كشفت معلومات مسربة اليوم الجمعة أن الملك الأردني عبد الله الثاني قال لسياسيين أمريكيين في الولايات المتحدة إن "
تركيا هي التي ترسل الإرهابيين الى أوروبا"، إلا أن اتهامات الملك الأردني كانت خلال لقاء خاص عقده مع مسؤولين في واشنطن خلال شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، أي قبل الهجمات الدموية التي ضربت العاصمة البلجيكية بروكسل، وبعد نحو شهرين على الضربات التي تعرضت لها باريس.
وقال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني إنه حصل على تفاصيل اجتماع خاص في واشنطن ضم
الملك عبد الله الثاني وعددا من أعضاء الكونجرس الأمريكي بمن فيهم السيناتور جون ماكين، حيث اتهم الملك أنقرة بأنها ترسل الإرهابيين إلى أوروبا، كما أنه قال بأن أزمة اللاجئين التي تعاني منها القارة الأوروبية ليست من قبيل المصادفة.
وأضاف الملك: "الحقيقة أن تدفق الإرهابيين إلى أوروبا هو جزء من السياسة التركية، فهو من ناحية صفعة، ومن الناحية الأخرى محاولة للخروج من الورطة"، وذلك في إشارة من الملك إلى أن أنقرة تحاول استغلال أزمة اللاجئين ودخول الإرهابيين إلى أوروبا من أجل تحقيق مصالحها.
وخلال اللقاء الذي نشرت تفاصيله "ميدل إيست آي" سأل أحد أعضاء الكونجرس الملك الأردني: "هل صحيح أن تنظيم الدولة الإسلامية كان يُصدر النفط إلى تركيا؟"، رد الملك قائلا: "بالتأكيد".
ويلفت الموقع البريطاني في تقريره الذي اطلعت عليه "عربي21" إلى أن لقاء الملك مع عدد من أعضاء الكونجرس والسياسيين في واشنطن تم في منتصف يناير الماضي، أي في الفترة ذاتها التي ألغى فيها الرئيس الأمريكي باراك أوباما لقاءه مع الملك الأردني في البيت الأبيض، الذي قال حينها إن إلغاء اللقاء مع أحد أهم حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط، مرده إلى "مصاعب في جدول أعمال الرئيس".
وبحسب المعلومات فإن الملك عبد الله كان يشرح ما يعتقد بأنه يمكن أن يحرك ويؤثر في الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، حيث قال الملك عبد الله إن "أردوغان يؤمن بالحل الإسلامي الراديكالي لهذه المنطقة".
وأضاف عبد الله متحدثا أمام مجموعة من كبار السياسيين في واشنطن: "تركيا بحثت عن حل ديني في
سوريا، في الوقت الذي نبحث فيه نحن عن العناصر المعتدلة في جنوب سوريا، حيث إن الأردن يدفع باتجاه خيار ثالث، لا يتيح المجال للخيار الديني".
وبحسب الموقع الإخباري البريطاني، فإن الملك الأردني عرض تركيا على أنها جزء من التحديات الاستراتيجية الدولية التي تواجه العالم في الوقت الراهن.
وأضاف الملك: "واصلنا العمل على حل المشاكل التكتيكية ضد تنظيم الدولة الإسلامية، لكن تظل القضية الاستراتيجية. نحن نسينا المسألة بأن الأتراك ليسوا معنا استراتيجيا في هذا الأمر".
وزعم الملك الأردني في حديثه الخاص أمام السياسيين الأمريكيين أن "تركيا لا تقدم فقط الدعم للمجموعات الإسلامية في سوريا، وإنما أيضا تسمح للمقاتلين الأجانب بالمرور إلى هناك، كما أنها تقدم المساعدة للمليشيات الإسلامية في كل من الصومال وليبيا".
وتابع العاهل الأردني: "التطرف يتم تصنيعه في تركيا"، ثم سأل الملك المسؤولين الأمريكيين: "لماذا يقوم الأتراك بتدريب المقاتلين الصوماليين؟"، داعيا الأمريكيين إلى أن يسألوا رؤساء كل من ألبانيا وكوسوفو عن الأتراك، حيث قال إن البلدين يتوسلان لأوروبا لضمهم قبل أن يضمهم أردوغان.
وبحسب المعلومات التي يقول موقع "ميدل إيست آي" إنه حصل عليها، فإن وزير الخارجية الأردني ناصر جودة كان حاضرا في الاجتماع، وقال إن تركيا فتحت الباب أمام اللاجئين ليتدفقوا على أوروبا ردا على منعها من إقامة منطقة عازلة على حدودها مع سوريا.
وعلق كل من الملك عبد الله ووزير خارجيته ناصر جودة على الاتفاق الذي تعهدت بموجبه أوروبا بأن تدفع ثلاثة مليارات دولار لتركيا، حيث ردد كل منهما عبارة أن تركيا لديها مليونا لاجئ فقط من أصل 70 مليونا تعداد سكان البلاد، أما مشكلة اللاجئين السوريين في الأردن فهي أكبر بكثير مما هي عليه في تركيا بالنسبة لعدد السكان.
وحسب الموقع البريطاني، فقد رفضت الحكومة التركية التعليق رسميا على هذه التصريحات التي أدلى بها الملك الأردني في واشنطن، إلا أن مسؤولا رفيع المستوى في أنقرة قال للموقع إن "الملك عبد الله تحول إلى ناطق باسم بشار الأسد".
وأضاف المصدر أن تركيا هي التي تخوض صراعا مريرا ضد تنظيم الدولة الإسلامية، والتفجيرات حدثت في تركيا وليس الأردن، ولذلك فإن ادعاءات الملك الأردني غير المستندة للحقيقة مرفوضة بالمطلق.
وتابع بأن "هذه الادعاءات ليست الأولى التي توجه لتركيا وهي الادعاءات ذاتها التي ينشرها نظام الأسد". واعتبر أنه "كان من الأفضل لمصالح الأردن والمنطقة، لو أن الأردن كصديق لتركيا عمل بتعاون استراتيجي مع قوة إقليمية استراتيجية كتركيا، بدلا من أن يصبح ناطقا باسم الأسد".