اعتبرت صحيفة "
إندبندنت" البريطانية أن هجمات
تنظيم الدولة الأخيرة في
بروكسل، والتي راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى الثلاثاء الماضي، تمثل "فشلا استراتيجيا" لتنظيم الدولة.
وفي مقال لمراسل الصحيفة في
فرنسا، جون ليتشفيلد، نشره الجمعة، قالت "إندبندنت" إن "هجمات بروكسل، وهجمات باريس التي حصلت في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، تشير إلى فقدان السيطرة والتركيز من تنظيم الدولة، لا توسعا للمؤيدين".
وأوضح ليتشفيلد أن قيام شخصيات بارزة في التنظيم، مثل نجم لاروتشي، بتفجير نفسها مؤشر على تراجع التنظيم، إذ إن "الهجمات الانتحارية مهمة الجنود لا الضباط"، بحسب تعبيره.
وتساءل مراسل "إندبندنت" في فرنسا: "لماذا تراجع تنظيم الدولة عن استراتيجيته القديمة بمهاجمة ما يدعي أنه أهداف مشروعة وإسلاموفوبية مثل اليهود أو مجلة شارلي إيبدو؟"، موضحا أن هذه الهجمات كانت تهدف لاستفزاز رد فعل متطرف ضد المسلمين، مما يسبب حربا أهلية أوروبية، بحسب تعبيره.
أما الهجمات الأخيرة، في باريس وبروكسل، فقد استهدفت أشخاصا عاديين يقومون بحياتهم، مما سبب ردة فعل من المسلمين ضد تنظيم الدولة، بحسب ليتشفيلد.
وقال الخبير الفرنسي بشؤون العالم العربي وأهداف وآليات الجهاديين، جيليس كيبل، إنه "منذ هجمات باريس، اضطربت دعاية تنظيم الدولة، إذ إن إعلامها يمر بأزمة، بعد هجمات وقعت على مدن متعددة الثقافات، وتضم جالية مسلمة هي ذاتها التي تسعى لاستقطابها، وأبعدتها عنها".
ومنذ 13 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قالت مصادر فرنسية إنه كان هناك تراجع بتوجه الشباب إلى تنظيم الدولة في سوريا، مما يمكن تفسيره من خلال المراقبة الأوروبية، إلا أن هناك تغيرا في اللهجة على وسائل التواصل، والتعليقات العشوائية من الفرنسيين المسلمين في المدارس وغير ذلك، بحسب ليتشفيلد.
وتابع ليتشفيلد: "مع وجود دعم علني أو ضمني لهجمات شارلي إيبدو، إلا أن هجمات باريس وبروكسل لم تلق أي دعم، كما أن المصادر الأمنية الفرنسية محتارة من الاستخدام الواسع للهجمات الانتحارية، إذ إن تفجير لاروتشي لنفسه في مطار بروكسل يمكن تفسيره بالاضطراب أو الحماية بعد اعتقال مهاجم باريس المفقود صلاح عبد السلام".
وقال مصدر في الشرطة الفرنسية إن "هذا محير"، موضحا أنه "استطاع الهرب من الأمن البلجيكي لمدة طويلة، وليس هناك سبب يدفعه للقيام بذلك".
وتابع كيبل، الذي نشر كتابا جديدا عن الجهادية في فرنسا، بأن تنظيم الدولة يعاني من شيء كان يعتبره قوة، وهو: الطبيعة الواسعة اللامركزية لخلاياه الجهادية في أوروبا، محذرا من أن هذا الفشل الاستراتيجي لتنظيم الدولة لا يعني أن التهديد اللحظي للتنظيم متراجع.