أبلغت
قناة الجزيرة الفضائية موظفيها رسميا الأحد، بأنها بصدد إنهاء خدمات نحو 500 من الموظفين خلال الفترة القادمة، وذلك نتيجة لعملية تقييم شاملة انتهت بإلغاء العديد من الوظائف ودمج بعضها، لتكون بذلك قد حسمت الجدل بشأن "التسريحات" التي باتت تشغل الوسط الإعلامي في "الجزيرة" وقطر وربما في منطقة الخليج بأكملها.
وحصلت "
عربي21" على نسخة من الرسالة التي بعث بها المدير العام بالوكالة لشبكة الجزيرة الدكتور مصطفى سواق، والتي يبلغ فيها العاملين في الشبكة بأن "التغييرات القادمة سوف تؤثر على نحو 500 من العاملين في الشبكة"، على أن المدير العام تعهد بإعطاء من سيتم إنهاء خدماتهم كل الحقوق المترتبة لهم، إضافة إلى أنه قدم لهم الشكر الجزيل على ما بذلوه خلال الفترة الماضية من أجل تحقيق النجاحات التي سجلتها شبكة الجزيرة.
وقال سواق في الرسالة: "نعلن اليوم عن إطلاق مبادرة لتقييم الكادر الوظيفي في الشبكة، بدأنا العمل عليها خلال الشهور القليلة الماضية، وحرصنا خلالها على دراسة كل الخيارات المتاحة، التي تضمن تعزيز قدراتنا التنافسية في ظل التطور المتسارع الذي تشهده الساحة الإعلامية".
وأضاف: "لتحقيق هذه الأهداف سوف تدمج بعض الوظائف والمهام الادارية، ويُحد من تضارب بعض المسؤوليات، وسوف تُلغى تبعا لذلك بعض الوظائف غير الأساسية في الفترة المقبلة، ما دفعنا لاتخاذ قرارات صعبة، سوف تؤثر على نحو 500 من زملائنا بالشبكة، أغلبهم ممن يعملون في
قطر".
وتابع: "هذا الإجراء الذي نعلن عنه اليوم، اتخذت في وقت استوجب منا إعادة النظر في بنية الشبكة، لمواجهة تحديات فرضها التطور المتسارع للعمل الإعلامي، وهي ذات التحديات التي دفعت مؤسسات إعلامية أخرى إلى إعادة النظر في بنيتها الهيكلية، وكان لها أثر على بعض موظفيها، والجزيرة ليست استثناء من ذلك، وسوف نحرص على أن يحصل الزملاء الذين سوف يتأثرون بهذا الإجراء على معاملة منصفة ولائقة تتوافق مع ما تنص عليه بنود القانون والعقد المعمول به".
وانتهت رسالة المدير العام إلى القول: "إن شبكة الجزيرة الإعلامية وهي تتخذ هذا الإجراء لتؤكد على تقديرها للجهد الطيب الذي بذلتموه لتعزيز مكانتها وريادتها، وتتطلع لتعاونكم البناء والمشكور خلال مراحل تنفيذ هذه العملية".
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "
عربي21"، فإن كل من سيتم الاستغناء عن خدماته سيتاح له مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر من أجل البحث عن فرصة عمل بديلة داخل قطر، كما أنه سيحصل على تعويض مالي عن إنهاء خدماته، فضلا عن أن إنهاء الخدمات يأتي قبيل نهاية العام الدراسي بما يضمن عدم تضرر أي من أبناء العاملين في شبكة الجزيرة.
وتعتبر رسالة المدير العام بالوكالة مصطفى سواق، إلى موظفيه سابقة نادرة الحدوث في منطقة الخليج، حيث إنها شفافية تسجل لإدارة الجزيرة، إضافة إلى أنها تحسم الجدل والشائعات التي تشغل العاملين في شبكة الجزيرة منذ العام الماضي.
وسابقا شهدت العديد من المؤسسات الإعلامية في منطقة الخليج عمليات إعادة هيكلة، لكنها المرة الأولى التي يجد فيها الموظفون هذه الدرجة من الشفافية، حيث قال مصدر تحدث لــ"
عربي21" إن بعض العاملين في قناة "سكاي نيوز" في أبو ظبي تم تسريحهم دون منحهم أي مدة إنذار، كما أنه سبق أن تم تسريح صحفيين يعملون في جريدة البيان في دبي وجريدة الاتحاد في أبو ظبي، وتم منحهم مدة أسبوع واحد فقط لمغادرة البلاد، آخرهم صحفي سوداني أمضى ثلاثين عاما في جريدة البيان، وانتهى به الأمر إلى منحه أسبوعا واحدا لمغادرة دولة الإمارات.