رفضت قيادة حركة "
أحرار الشام الإسلامية" أحد أكبر فصائل
الثورة السورية، مبادرة ستيفان
ديمستورا حول الحل النهائي للثورة السورية.
وهاجم
مهند المصري قائد الحركة مقترح ديمستورا، معلنا أن الشعب السوري لم يفوض أحدا التوقيع على الاستسلام، مسجلا أن ظن أصحاب المبادرات لن يخدعوا شعبا حرا بوثيقة تعيد إنتاج جزاره.
من جهته شدد
لبيب النحاس المكلف بالملف السياسي في الحركة على أن الثورة دخلت منعطفا خطيرا، داعيا الفصائل إلى تغيير رؤيتها بما ينسجم مع التحولات الجارية على الأرض.
لا للاستسلام
وفي أول تعليق من فصائل الثورة السورية، على مبادرة ستيفان ديمستورا، أعلن "مهند المصري"، القائد العام لحركة "أحرار الشام الإسلامية"، أن الشعب السوري لم يفوض أحدا من أجل التوقيع على استسلامه، وسيكتب للشعب العز والصمود.
وقال مهند المصري المعروف، في مجموعة تغريدات على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، نشرها الخميس: "إن شعبنا العظيم لم يفوض أحدا ليوقع على استسلامه، وسيسجل التاريخ من تنازل وفرط، وسيكتب للشعب العز والصمود".
وأضاف المصري: "لم نخرج دفاعا عن شعبنا لإنقاذه مؤقتا من البراميل والقصف، ليتم قتله لاحقا تحت التعذيب في سجون نسخة جديدة للنظام الحالي".
وانتقد "المصري" الوثيقة المقدمة من قبل المبعوث الدولي إلى سوريا "ستيفان ديميستورا" في ختام جولة التفاوض بين المعارضة السورية ونظام الأسد؛ حيث قال: "بعد خمسة أعوام من الدم يظن أصحاب المبادرات أنهم سيخدعون شعبا حرا بوثيقة تعيد إنتاج جزاره، وتهدر متطلباته! ألهذا كانت التضحيات؟!".
وكانت وثيقة المبعوث الدولي تضمنت أكثر من 12 بندا، لم يتطرق فيها إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية، أو مصير نظام الأسد ورموزه.
السيناريو المرتقب
من جهته توقع لبيب النحاس، المكلف بالشؤون السياسية في حركة أحرار الشام، في مقال نشره الجمعة، أن "السيناريو المرتقب، يقوم على أن روسيا والنظام سيعملان على تثبيت حدود شباط/ فبراير 2016 مع محاولات إحداث اختراقات في المناطق الإستراتيجة، وابتلاع المناطق المحاصرة تدريجيا عن طريق المصالحات".
وتابع لبيب النحاس، في مقال نشره الجمعة:"أن النظام والروس سيعلنون التوسع باتجاه أراضي تنظيم الدولة لتحقيق نصر سياسي دولي، ورفع نسبة الأراضي التي يسيطر عليها النظام حتى تصبح هذه النسبة أضعاف ما يسيطر عليه الثوار".
وسجل أن مناطق التوسع هذه "ستكون معظمها ذات أهمية إستراتيجية عالية، سواء من ناحية الثروات والموارد الطبيعية أو الموقع الجغرافي، بالتزامن مع استمرار دور عملاء ومرتزقة بي كا كا، نتائج هذا السيناريو الافتراضي كارثية، ولكن ما زلنا نملك الأوراق لمنعها".
مهام الثورة
أضاف لبيب النحاس: "يجب على الثورة أن تعمل على فرض قواعد لعبة جديدة، عسكرية وسياسية، لخروقات النظام المدروسة للهدنة، فلا يعقل أن تطبق هذه القواعد على طرف واحد فقط، وأن تلعب روسيا دورا مزدوجا في العملية السياسية رغم جرائم الحرب التي ترتكبها".
وسجل النحاس أن "كسر قوانين اللعبة يتطلب انسجاما كاملا بين الفصائل وقوى الثورة داخل سوريا مع الأجسام السياسية في الخارج، ومنها هيئة التفاوض، بحيث تتشكل مرجعية ثورية حقيقية ضابطة للعملية التفاوضية وداعمة لها في الاتجاه الذي يحقق ثوابت الثورة، فأي وثيقة تقبل بها الهيئة لا تلبي ثوابت الثورة سيتم دفع الكثير من الدماء لمحو حبرها".
وأضاف: "على الهيئة أن تنظر في تجارب الأجسام الثورية السابقة وما وقعت فيها من غياب للشفافية ولآليات اتخاذ القرار الواضحة، وما نجم عن ذلك من فقدان الثقة بها وانفضاض الشعب عنها، وألا تتحول إلى أداة لتفريق الثوار من حيث لا تعلم، وعليه فيجب ترسيخ الثوابت الثورية المعروفة، وتحديد خطوط حمراء سياسية وعسكرية لا يمكن التراجع عنها: منها استمرار الخروقات دون رد يتناسب مع حجمها وأثرها، ومنها تنفيذ النظام لأي خطوات من ضغوطات أو منع الطعام عن المناطق المحاصرة في سعيه الحثيث للاستيلاء عليها، فضلًا عن الشروط الإنسانية التي كان يفترض أن تتحقق قبل التفاوض وتم تجاوزها إلى درجة كبيرة".
واجب الفصائل
وشدد النحاس على "أن هذا الأمر يتطلب من الفصائل أن تحدث تغييرا فوريا في رؤيتها وأدائها، وأن تستشعر خطورة المرحلة والأخطاء التي ارتكبت في الماضي، وتسرع في إيجاد صيغة لتوحيد الصف، وأن تتبنى النفس الثوري المتجدد الذي انطلق".
وذكر "بأنه لا مستحيل أمام هذا الشعب العظيم، وأن يتم إعطاء الأولوية المطلقة للحل الجامع المشترك أمام أي مشاريع خاصة سيكون لها وقتها ومكانها بعد التخلص من النظام والاحتلال، وأن يتم التركيز على رفع مستوى معيشة المواطنين في المناطق المحررة، وهذا يحتاج إلى انفتاح على شراكات مضبوطة مع أطراف ثورية أخرى".
وأكد "على الفصائل أن تعي أنها دخلت لعبة سياسية معقدة جدا لا تشبه أي تجربة سابقة، وأنها الآن مجتمعة أمام مسؤولية عظيمة يلزمها أن تخرج من حالة التخدير السياسي والعسكري، وأن تكون عند حسن ظن الشعب بها".