشتهم لعدم اتهام السلطات المصرية، كما اعتادت دائما، للإخوان بالمسؤولية عن هذا الحادث حتى الآن، فقال أحمد السيد: "في حاجة غريبة أوي بتحصل.. لسه حتى الآن لم يعلنوا أن خاطف الطائرة المصرية هو أحد الإخوان الإرهابيين".
ولمح أحمد حربية إلى عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب، قائلا: "متزعلوش من اللي خطف طيارة علشان يوصل رسالة لطليقته.. أنا عارف واحد خطف بلد بحالها علشان يوصل رسالة للعيال اللي كانوا بيضربوه وهو صغير".
وسخر وليد السيد من تردي الأوضاع الأمنية في مصر قائلا: "عندنا طيارات بتنفجر وطيارات بتتخطف وعندنا قصف بالطيارات للسياح وفيه كمان تعذيب وقتل للسياح، تخيلوا كان ممكن السياحة يجرى لها إيه لو كان مرسي منع الخمور ولا البكيني؟".
مينفعش ترحّل السيسي؟
وقال آدم ياسين: "مينفعش الخاطف يطالب بترحيل عبد الفتاح وحش الجمالية (في إشارة للسيسي) مقابل تسليم الرهائن؟".
وكتب حساب يحمل اسم "الهرم أوفيشيال" يقول: "نداء عاجل من مصر للطيران.. على جميع أهالي الناس المخطوفة انتظارهم في المطار لدفع فرق التذكرة".
أما إسراء سعيد، فقالت: "هو الراجل كان عاوز يطلع على تركيا.. وف الآخر قالوله مترخمش بقى انزل قبرص وخد ميكروباص من هناك.. يلا في أمان الله يا برنس".
وبعد انتهاء الأزمة وتسليم الخاطف نفسه، قال الطبيب النفسي أحمد عبد الله: "مختطف الطائرة المصرية: مكانش قصدي أضرب السياحة أكثر ما هي مضروبة.. وغرضي كان إعطاء المصريين مادة للألش (السخرية) يقضوا بيها لحد آخر الشهر.. اللي مش عاوز يخلص ده!".